مقالات

– في الذكرى الثانية لإستشهاد القائد الرمز صدام حسين رحمه الله

بقلم يحي ولد الحمد كاتب صحفي
تمر هذه الأيام، الذكرى السنوية الثانية لإستشهاد القائد العظيم صدام حسين رحمه الله، هذا الرجل الذي هو نجل الحسين بن علي رضي الله عنه والذي قيل في حقه:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ……والسيف يعرفه والحل والحرم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ……..بجده أنبياء الله قد ختموا

***

ما قال لا قط إلا في تشهده………لولا التشهد كانت لاؤه نعم

كان إستشهاد الشهيد الأسير صدام حسين رحمه الله، تزامنا مع يوم الحج الأكبر، وذلك من خلال عملية إغتيال نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها الخونة المارقين في العراق، مستخدمة أحقر الأساليب وحشية ونذالة بتسليمه لفرقة من فرق الموت مما يسمى (جيش المهدي) و(فيلق بدر)، فيما ظهر القائد البطل أمام حبل المشنقة، وهو “كالجبل الأشم، رافع الرأس، ممشوق القوام، مترفعاً عن الصغائر والصغار، مؤمنا بعقيدته وعروبته”، مردداً شعارات العزة والكرامة، بعد أن عزز إيمانه، وأكد عليه بترديد آيات من القرآن الكريم والشهادتين، سيحسده الجميع عليها، فكانت شهادته مشرفة ومحبته عارمة في أوساط مئات الملايين من العرب والمسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، وهو ما سيحسده عليه القادة العرب الخونة، الذين تواروا عن الأنظار، سوى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي سجل موقفا مشرفا، بإعلانه الحداد على الشهيد صدام حسين، رمز الأمة والمدافع عن شرفها وكرامتها، فكان إستشهاده وسام شرف لهذه الأمة، فالرجل عاش كريما شجاعا ومات شهيدا، وأثبت للجميع صحة النهج الذي سار عليه ومن أجله أستشهد أبنيه عدي وقصي وحفيده مصطفى، وأستشهد هو من أجله قبل سنة من الآن.

إن اغتيال الزعيم الرمز صدام حسين ينبغي أن يكون بداية جديدة للنضال العربي بشكل عام، بعد أن أصبح الرجل شهيدا عظيما من طراز شهداء الرسالة والفتوحات الإسلامية الكبار، الذين دخلوا التاريخ كأبطال ومازالوا يحركون الجماهير العربية والمسلمة ويلهمونها حتى الآن! ويكفي البعثيون فخرا أن قائدهم قد قدم حياته فداء للعروبة والإسلام، ورفض كل العروض المغرية للإبقاء على حياته مقابل توجيه نداء للمقاومة لإلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية، ليتحول هذا القائد العظيم إلى سيد الشهداء في هذا العصر، فشق طريق تحرير العرب وتقدمهم ووحدتهم بإنجازاته الكبرى أثناء حكم البعث، مستلهما في منهجه كل المآثر الإيجابية والمضيئة في تاريخ الأمة البعيد والقريب مقتديا برموز الأمة الذين أبلوا بلاءا حسنا في مواجهة الظلم وشرور الأطماع الأجنبية، مختارا طريق الشهادة والتضحية من أجل نصرة الحق وكرامة الأمة وعزتها”، فحتى وهو على حبل المشنقة لم ينسى أن يهتف للأمة وقضيتها المركزية قضية فلسطين التي كانت في قلبه وعلى لسانه.

لقد قدم الشهيد أبو الشهيدين، لحزبه العظيم وأمته الأبية: “نموذجا سيظل وهجه مشعا بالفخر والاعتزاز وعنواناً نستمد منه القوة والعزم والإيمان لمواصلة المسيرة على طريق المبادئ التي ضحى واستشهد من أجلها، فقد كان أول قائد عربي يتم اغتياله عقب احتلال استعماري بربري همجي بغيض، كما أنه القائد الشهيد الأول في العصر الحديث الذي تغتاله أيادٍ إيرانية بأوامر أمريكية – صهيونية (اسرائيلية) مباشرة ورسمية، وكان بإمكانه (حاشا لله) أن يساوم للحفاظ على حياته لكنه صمم على الشهادة ليقدم أروع مثال في التضحية والنضال والشهامة والشجاعة”.

لقد أراد الله سبحانه وتعالى، أن يطلع العالم كله على حقيقة هذا الرجل المقدام، ففشلت مخططات المحتلين وعملائهم، التي حاولوا من خلالها إجراء فبركة في الفيلم الذي تم تصويره عن وقائع الإغتيال، فظهر أن القائد الشهيد رجل لا ككل الرجال، وأثبت أن الفكر الذي يحمله فكرا نيرا، يسلح صاحبه بالثبات والصمود لمواجهة الطغاة، وتأكد الجميع أن البعثيين أبطال قتال وشجعان عند النزال وأمام حبال المشنقة، فقد قدم قائدهم المغوار أروع مثال للجميع، ودرسا بليغا ستظل الأجيال تتحدث عنه لا يمكن نكرانه إلا من طرف الحاقدين.

أيها الرمز الشهيد:

نم قرير العين فهذه الأيام للخونة والمأجورين ومطايا الأجنبي، فأغتيالك يؤكد أننا نعيش زمن الخزي والخيانة العربية، يكفيك فخرا أنك أستشهدت واقفا لا تخاف الموت، شامخ الرأس كنخيل البصرة وشط العرب، فرحمك الله يا من عشت رجلا وأستشهدت رجلا شجاعا:

لا تأسفن على غدر الزمان……لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب

ما بالها تعلو على أسيادها……تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب

فـهذا العراق يبكي ليثه سيكون فوق القادمين ركام

وداعاً يا من جعلت يوم استشهادك يوماً حزيناً تولد في نهايته أمة مجاهدة من جديد على رأس كل مئة عام، يولد من يجدد أمر دين هذه الأمة وإني لأراك يا صدام قد جددت باستشهادك أمر الدين لهذه الأمة، التي نسيت كيف تجاهد ونسيت أن الجهاد ماض في الأمة إلى أن تقوم الساعة.

إلى روح الشهيد الرمز، والذي لم تنجب أم في عصرنا مثيلا له… إلى الذي علم الرجال كيف تقف أمام حبل المشنقة… إلى قائدنا ومعلمنا السيد القائد صدام حسين، إلى عائلته الكريمة الصامدة المضحية من أجل العراق… إلى كل عراقي شريف.. الى كل رجل وقف خلف القائد العزيز…إلى أولئك الشيوخ والعجائز في بلادنا الذين دعوا الله له أيام قادسية صدام وأم المعارك، نقول صبرا، فالرجل إختاره الله لجواره يوم العيد، فلنتذكره بمناسبة الذكرى الثانية لإستشهاده، وفاء له ولما قدمه من أجل أمتنا العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة.

اغتالوك أيها الشهيد، بحبل طوله 39 قدم، هي عدد الصواريخ التي أطلقتها على الكيان الصهيوني البغيض، فكنت الشخص الوحيد في عصرنا الذي لم يلقن أثناء “إعدامه”، فأستشهدت يوم العيد يوم الحج الأكبر، لتبقى ذكراك خالدة في التاريخ الإسلامي، بعد أن دعا لك الحجاج في بيت الله الحرام. رحلت بصبر لا نصدقه، بإقدام على لقاء الله لا إدبار، وممن يكون ذلك إلا من الرجال المؤمنين؟. نعم يا سيدي كنت مستبشرا، يا الله، كم كانت تلك اللحظات حزينة، يا الله، كم كانت تلك اللحظات جميلة، عندما نرى أسدا يهرول إلى الموت دونما خوف، يدعو إلى الله وينطق بالشهادة بكل ثقة، لله درك كم أثبت للعالم من أنت…وماذا كنت، وفي أشد الظروف….فهنيئاً لك يا سيدي…هنيئاً لك العيد في جوار بك. رحمك الله أيها القائد البطل صدام حسين, يا من سطرت في حياتك وفي رحيلك أسطورة القائد الاستثناء في زمن عز فيه الرجال, وإني لعلى يقين أن أمتنا بحاجة إلى أمثالك، ممن يضعون مصلحة الأمة فوق أي أعتبار.

رحلت عنا وتركت أمتنا تعيش في دوامة الخيانة والقهر، تعيش الظلم وتحتمل الألم ولا تصرخ، فمن لنا بعدك غير أولئك العظام الذين نهلوا من منابع الوطنية والإخلاص والفكر النير، فلهم ألف تحية إجلال وتقدير من بلاد شنقيط، ونقول لهم إنه لو كان الحقد سائلا مثل الماء لكان ما بثته قنوات العالم، كافيا لإغراق الأرض ومن فيها، ولو كان التشفي والشماتة يبنيان دولا وأوطانا وديمقراطيات لأصبح العراق، منذ يوم إغتيال الشهيد القائد الرمز صدام حسين، أقوى وأفضل من السويد وسويسرا واليابان. إن من حق رجال البعث أن يفخروا بالشهيد الأسير صدام حسين، وبحملهم نفس الفكر الذي حمله هو ودافع عنه وقاد العراق العظيم به، ومن حق كل حامل لهذا الفكر النير أن يفتخر به، بعد أن قدم الشهيد أبو الشهيدين أروع مثال في التضحية والصمود أمام حبل المشنقة.

فرحمك الله أيها القائد الرمز، وتحية إجلال وتقدير إلى رجال المقاومة الأفذاذ ببلاد الرافدين وفي طليعتهم فرسان البعث الأشاوس، الذين أثبتوا للعالم صحة النهج الذي يسيرون عليه، وأكد رمزهم البطل رحمه الله صدقه مع الله في كل ما كان يقوم به ويفعله، فوفقه للنطق بالشهادتين عند حبل المشنقة.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button