موريتانيا تشارك فى حملة عسكرية واسعة ضد تنظيم القاعدة
طبقا لما نشرته صباح اليوم الأربعاء 17-12-2008 صحيفة “الخبر” الجزائرية فإن موريتانيا وبوركينافاسو والسينغال شرعتا مؤخرا في تشديد إجراءات الأمن عبر الحدود، ضمن اتفاق سابق بين الدول الثلاثة . وفى عملية موازية يقوم حاليا الجيش المالي بحملة عسكرية كبيرة ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكذا العصابات الإجرامية الموالية لها، في مناطق الشمال ، و أكدت مصادر الصحيفة الجزائرية مشاركة قوات الإمداد بالجو التابعة للجيش الجزائري في العملية من خلال إمداد القوات المالية بالمؤن والذخائر.
من جهة أخرى وحسب “الخبر ” دائما، ” أفاد شهود عيان قدموا، منذ يومين، من مدينة كيدال شمالي جمهورية مالي، في تصريحات لـ”الخبر”، بأن الجيش المالي حشد قوات كبيرة في مناطق البدو الرحل في جبال فوهارس ووادي زوراك شمالي البلاد. وأكد مصدر عليم ما أورده هؤلاء الشهود، حيث أوضح أن تحركات بعض العصابات الإجرامية في الجنوب الجزائري، مؤخرا، والتي أسفرت عن عدة اشتباكات بين الجيش الجزائري والمهربين بولايات تندوف، أدرار، تمنراست وغرداية، جاءت بعد أن شددت جمهورية مالي إجراءاتها الأمنية في مناطق الشمال المعروفة بغياب سلطة الدولة بها.
وحسب مصدرنا، فإن عملية الجيش المالي الأخيرة ضد تنظيم القاعدة والعصابات الإجرامية تعد الأكبر والأهم منذ مدة، وتأتي بضغط من دول الجوار التي اشتكت من تحول مناطق الشمال بدولتي مالي والنيجر إلى معقل لشبكات الإجرام وتنظيم القاعدة الذي احتجز الرهينتين النمساويين فيها لعدة أشهر، وفر إليها بعد تنفيذ هجوم تورين ضد الجيش الموريتاني.
وبدأ الجيش المالي، حسب مصدرنا، منذ نهاية أكتوبر الماضي، حشد قواته في منطقة ”تورا بورا الصحراء”، أو المثلث الحدودي بين الجزائر ومالي والنيجر، الذي يعرف بوعورة تضاريسه وامتداده إلى غاية جبال الهفار بالجزائر. وتمتد هذه المنطقة على مساحة شاسعة تسمح للإرهابيين وعصابات التهريب والإجرام بالتحرك فيها بكل حرية، ما يصعب من مهمة مكافحتها على قوات الدول الثلاث.
من جانبها، قامت القوات الجوية التابعة للجيش الجزائري، منذ عدة أسابيع، بتموين قوات تابعة للجيش المالي الموجودة في منطقة جبال فوهارس وفي وادي زوراك بالجو، لمساعدتها في حرب تنظيم القاعدة. وكان وزير الدفاع المالي، أثناء زيارة قادته إلى الجزائر، قد نقل طلب حكومة بلاده لمساعدة قواتها المسلحة بعتاد وذخائر وإمدادها بالمؤن، لما تقتضي الضرورة ذلك، خصوصا أثناء تنفيذ عمليات كبيرة ضد تنظيم القاعدة. وقالت ذات المصادر إن هذه العمليات جاءت تجسيدا لاتفاقات تمت بين دول الساحل، تقضي بتشديد الخناق على العصابات الإجرامية وتنظيم القاعدة. وتشير مصادر غير رسمية إلى مشاركة ضباط مخابرات جزائريين في حرب القاعدة في مناطق شمال مالي والنيجر بالتنسيق مع حكومتي البلدين. ”