مقالات

انقلاب جنرال وانتهاز ية طبقة

محمد ولد باباه ولد ديداه – اسبانيا

mohamedoulddeidah@yahoo.es

med-deidah@maktoob.com

من الصعب جدا على أي جبان فى دولة الشقاق والنفاق – سواء المستفيدين المباشرين أومتملقيهم – أن يتقبل ماحدث فى السادس من أغشت.

– لا لكونه انقلابا عسكريا على نظام ديمقراطى فقط ,فنحن تعودنا الانقلابات منذ مايقارب الثلاثة عقود من الزمن .
– وليس لأن العسكريين أطاحو بنظام العدل والمسا واة والبناء والتنمية.
– ولا لأن العسكريين هم من أتى بالديمقراطية وبرئيس الديمقراطية ويحق لهم العودة فيما منحوه كما يالدعون .

بل لأننا نحن الشعب هم الضحية فى شيئ لاناقة لنا فيه ولاجمل (الصراع على السلطة) فنحن لم نحصل منذ إنشاء الدولة الموريتانية الحديثة على أي شيئ , لابنية تحتية نفخر بها, ولاسمعة خارجية نستفيد منها , ولا تنمية اقتصادية نعيش فى رخائها ولاعدالة اجتماعية تعزز واحدتنا , بل إن كل ماكنا نمتلكه فى هذه البقعة المعزولة من الكرة الأرضية هو الاستقرار وليس ذالك من صنع العسكر ولا دولة العسكر وإنما هو من نعم الله علينا ,فكيف بنا أن نتعاطا مع من أغتصب كل شيئ وجاء ليغتصب منا أستقرارنا؟

إن هذا العمل الإجرامى يعتبر أغتصابا لإرادة شعب باكمله و مخالفا لنص دستور 20 يوليو 91 والمعدل حديثا من طر ف العسكر أنفسهم .

وما لفت أنتباهى فى هذا المشهد الغير أليف هو تباين ردود أفعال الطبقة السياسية بتكتلها وتفرقها وفضيلتها وخبيثتها وصالحها وفاسدها وجميلها وقبيحها و مولودها وعقيمها وخليلها وعدوها وعادلها وجائرها وعسكريها ومدنيها.

الدعارة واللواط السياسيين

الدعارة واللواط السياسيين عمل غير مشرف قلما يحسن أستخدامه إلا القليلون , إلا أنه وبعد تمرد السادس من أغشت برزت فيه احزاب سياسية وأبدعت فيه .ومن بين هذه الاحزاب من يمارسه بوقاحة تامة على شاشة التلفزيون وعلى موقعه فى الانتر نت وذلك ماسنستعرضه بالتفصيل فى النقاط التالية:

1- تكتل القوى الديمقراطية : بقيادة العقيد احمد ولد داده عضو مجلس الدولة قال وبدون خجل متناسيا لمشواره النضالى الطويل أنه
مع المتمردين الذىن يطلق عليهم التصحيحيين .

وبكلام التكتل ياتضح أنه يبحث عن زواج أو خطوبة على الاقل مع العسكريين بعد طلاقهم لولد الشيخ عبد الله باثلاثة ,وهذه العلاقة الغرامية بدأت خيوطها تنسج مع بداية الأزمة وكانت واضحة من المغازلات الرومانسية – التى يبدو أن احمد ومحاميه أجادوها جيدا – فى خطابات التكتل الأخيرة.

ولاشك أن التكتل الذى كان بالأمس – أيام المبادئ والاخلاق – يشكل أكبر حزب سياسى معارض يبحث عن طريق القصر الرمادى وبأي ثمن ,حتى ولو كلفه ذلك التحالف على حساب أ خلاقه ومبادئه مع الجنرالات المغتصبين .

لكن على أصحاب التكتل أن يعو جيدا أن الجنرالات هم من أتا بولد الشيخ عبد الله وهم من ذهب به كما فعلو مع سلفه من قبل الذى أصبح نسيا منسيا من طرف الجنرالات والشعب معا , فالذاكرة عند شعبنا لاتحتفظ بالحدث أكثر من أيام العزاء.
واثناء تناولى لهذا الموضوع تذكرت فقرة من بداية مذكرات فقيد الأمة المختار ولد داالداه رحمه الله يستطرد فيها نتهازية المتملقين وحربائيتهم ويستشهد عليها بكاف من العر الحسانى يقول:

“إن انتهازية أصحاب رسائل المساندة التى بثتها الإذاعة تذكرنى بنموذج مشابه لأحد الانتهازيين تضمنه بيت من الشعر الشعبي (كَاف) يقول صاحبه:
سِـيدِ ذَاكْ اَلْجَاكُـمْ فَـاتْ أكَبَلْـكُمْ جَـانَ
وَاسْـوَ عَـادْ اَمْعَاكُمْ وَاسْـوَ عَـادْ اَمْعَـانَ
ومؤدى هذا الكَاف: أن سيدى الذى أصبح الآن فى صفكم كان فيما مضى فى صفنا، ولا نبالى إذا كان معكم أو كان معنا”

2 – حزب الفضيلة :

أ طل علينا بفتواه بوجوب الوقوف مع العسكر قبل أن يعرف منهم أعضاء العسكر وهذه والله أرتضعها من ثديي الحزب الجمهورى المعروف أصلا بحربائيته وتملقه ,فأغلب كوادر الفضيلة كانو أعضاء فى الحزب الجمهورى أيام سلطه ونفوذه

3- الحزب الجمهورى (عباد الشمس ):

ليس من الغريب أن يتخلى الحزب الجمهورى عن حليفه فهو كزهرة عباد الشمس تظل وراء الشمس أين مادارت حتى تسقط فتطأطأ ر أسها حتى تظهر من جديد , هذا هو الحزب الجمهورى يظل وراء الرئيس تماما حتى يسقـط فيطاطأ رأسه حتى يظهر رئيس آخر وهكذا فقد تخلى الحزب الجمهورى عن ولد الطائع الذى أنشأه وتربى فى كنفه فترة طويلتا من الزمن ,فكيف لايتخلى عن من لم” يرضعه حولين كاملين”.

فالدعارة واللواط السياسيين الذيين يمارسهما الجمهوريون أصلا والذين كانا الى عهد قريب من الزمن يدران عليهم بدخل كبير أصبحا تجارة رائجة يحاول أغلب الاحزاب السياسية الاستثمار فيها وعلى رأسهم التكتل والفضيلة.

4- الاتحاد والتغيير الموريتانى (حاتم):
لم أكن أتصور أن موقف حاتم الفاضح – وليس حاتم الطائى – يمكن أن يصل الى ماوصل اليه من البرودة والخنوع
فقد أكتفى حاتم بأنه من حيث المبدإ – اذا كان موجود عند طبقتنا السياسية – ضد الانقلابات وأنه يتفهم الموضوع .
ولكن الذى لاأفهمه أنا هو : هل لأن فلسفة الإنقلابات عند حاتم فلسفة خاصة ? أم أن حاتم يتفهم جميع الإنقلابات ويعتبرها أمرا سماويا أسمى من الأنتقاد؟.

5- الزين ولد زيدان (الرخمة):
أدلى هو الآخر بموقف من التمرد , محاولا مجارات الأحزاب السياسية , وبهاذا يكون كالغراب الذى يحاول تقليد مشية الرخمة فلم يستطع مجاراتها وفقد مشيته. فلماذا هاذا كله? ليس صاحب حزب سياسى – حتى ولو كان من احزاب بط مكعور الذى دفنهم وصلى عليهم فى احدى حلقات برنامجه ويل أمك يالورانى – يخوله التحدث , ولا صاحب شعبية تجبره على اتخاذ موقف معين.
فالجميع يعرف أن العسكر نفض مافى جعبته ورماه فى الزبالة ولم يعد يمتلكمن الشعبية
إلا ما أمتلكه أنا الذى لا امتلك سوى نصف صوتى.
وقد ترددت أنباء فى بعض المواقع الالكترونية أن الزين كان هنا فى اوروبا لتنفيذ مهمة للعسكر.

6- البداع :
الحقيقة أننى تفاجأت جدا عند ما أطل علينا البداع ضحى السادس من أغشت بطلة من (بوسوير) يمكن تصنيفها من ناحية الغرض الشعرى على أنها من الغزل الفاحش وليس العذرى , لم أحدد بحرها إلا انه شبيه باشعر الحر مع أننى أثق ثقة تامة أنه لو شارك بها فى مسابفة البداع لخرج فى الدور الاول

7- الجنرالات والرئيس

ومن يجعل الضرغام بازا لصيده تصيده الضرغام فيما تصيدا

هذا هو حال الرئيس المسكين الذى عزل الجنرالات قبل واضعهم فى السجن وهذه حماقة منه ومن مستشاريه.
إلا أن الرئيس له الحق فى عزل أي شاء و أ يا كان فهو رئيس الدولة المنتخب من طرف الشعب والقائد الأعلى للقوات المسلحة كما ينص الدستور , وإذا قام بعزل الجنرالات أو غيرهم فهذا لايبرر أغتصاب خيارات شعب بأكمله.
وبعد كل الإحتقار والوقاحة هذا يطل علينا رئيس العصابة ولد عبدالعزير- وليس عمر ابن عبد العزيز- ويتحدث عن العدالة والمساواة متجاهلا – او جاهلا – قاعدة ” كل مابني على باطل فهو باطل ” وعن أن الجيش هو الذى أتى بالديمقراطية وهو المسؤول عن الحفاظ عليها , وهذه هي الديمقراطية على طريقة الجنرالات

لكن السؤال المطروح هو : مالذى كان يريده الجنرالات من الرئيس؟

– طلبو أن يكونو فى المواقع الحساسة للدولة فاعطاهم قائد الأركان الخا صة , وقائد الأركان العامة إضافة الى التعيينات الحساسة فى مختلف المراكز العسكرية والمدنية لزبانيتهم .
– طلبو أن يرقو الى جنرالات أمام منهم أحق بها منهم وأقدم فى المؤسسة العسكرية وأكثر- كفاءة ونزاهة وتضحية فرفعت رتبهم إلى أعلى درجة وصل اليها الجيش حتى الآن .
– شكلو حكومة الزين على مقياسهم الخاص فوقع عليها الرئيس من اجل كسب وادهم -متناسيا قول المتنبى:
إذا أنت اكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
إلا أن كل هذا لم يوقف طمع الجنرالات فى المزيد.

وبعد أن بدأت الروح تدب فى (البو) قرر الجنرالين وأزلامهم ان يبحثو عن جلد آخر كي يصنعو به (بوا) آخر , ولم يراعو فى ذلك أن هاذا (البو) جاء عن طريق رغبة شعب مسكين توالت عليه الويلات منذ ثلاثة عقود بسبب أصحاب القبعات الحمراء ” الذين يخادعون الله والذين آمنوا ”

8- التحالف من أجل إعادة الد يمقراطية :
وهي جبهة الأحزاب المعارضة للعسكر , ولاشك أن موقف هذه الأحزاب الأربعة موقف أخلاقى ونبيل ومشرف و من واجبهم أن يطالبو بعودة النظام الدستورى لهذا البلد المسكين بعد اغتصابه من طرف شرذمة من الطامعين أصحاب نوايا سيئة بدأت عزلتم الوطنية والدولية تظهر بجلاء .
إلا أننى وبناء على قناعة تولدت لدي أشك فى أن أرض المليون والثلاثين الف كلمتر مربع عليها من له بقية أخلاق وشيئ من التقوى فالقضية قضية كعكة لاغير.
فالقومى والإسلامى والشيوعى و الحربائى مصطلحات عهدناها متناقضة لاتتعايش تحت سقف واحد إلا إذا تعايش (القط والفأر) (والشاة والذيئب)…
وأعتقد أن هذا التحالف المتناقض اديلوجيا وان أقتضت المصلحة المشتركة ظهوره على منصة واحدة لن يستمر طويلا سواء عاد الرئيس أو بقي الجنرالات.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button