أخبار

الجنرال ولد عبد العزيز: موريتانيا تتوفر على إمكانيات لتنظيم الإنتخابات الرئاسية فى أسرع وقت

استقبل الجنرال محمد ولد عبد العزيز مساء أمس الأربعاء بالقصر الرئاسي في انواكشوط من يصفهم الإعلام الموريتاني الرسمي بممثلي موريتانيا الأعماق المشاركين في المنتديات العامة للديمقراطية الجارية حاليا بانواكشوط .

وأكد الجنرال ، خلال اللقاء، عزم الحكومة الجديدة ، على محاربة الفساد بكل أشكاله ومواصلة السياسة الرامية إلى تقريب الإدارة من المواطنين وتخفيف معاناة السكان الأكثر احتياجا .

وقال بخصوص ما يجرى في غزة: “إننا نتألم جدا لما حصل في قطاع غزة ونحن من أوائل الدول العربية التي وافقت على عقد قمة عربية بهذا الخصوص، وسنعمل كل ما من شأنه أن يساعد على تخفيف معاناة الفلسطينيين لأن موريتانيا كانت وما زالت وستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني “. .

ونوه الجنرال ، بالإقبال والمشاركة في المنتديات العامة للديمقراطية، باعتبار ذلك حسب نظره ، دليلا على الاهتمام بمستقبل موريتانيا وأهمية إيجاد الحلول لمجمل المشاكل المطروحة عليها .

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للدولة، أن الهدف من المنتديات العامة للديمقراطية هو طرح مختلف المشاكل وتشخيصها وإيجاد حلول ملائمة لها من طرف المشاركين، مبرزا أن هناك ثلاثة محاور رئيسية تحظى بالأولوية، على هذا الصعيد، أولها “المؤسسات الديمقراطية، لأنها هي سبب ما حصل في بلادنا سواء تعلق الأمر بالانسداد السياسي أو ما نجم عنه من قصور على مستوى هذه المؤسسات “. .

وأضاف أن المحور الثاني هو”الفترة الانتقالية التي عبر عن الأمل في أن تكون أقصر مدة ممكنة، لان حل المشاكل المرتبطة بالمؤسسات الدستورية في وقت قصير مهم، خاصة وأن بلادنا تتوفر على إمكانيات لتنظيم الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت وأن من شأن ذلك أن يسد الباب أمام اتهامات -نحن في غنى عنها- بأننا دولة غير ديمقراطية، وحتى لايتخذ ذلك ذريعة لخلق مشاكل، مثلما أضعف بلدانا أخرى “.

وقال الجنرال عزيز “نعتقد أن تنظيم انتخابات في أسرع وقت ممكن من مصلحة بلادنا، ليس أخذا في الاعتبار لما يريده البعض، وإنما توخيا لمصلحة موريتانيا أولا وأخيرا “.

وأوضح أن المحور الثالث يتعلق بتحديد تاريخ لتنظيم الانتخابات الرئاسية، ومجالها الزمني، مؤكدا أن “المنتديات العامة للديمقراطية فرصة لطرح جميع المشاكل وكل ما من شأنه أن يصب في مصلحة موريتانيا ومواطنيها، وهذا هو ما جعلنا نحرص على تمثيل جميع الولايات في هذا اللقاء وإتاحة الفرصة أمام المطلعين على أحوال السكان، من غير العمد والبرلمانيين، حرصا منا على مشاركة كل الموريتانيين في هذه المنتديات، وتفاديا لما حصل في السابق من قصور، حيث اقتصر التشاور على فئات محدودة من الشعب “.

وفتح رئيس المجلس الأعلى للدولة، الباب بعد هذا العرض لأسئلة واستشكالات الحاضرين، التي تمحورت حول ضرورة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة وأهمية المنتديات العامة للديمقراطية .

و فى رد الجنرال على بعض تلك المداخلات قال إن المجلس الأعلى للدولة ترك الباب مفتوحا في المنتديات العامة للديمقراطية حتى يتمكن الجميع من التعبير عن رأيه ويجد فرصة للنقاش وتبادل الآراء، مراعاة لمصلحة موريتانيا ومن أجل التوصل إلى نتائج تمكنها من ديمقراطية عصرية تحمل الحلول للمشاكل المطروحة وكفيلة بتجاوز التراكمات التي عرفتها منذ الاستقلال، وما اكتنف ذلك من سوء تسيير أدى إلى نهب الثروات رغم أنها(البلاد) من أغنى الدول خاصة في مجال المعادن والتنمية الحيوانية .

وأوضح الجنرال أن مقارنة موريتانيا بسكانها الذين يبلغ تعدادهم ثلاثة ملايين مع أي مدينة عصرية في عالم اليوم، ساكنتها أضعاف سكان بلادنا، كفيلة بالوقوف على حقيقة أن الفرق شاسع وعلى ملاحظة أن شعبنا ما زال يعيش في قرون غابرة .

وأضاف أن مساعدات المنظمات الدولية والخارج لا يمكن أن تحقق لموريتانيا مستوى من الرقي، في غياب الإرادة وأنه على الموريتانيين من اجل بلوغ ذلك أن يمحصوا واقعهم ويحددوا نقاط ضعفه .

وأكد أن المنتديات العامة للديمقراطية فرصة ثمينة لإيجاد التغيير المنشود وينبغي الاستفادة منها من أجل الوصول إلى ما يضمن مصلحة البلاد وأمنها واستقرارها وتنميتها، مبرزا أن الإمكانيات اللازمة للمضي قدما في تنفيذ نتائج المنتديات متوفرة .

وقال “لن يوجهكم أحد وأملنا كبير في النتائج المنتظرة من هذه المشورة التي تشكل فضاء للجميع من أجل تبادل الآراء والتجارب وتوخي المصلحة العامة وستحدد الطريق الذي ستسلكه البلاد بعيدا عن الاعتبارات الضيقة كالقبلية و الجهوية و الفئوية “.

وأشار إلى أن الحكومة ماضية في محاربة الفساد دون هوادة باعتباره من الأمراض التي نخرت جسم البلد وأنهكته ووقفت سدا منيعا في وجه جهود تنميته .

وخاطب الجنرال ، الحاضرين بالقول “إن المسؤولية في هذا الصدد تضامنية بحيث تعني الجميع وواجب كل واحد منكم الإبلاغ عن المفسدين وعدم التساهل معهم أو التصويت لهم ونبذ من يختلس المال العام ويصرفه في شراء الذمم وتحقيق أغراض انتخابية “.

وقال “نحن عاكفون على إصلاح التعليم وإنقاذه من الوضع السيئ الذي يعيشه وقد واكبنا هذه الجهود بتطوير وتفعيل التكوين المهني، وكذا إعادة بناء الجيش وتجهيزه وتمكينه من القيام بدوره خدمة للوطن والمواطن “.
وجدد الأمر للولاة بتقريب الإدارة من المواطن وفتح الباب أمامه، مذكرا بأن مبرر وجود الإدارة هو خدمة المواطنين والتعاون معهم ومعرفة مشاكلهم وإيجاد الحلول لها وتمكينهم من إيصال معاملاتهم إلى الجهات المختصة من اجل تسويتها .

وقال إن الحكومة قررت إنشاء صندوق وطني للتضامن وآخر بغلاف مالي في حدود عشرة مليارات أوقية من أجل مكافحة الفقر والتصدي للمشاكل اليومية وإيجاد الحلول لها وان موارد الصندوقين موجهة إلى المناطق الداخلية ومحاربة الفقر خاصة في صفوف السكان الأكثر احتياجا .

وذكر ولد عبد العزيز ، بأنه على الجميع أن يدرك أن الميزانية الحالية متأتية من موارد ذاتية ستتم مراقبتها ولن تكون مجالا للفساد، وستحرص الدولة على وصولها إلى المستحقين، مطالبا المواطنين بممارسة أقصى حد من المتابعة والمراقبة .

وقال إن الدولة على علم بالمشاكل المرتبطة بشركات التعدين وعاكفة على إيجاد الحلول لها، وان الدراسات جارية فيما يتعلق ببحيرة “اظهر” في الحوض الشرقي وستنتهي مع شهر يناير المقبل ليبدأ العمل فيها، مباشرة، بعد ذلك .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button