أخبارأخبار عاجلةدوليعربي

موريتانيا تحدي انسحاب “فاغنر” من مالي و ربطه بالتقرير الإسباني الذى يتهم البوليساريو ؟

أنباء انفو-تقرير استخباراتي إسباني، نُشر نهاية الأسبوع المنصرم ، كشف عن انضمام عناصر متطرفة من جبهة البوليساريو إلى تنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل، أبرزها “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”داعش في غرب إفريقيا”، في وقت حساس يتزامن مع إعلان انسحاب مجموعة “فاغنر” الروسية من مالي، ما يعمق المخاوف من فراغ أمني متزايد في قلب الصحراء الكبرى.

التقرير لفت إلى أن بعض هذه العناصر شغلت مواقع قيادية داخل التنظيمات الإرهابية، مستفيدة من برامج إنسانية سابقة في أوروبا، خاصة في إسبانيا، مثل برنامج “عطل في سلام”، ما منحها إتقان اللغة الإسبانية وفهمًا معمقًا للمجتمعات الأوروبية، وهو ما يزيد من احتمالات تورطها في هجمات مستقبلية داخل القارة العجوز.

كما حذّر التقرير من تصاعد نفوذ جماعات متطرفة مثل “نصرة الإسلام والمسلمين” و”داعش-غرب إفريقيا”، مشيرًا إلى أن بعض قياداتها تعود أصولهم إلى مخيمات تندوف الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري، مما يفتح الباب أمام فرضية تواطؤ خفي بين الحركات الانفصالية وبعض الجماعات المسلحة في المنطقة.

ردا على ذلك التقرير، سارع ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي، اليوم الإثتين 9 يونيو 2025 ، إلى نفي تلك الاتهامات، واصفًا ما ورد في وسائل الإعلام الإسبانية بـ”المغالطات المتحيزة”، مؤكدًا التزام الجبهة بمبادئ محاربة الإرهاب والتعاون مع جيرانها.

إلا أن هذه التصريحات لم تُبدد القلق الأوروبي، لا سيما بعد توقيف شخصين في إقليم الباسك يشتبه في ارتباطهما بعناصر متطرفة ذات صلة بالبوليساريو، ما يعزز الشكوك بشأن وجود خلايا نائمة أو قنوات دعم لوجستي داخل أوروبا، وسط تحذيرات أمنية من اختراقات مستقبلية محتملة.

أمام كل ذلك تتابع موريتانيا هذه التطورات باهتمام متزايد، نظرًا لحساسية موقعها الجغرافي المحاذي لكل من مالي والجزائر. ومع انسحاب فاغنر من مالي، تتزايد المخاوف من تحرك الجماعات الإرهابية نحو الحدود الموريتانية، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني في المناطق المالية الشمالية.

ورغم استقرارها النسبي في السنوات الأخيرة، تعتمد موريتانيا على مقاربة أمنية استباقية شملت تعزيز الرقابة الحدودية وتحديث أنظمتها الاستخباراتية، تحسبًا لأي اختراق إرهابي عابر للحدود قد يمس أمنها القومي.

وتشير مصادر  مطلعة إلى أن نواكشوط كثّفت في الأسابيع الأخيرة من تنسيقها الأمني مع عدد من دول الجوار، وأعادت تقييم خططها الدفاعية في الجنوب الشرقي والشمال الشرقي، تحسبًا لأي تطور مفاجئ في منطقة الساحل التي باتت ساحة مفتوحة لتحركات جماعات متطرفة وعناصر انفصالية على حد سواء.

إلى ذلك تؤكد مجريات الأحداث أن منطقة الساحل والصحراء تشهد تحولات عميقة في موازين القوى، خاصة بعد تراجع الدور الروسي غير الرسمي في مالي، وما رافقه من تصاعد في نشاط الجماعات المسلحة. ويرى مراقبون أن الفراغ الذي تتركه فاغنر قد يُملأ من قبل تنظيمات أكثر تطرفًا، ما يضاعف من تعقيد المشهد الأمني في غرب إفريقيا.

في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تعاون استخباراتي إقليمي ودولي واسع النطاق، يشمل الدول المتأثرة مباشرة ، للتصدي لتهديدات الإرهاب العابر للحدود، ومنع تحوّل المنطقة إلى بؤرة جديدة لعدم الاستقرار .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button