أخبار

القذافى : موريتانيا تقدم اعترافا باسرائيل ولا تقيم سلاما .. وهذا يعنى ان لا توجد فلسطين

القى العقيد معمر القذافي مساء أمس الثلاثاء خطابا مطولا أمام وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، الذين عقدوا اجتماعاً تشاورياً في طرابلس بعد ظهر أمس حول الموضوعات المطروحة على الاجتماع الطاريء لوزراء خارجية العرب الذي بدأ اجتماعاته اليوم بالقاهرة ، وفى تعليقه على مايعتبره خيانة دول عربية للقضية الفلسطينية ومنها موريتانيا قال الزعيم الليبي :

” غلطة السادات أو خيانته المدان بها وحتى قتل من أجلها، هو أنه إعترف بما يسمى بـ “إسرائيل “، ولو كان عمل معها سلاما لا أحد يمسه لأن هذا سلام بينه وبين مصر وليس الإعتراف.
موريتانيا إعتراف لأن ليس عندها أرض محتلة مقابلها سلام.. إعترفت إعترافا بالكيان الصهيوني بإعتبار أن هذا يعني أن لاتوجد فلسطين.

وكان العقيد فى بداية خطابه قد تطرق إلى موقف الجماهرية من القمة العربية ، والوضع المأساوي الذى يتعرض له سكان غزة حيث الآلة الإسرائيلية تضرب بأقصى قوتها الشعب الفلسطيني الأعزل :”انا أحيي بهذه المناسبة حماس الأخ “حمد” أمير قطر وشجاعته وتصميمه أن تعقد قمة في الدوحة.
ليس لدينا إعتراض أن تُعقد قمة وتكون في الدوحة، ولكننا نتحدث عن بأي شيء ستخرج القمة.
ٍ الموقف واضح جدا ومخزي جدا حقيقةً، وأنا عندي رأي يقبله المغرب العربي أو لا يقبله، تقبله الدول العربية أو لا تقبله.
لكن أنا لي رأي هو أن الآن كأننا أمام كارثة طبيعية.. زلزال أو شيء من هذا القبيل، ونبعث الإمدادات لأن الكارثة الطبيعية مثل الزلزال ليست لنا القدرة على ردها فنعالج مضاعفاتها وما ترتب عليها، نبعث الأدوية والطعام والغذاء والكساء وما إليه، كأن غزة في كارثة طبيعية.
هذه ليست كارثة طبيعية.. هذه طرف آخر يقاتل في غزة، والرد ليس بالبطاطين وبالأدوية.. الرد بإيقاف العدوان عمليا وليس بالمناشدة.. الرد بالفعل، وهذا الرد العرب غير قادرين عليه أو لايريدونه.
من هنا ليست هناك فائدة لا من إجتماع وزراء الخارجية ولا من إجتماع القمة.
غزة بالقانون الدولي هي تحت الإحتلال ومسؤولية المحتل.
ألا تعلمون أن المساعدات التي أنتم متحمسون لها، تساعد على إستمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة ؟ لأن “50” في المائة قتال و” 50″ في المائة أمور لوجستية أخرى من أدوية ودم وأكل وشراب وما إليه، وهذه تكفل بها العرب.
الإسرائيليون ممتنون، لأن المفروض أن غزة هم الذين يوفرون لها العلاج والدواء والتموين والوقود، وأن الجرحى هم الذين يعالجونهم.
أتينا نحن العرب وقلنا “لا.. لا، أنتم يا إسرائيليين عليكم مهمة واحدة هي قتل الفلسطينيين فقط، ونحن سنبعث الدم الذي ستزهقونه وتريقونه أنتم، ونحن نبعث الغذاء إلى الذين ستجوعونهم، وحتى المباني التي ستدمرونها يمكن أن نبنيها بعد ذلك بإعادة إعمار غزة، ولاتنقلوا الجرحى إلى مستشفياتكم ولا تحضروا لهم أطباء ولا أدوية.. نحن نتكفل بهذا “.
الإسرائيليون “مبسوطين” جدا من هذا الدعم لأن المفروض هم الملزمين بالقانون الدولي بتوفير هذه الأشياء كلها لغزة في هذا الظرف لأنها منطقة محتلة وتحت مسؤوليتهم.
إذن نحن ندعم العدو، ولهذا أنا لا أصفق لهذه المساعدات.
وقد أصبحت القضية كلها كلها، هي من يبعث أدوية.. ومن يبعث بطاطين، هذا عار، هذه ليست كارثة طبيعية، هذا رجال آخرون فارضين هذا الوضع، لماذا أنت لا تتفاهم معهم.. توقفهم عند حدهم ؟! هم رجال ونحن رجال.
ثم فعلا هناك دفاع مشترك، مثلا الآن من يستطيع أن يمس هولندا الدولة الصغيرة ؟ لو أن أي دولة تعتدي على هولندا، يأتيك الحلف الأطلسي كله ويعتبر عمله مشروعا ويقول لك هذه دولة عضو في الحلف.. هذا إتفاق.
وأي عمل يقوم به العرب وفقاً لمعاهدة الدفاع المشترك هو عمل مشروع بالقانون الدولي، فلماذا لايستخدم العرب هذه الشرعية ؟!.. هذه شرعية دولية.
ألستم تتكلمون عن الشرعية الدولية ؟!.
يوجد دفاع مشترك بين العرب ينص على أن أي عربي إذا وقع عليه أي إعتداء، لابد أن يدافع كل العرب عنه ويقاتلون معه..هذه شرعية دولية، إلا إذا إتفق العرب وألغوا الدفاع المشترك فيما بينهم، وهذا لم يلغ، هذه ناحية.
الناحية الأخرى التي الآن كلها في إطار المساعدات والدعم، وهذه أنا أراها مساعدة للإسرائيليين أكثر منها للفلسطينيين، ويجب أن يتحمل الإسرائيليون مسؤولية كل هذه الأشياء التي يعملونها في غزة، وأن لا نساعدهم فيها.
الدواء والغذاء والجرحى والمساكن والهدم، يتحمله الإسرائيليون، لا أن نتحمله نحن ونساعدهم بذلك في العدوان.
الإسرائيليون الآن يقولون “نحن ندافع عن أطفالنا وعن بيوتنا ضد المقاومة الفلسطينية !!”.
المقاومة الفلسطينية أن الفلسطينين أرضهم محتلة ويقاتلون محتلا، فتُجرم المقاومة ويتم إعتبارها إرهابا، العراقي أرضه محتلة ويقاوم الإحتلال فيُعتبر إرهابيا، الأفغاني أرضه محتلة ويقاوم الإحتلال فيُعتبر إرهابيا.
يعني الذي أرضه محتلة هو الذي يجب أن يوقف إطلاق النار، والمعتدي هو الذي يجب أن يستمر في إطلاق النار ؟!
وهذا هو الجاري الآن أن أنت يافلسطيني الذي أرضك محتلة ممنوع عليك أن تقاتل، و”نحن نضربك وندمرك ونقتلك بالمئات وبالالآف لأنك تقاتل “.
وماذا سيفعل الفلسطيني ؟ إن أرضه محتلة وسيقاتل.
ثم من أنت الذي تقول “بيوتي وأطفالي ؟”.
من جلب أطفال اليهود إلى فلسطين ؟!.
أطفال الفلاشا، هل هم فلسطينيون ؟ أطفال اليهود القادمون من الفولجا، هل هم فلسطينيون ؟ والقادمون من البلاد العربية، هل هم فلسطينيون ؟!.
الصهيونية جلبت أطفال اليهود ووضعتهم في هذا المكان وطردت الفلسطينيين، والفلسطينيون أرادوا أن يقاتلوا للعودة إلى ديارهم، وعندما يقاتلون فإنهم يقاتلون الموجود في مكانهم الذي إحتل أرضهم وبيوتهم ومزارعهم ومدنهم.
كيف يصبح صاحب الأرض الذي طرد منها عام 48 وعام 56 و67 و73 والآن، ليس له الحق حتى في المقاومة ؟!
والذي لم يكن يعرف فلسطين أبدا ولا هو فلسطيني.. لا أصله ولا أبوه ولا جده ولا جد جده مثلما اليهود الموجودين الآن الذين جاءوا بعد 48.. هؤلاء فلسطين ليست لهم.
نحن لا نعترف الإ باليهود الذين كانوا يعيشون في فلسطين مع الفلسطينيين، وهؤلاء هم الذين يجب أن تقام منهم دولة واحدة ديمقراطية يهود وفلسطينيون.
أما أن تفرض عليّ دولة عبرية وديانتها يهودية ولغتها العبرية و”نقية” وتحل محل شعب فلسطيني وتعتبر الذي يقاوم هذا الوضع إرهابيا و”إبن كلب” ولازم من قتله، فهذا يعني أننا نعيش الآن في اللامعقول.
إذا عُقدت قمة أو إجتماع للخارجية، أنا ليس عندي كلاما أقوله أكثر من هذا الكلام.. وسواء يقبله المغرب العربي أويقبله العرب أولم يقبلوه، فأنا هذا هو موقفي النهائي.
الذي جرى بعد إسطبل داود.. وبعد مدريد.. وبعد أوسلو.. وبعد وادي عربة وبعد 242 و بعد 388، هذه هي نتيجته الآن.
نحن العرب الآن في وضع لسنا قادرين فيه على التحرير بسبب ظروفنا أو جبناء أو ليس لدينا إرادة..لسنا قادرين على إيقاف العدو ولانستطيع رده ولسنا قادرين أن نحارب، فماذا نعمل ؟.
لايجب أن نظل نردد الكلام الذي تقوله الإذاعات، فالكلام الذي يصدر عن هذه القمم والذي نسمعه تقوله أي إذاعة ” إن اليهود تجاوزوا الحدود، وإن صفتهم ونعتهم، وقتلوا ودمروا،ونناشد المجتمع الدولي ونطالب بإيقاف العدوان ونتضامن مع إخواننا الفلسطينيين “.. هذا ليس قرارا، هذا تقرير إخباري عما يجري مثل الذي صدر في الخليج.
هاهي قمة خليجية إنعقدت.. والقمة العربية ستكون مثل القمة الخليجية، هاهم قادة عرب إجتمعوا كلهم فماذا عملوا ؟!.. طالبوا، وناشدوا، ونددوا، وإستنكروا، وأدانوا !!.
هذا يقوله أي واحد في الإذاعة، وكل الإذاعات حتى التي ليست عربية تقوله الآن، وحتى منظمات حقوق الإنسان والمتظاهرين في أسكندنافيا يقولون هذا الكلام ” نددوا، وأدانوا، وطالبوا “.
إذا كان ستعقد قمة أو إجتماع خارجية – لا يهمني تُعقد القمة في أي مكان.. في الدوحة في طرابلس.. في أي مكان -، فإن القرار الصحيح حسب هذا الوضع العاجز الذي نحن فيه، هو أن نقول ” يُقفل نهائيا الباب الذي كان مفتوحا.. فقط، لانريد سلاما ولا مفاوضات، ولا نطالبكم بالإنسحاب ولا بأن ترحمونا ولا أن توقفوا العدوان.
هذا الباب يُقفل لأنه مفتوح والدماء تسيل “.
ماذا إستفدنا من كل المفاوضات وكل المعاهدات والإتفاقيات من إسطبل داوود إلى غاية الآن ؟ هل وقف العدوان ؟، بالعكس، فالضفة الغربية خربت أكثر وزادت فيها المستوطنات أكثر، وبنوا الجدار العازل، ودمروا، وذبحوا الآف الآف في إبادة جماعية.
إن الذي يجري في غزة الآن، هو إبادة وليس ضد حماس.. إنهم يكذبون علينا ويقولون ” حماس، حماس “.
هذه الإبادة ليست ضد حماس بل ضد الشعب الفلسطيني لكي يباد إبادة عرقية،ثم إنها ضد الأمة العربية.
هذا مخطط لم يتوقف أبدا منذ أيام ” هيرتزل” وحتى الآن.
إذن لماذا نقول يقفل الباب؟ لأن كل المفاوضات والإتفاقيات يستفيد منها الجانب الإسرائيلي لإعداد العدة لكي يواصل برنامجه.
هم يقولون إعلموا معنا إتفاقيات ومعاهدات وهدنة وتهدئة..إلخ، لكي يعدوا العدة.
والتهدئة التي عملوها في غزة، ماذا كانت نتيجتها ؟ كانت تهدئة لكي يعدوا العدة لما يجري الآن، فقد قالوا ” أوقفوا الصواريخ لكي نعد الطائرات والقنابل والإستطلاع ونحدد الأماكن التي سندمرها “.. إنظروا كيف إستفادوا من التهدئة ؟!
هم تحصلوا على التهدئة لكي يستعدوا لمواصلة زحفهم إلى الأمام.
وقد إستغلوا “اسطبل داوود” كي يجمدونا ويحيدونا عن بعضنا، ويفككوننا ويعزلوا العرب عن بعضهم ويستمروا في برامجهم.
وماذا إستفدنا من “وادي عربة ؟ ماذا إستفدنا من “مدريد” ؟ ماذا إستفدنا من “أوسلو” ؟، هذه نتيجتها.
القرار التاريخي الذي يتناسب مع الواقع الحالي للعرب هو قرار واقعي حيث لا نستطيع أن نقول إن العرب سيحاربوا، ولا أن يقوموا بغارات جوية.. ولا بمدفعية.. ولا بصواريخ، مع أن عندهم القدرة ولكن ليس عندهم الإرادة.. وإذا كانت عندهم الإرادة فربما ليست لديهم القدرة، وعليه فما المطلوب من خارجية أو من قمة ؟.
المطلوب هو أن نعلن قفل الباب نهائيا وتسحب ما تسمى بـ “المبادرة العربية” لأنها مؤامرة عربية، هذه هي نتيجتها.
هذه مؤامرة وهي غير شرعية لأن قمة بيروت التي إعتمدت هذه المبادرة وسمتها “المبادرة العربية”، هي قمة غير شرعية لأن لم يتوفر لها النصاب القانوني في الحضور، وحتى رئيس القمة التي سبقتها والذي هو ملك الأردن لم يحضر ولم يسلم الرئاسة لرئيس هذه القمة.
وبالتالي فإن القرارات التي صدرت عن “بيروت” بتبني ما يسمى بـ “المبادرة” قرارات باطلة قانونا.. هذه واحدة.. هذه مهزلة يجب أن تنته لأن هذه مؤامرة عربية وليست مبادرة عربية.
نحن نقفل هذا الباب نهائيا ونعود للمقاطعة لأن هذه نحن نقدر عليها.. نعود للمقاطعة لأن هذا عدو ولسنا قادرين أن نحاربه ولا توجد لدينا النية ولا الإرادة و القدرة، لكن نظل معه في قطيعة، وباب المفاوضات والتفاهم معه مقفل لأننا وجدناها كلها لا تخدم إلا البرنامج الصهيوني في التقدم إلى الإمام في القضاء علينا.
تقفل هذه المهاترات، وبعد ذلك حتى بدون حرب، تبقى حالة الحرب، وهذه قانونية، فحالة الحرب والحرب عندها قانون، وهي شرعية دولية وقانون دولي لأن الحرب موجودة في قانون الطبيعة والحياة.
نبقى في حالة حرب حتى بدون حرب.. هذا الكيان نحن وإياه في حالة حرب، أما كونه كيان كبير أو صغير.. دولة مستقلة أو ليست مستقلة.. معترف بها أو غير معترف بها، فهذا شيء ثاني، لكن الطرفين في حالة حرب حتى وإن لم كانوا لا يحاربون بعضهم وهناك هدنة بينهما وفي حالة سلام أي في حالة عدم حرب، لكنهما في حالة حرب حتى بدون قتال..أي نبقى في حالة حرب.
هم الآن يعتبرون الدول العربية التي ليست معترفة بهم في حالة حرب معهم.. يقولون تونس في حالة حرب، الجزائر في حالة حرب، ليبيا في حالة حرب، المغرب في حالة حرب.. يقولون إن كل هذه الدول نحن معها في حالة حرب.
عندما ردوا السفينة الليبية، ماذا قالوا ؟ قالوا إن ليبيا دولة نحن في حالة حرب معها، لكن لا يوجد حرب بين ليبيا والإسرائيليين وإنما توجد حالة حرب.
فلتبقى هكذا.. يعني أن تعلن الدول العربية أنها في حالة حرب حتى بدون حرب، وهذا موقف منطقي، والعالم كله يؤيدنا.. نحن لم نقل سنحارب..لا، لكن نحن في حالة حرب.
ويقفل هذا الباب نهائيا، لا تضيعوا لنا الوقت ولا تخدعونا، ولا تستغلوا الهدنات والمفاوضات والمؤتمرات في إعطائكم الوقت من أجل أن تشحذوا السكين لتذبحونا.
والوقوف مع المقاومة الفلسطينية.. كل الأمة تقف مع كل الشعب الفلسطيني لأن المستهدف ليست حماس أبدا، بل الشعب الفلسطيني كله مستهدف بأن يباد، واليهود لا يمكن أن يعيشوا كدولة ما لم يضموا الضفة الغربية وقطاع غزة ويكونا جزءاً من الدولة الإسرائيلية.
نحن في المقابل مقدمين لهم حل بأن اليهود الذين كانوا في فلسطين يعيشون مع الفلسطينيين هؤلاء اخوتنا ونحن وهم في سلام ونعمل نحن وإياهم دولة واحدة ديمقراطية.
والعرب لازم يطالبوا بالإضافة إلى هذا بشروط لابد منها، إذا كان ليس مثل الذي يصدر الآن – أنا عارف حتى بكرة سيصدر في إجتماع الخارجية نفس الذي صدر في الخليج، ولو اجتمعنا كلنا في قمة سيصدر نفس الشيء.. سيقولون إننا ندين،وإننا مع الشعب الفلسطيني، وإلى أخره، وإن هذا خرق، وهذا عدم احترام للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن وعدم الإنسحاب والمطالبة بالإنسحاب -.
المفروض بعد هذا كله توجد لغة جديدة.. موقف جديد بأن نقول ” يا مجلس الأمن.. يا مجتمع دولي.. يا أوروبا.. يا أمريكا.. يا الصين.. يا روسيا.. يا فرنسا.. يا بريطانيا أصحاب المقاعد الدائمة في مجلس الأمن.. يا عالم كله، مالم يحصل الذي قلناه في هذه القمة أو هذا الإجتماع الوزاري بالإنسحاب وإيقاف العدوان و وبعودة اللاجئين، نحن سنقرر كذا وكذا كذا “.
في هذه الحالة سيخافون كلهم حتى الإسرائيليين سيقولون إذا لم تتم هذه المطالب إذن العرب سيتخذون موقفا.
نقول ” مالم يحصل كذا وكذا وكذا، سيكون لنا موقف مثلما عمل الأفارقة في واغادغوا عندما إجتمعوا وقالوا مالم توافق أمريكا وبريطانيا على طلب ليبيا بمحاكمة المتهمين في قضية لوكربي في دولة ثالثة، سنكون نحن القارة الإفريقية كلها.. نحن الأفارقة.. نحن “50” دولة إفريقية، بعد شهرين في حل من كل القرارات الصادرة ضد ليبيا، ونعتبرها كأنها لم تكن “.
قررت القارة الإفريقية ذلك، فأصبح الأمريكان والإنجليز يلهثون ويتشاورون، ثم قالوا لامناص من القبول بالإقتراح الليبي بأن تكون المحكمة في دولة ثالثة، وإستحدثوا قانونا جديدا في بريطانيا لنقل محكمة بريطانية من اسكتلندا إلى هولندا.
وكانت تلك المرة الأولى في التاريخ التي يستحدث فيها قانون ينص على نقل محكمة من بريطانيا إلى بلد آخر، لأن الأفارقة كانت عندهم وقفة بإصدار قرارين.. قرار فوري ألغوا فيه منذ يوم صدروه الحظر على تسيير الرحلات الإنسانية والدينية والسياسية إلى ليبيا، والقرار الثاني بأن إفريقيا بعد شهرين تكون في حل من كل قرارات الحظر المضادة لليبيا إذا لم تقبل بريطانيا وأمريكا بالإقتراح الليبي.
نحن لازم أن نعمل هكذا ” ما لم تنسحبوا، ما لم يعد اللاجئون، ما لم يتم تفكيك ترسانة أسلحة الدمار الشامل في ديمونة، ما لم يحصل كذا كذا كذا، ما لم يطلق الآف الفلسطينيين الذين في السجون،فإننا سنتخذ المواقف الآتية “.
وإذا كنا لا نعرف شيئا الآن، نستطيع أن نعطيهم مهلة ونقول لهم لديكم شهر وبعدها سيقفل باب المفاوضات نهائياً ونكون في حالة حرب وتطبق المقاطعة الإسرائيلية.
خلاص بهذا الشكل، وكفا الله المؤمنين القتال.
في هذه الحالة لا نُخجل أنفسنا ولا حتى نورط أنفسنا،ومادمنا غير قادرين على القتال وليست لدينا إرادة للقتال لا نبقى مثل أي مقال في جريدة نندد ونطالب.
إنتم إذا كان المغرب العربي عنده كلمة واحدة، عندما نحضر غدا في إجتماع الخارجية نقول هذا الكلام، نقول ” نحن إما من الآن أو بعد مهلة قد تكون مدتها حتى شهر، ما لم يتحقق كذا وكذا وكذا – ليس المقصود العدوان، لأن العدوان يجب أن يوقف فوراً،وكيف يوقف فوراً ؟ ليس عندنا كيف نوقفه، وقد يوقفه الإسرائيليون بعد يوم أو يومين وقد يستمر – لكن نحن سنقول بعد الشهر الأول لعام 2009 القادم، مالم يتحقق في نهايته كذا وكذا وكذا، فإننا سنطبق هذه القرارات وهي ” المقاطعة، حالة الحرب، عدم الإعتراف، لا صلح.. لا تفاوض.. لا إعتراف.. لا تفريط، حتى الإعتراف.
ويجب أن نفرق بين السلام وبين الإعتراف بما يسمى بـ “إسرائيل “، فالسادات لو عمل سلاما مع الإسرائيليين من أجل إسترجاع سيناء وقبِل أي شروط إسرائيلية على مصر، لا نلومه لأن هذا بينه وبين الشعب المصري.. مسؤولية الشعب المصري وهو حر، لكن أن يقول إعطوني أرضا مصرية لكي نبيع لكم أرضا فلسطينية.. لكي نبيع لكم فلسطين، وقد سمعه العالم كله وهو يخطب في الكنيست عندما قال “هذه أرض إسرائيل، وهذا شعب إسرائيل “، ليس لديه حق أن يقول هذا، لا يملك ذلك.. أو مثلا إيطاليا تحتل ليبيا فيقول ” إن هذه أرض إيطاليا وهذا الشاطئ الرابع لروما”.. إنه لا يملك الحق في أن يقول كلاما مثل هذا لأن هذه أرضنا وهذا الأمر بيننا وبين الطليان.
الفلسطينيون يقولون له ” يا خونا ما عندك حق تقول هذه أرض إسرائيل وهذا شعب إسرائيل، إقبل أي شيء يفرضه عليك الإسرائيليون مقابل الإنسحاب من سيناء ونصفق لك، لكن لا تعتدي على الشعب الفلسطيني وتعترف بما يسمى إسرائيل “.
السلام شيء، والاعتراف بما يسمى بـ “إسرائيل” شيء آخر.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button