مقالات

محمد جميل ولد منصور:التلويح بحظر حزبنا لن ينهي مناهضتنا للانقلاب العسكري

فى حوار سياسي مع مجلة الأمان البيروتية الناشط الإسلامي البارز جميل ولد منصور يجيب على أكثر الأسئلة سخونة فى الساحة الموريتانية هذه الأيام ويقول : نحن لم نرحب بانقلاب في تاريخنا ولم نبرر أي انقلاب في تاريخنا، والعبارات التي استخدمناها بعد انقلاب الثالث من آب 2005 هي أن الأسباب التي دفعت إلى الانقلاب مفهومة ,, موقع * أنباء* بنشر نص الحوار كاملا:

نص الحوار:

– ما هي الأسباب التي دفعتكم إلى معارضة الانقلاب في موريتانيا؟

* نحن نددنا بهذا الانقلاب وعارضناه ورفضناه لأسباب واضحة، أولاً لموقفنا المبدئي الرافض للانقلابات العسكرية أو استعمال القوة للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها، الثاني أن البلاد كانت في وضع ديمقراطي سليم، وكانت تشهد تدافعاً سياسياً ديمقراطياً، وبالتالي لم تكن في حالة انسداد بأي حال، ثالثاً إن هذه المؤسسات التي تدير البلد على المستوى التشريعي والتنفيذي جاءت إثر انتخابات اتفق الجميع على أنها كانت انتخابات شفافة ونزيهة، ومعروف أنه في كل انتخابات في العالم توجد مؤثرات أخرى منها المال والنفوذ والتوجيه، ولذلك نعتبر هذا الانقلاب عودة إلى الوراء وإساءة لمصلحة موريتانيا وسمعتها، وبالتالي لن يصدق العالم بعد ذلك ديمقراطيتنا، ولذلك عارضنا هذا الانقلاب ورفضناه.

– كنتم أنتم وبعض أحزاب المعارضة قد شككتم حينئذ في نتائج الانتخابات من ناحية تدخلات السلطة حينئذ، وقلتم إن العسكر هم من جاؤوا بالرئيس الحالي، ما يعني أن القضية لم تؤسس أصلاً على منطق ديمقراطي سليم، ألا يقنعكم هذا بأن الوضع كان محتاجاً إلى تصحيح؟

* نحن على الأقل من ناحيتنا– لم نقل هذا، وفعلاً كان حزب تكتل القوى الديمقراطية يشير إلى دعم شخصيات نافذة في المجلس العسكري للرئيس المنتخب، وكان المراقبون يقولون إن المجلس العسكري منقسم على نفسه بين داعم لسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وداعم لأحمد ولد داداه، فالعسكر إذن ساهموا في الدعم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو كيف لهؤلاء العسكريين الذين دعموا هذا الرئيس وقد انقلبوا عليه الآن، هل انقلبوا عليه من أجل الإتيان برئيس لا يؤثرون عليه، ذلك في الحقيقة سؤال ينبغي أن يجد من يطرحه على المدافعين عن الانقلاب.

– أنتم رحبتم بانقلاب 2005، كما تتهمون بالمشاركة في انقلابات سابقة؛ ألا ترون أن في الأمر مستوى من التناقض؛ مرة ترحبون ومرة تعارضون؟

* أولاً أنا أريد أن أصحح، نحن لم نرحب بانقلاب في تاريخنا ولم نبرر أي انقلاب في تاريخنا، والعبارات التي استخدمناها بعد انقلاب الثالث من آب 2005 هي أن الأسباب التي دفعت إلى الانقلاب مفهومة من الاحتقان السياسي، وأنا أعتقد أن الناظر بموضوعية إلى الوضعية حينها والوضعية الآن لن يجد صعوبة في التفريق بين الوضعيتين على المستوى السياسي والأمني وعلى المستوى القانوني والدستوري، ولعلكم تتذكرون معي أنه في عهد النظام السابق الذي وقع عليه انقلاب الثالث من آب 2005 حلت الأحزاب السياسية واعتقل الناس ووقعت أكثر من محاولة انقلابية في البلد مما يدل على أن الوضع الأمني لم يكن مستقراً، كانت هناك فعلاً حالة انسداد، ولذلك لم يجد المجلس العسكري حينها أي مشكلة لا في الداخل أو الخارج إلا وتجاوزها بحكم تهيؤ الأجواء للتغيير الذي كان الناس يفضلون أن يكون سلمياً، وفهموه وقبلوه بعد أن أصبح عسكرياً، أما القياس عليه فليس وارداً، ثم إن المعارضة الديمقراطية لم تكن تطلق على الرئيس معاوية ولد الطايع اسم رئيس الجمهورية وإنما اسم رئيس الدولة، في إشارة إلى أنها لم تعترف قط بالانتخابات التي أفرزته، أما الانقلابات العسكرية التي قيل إننا نرتبط بها فنحن لم نقر بهذا أبداً في حياتنا السياسية لسبب بسيط هو أننا لم نشارك ولم ندبر أي انقلاب في حياتنا، وبطبيعة الحال بعد فشل الانقلاب الذي دبره صالح ولد حننا اتصل بجميع القوى السياسية وكنا في مقدمتها، وبالفعل كنا في موقع المعارضة للنظام وبالتأكيد ليس من مسؤوليتنا أن نبلغ عنه.

– الرئيس ولد عبد العزيز أرسل تهديداً مبطناً لحزبكم، حيث قال إنه رخص في عهد الرئيس السابق وإنكم تحالفتم معه وإنه سيحكم عليكم من خلال أفعالكم، فما هو تعليقكم على هذا التصريح؟

* نحن حين وقع تغيير الثالث من آب 2005 اتخذنا قراراً نهائياً لا رجعة فيه، وهو أن نخرج إلى العلن بشكل كلي، وبالتالي نحن اعترفنا بأنفسنا، والشعب الموريتاني الذي ساندنا أيام المحنة اعترف بنا وفرح بالاعتراف بنا من الناحية الإدارية والقانونية والعالم يتعاطى معنا، وسواء سحبت الورقة أم لم تسحب فالأمر لا يعنينا في شيء، لأننا حصيلة نضال طويل في ظروف مختلفة، وواهم من يظن أن ورقة الاعتراف ورقة صالحة للضغط علينا في مواقفنا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنا كنت أفضل أن يقول رئيس المجلس الأعلى للدولة إنه سيحكم علينا وعلى غيرنا حسب القوانين المعمول بها وانطلاقاً من تعاملنا مع هذه القوانين، والخلاصة هي أن موقفنا نحن ضد الانقلاب ولا يغير في ذلك شيئاً كبيراً أن نهدد أو يشار إلينا بإمكانية الحظر، والبلاد لا تحتاج إلى مزيد من التأزم.

– وما هو تعليقكم على الميثاق الذي صدر عن المجلس الأعلى للدولة قبل أيام؟

* سمعته ولم أتمعن في تفاصيله، والحكم عليه متفرع عن الحكم على الانقلاب وهو الرفض والإدانة.

– هل ستدخلون في حوار مع العسكر في أمر سوى عودة الرئيس السابق؟!

* أعتقد أنه خلال الأيام القادمة ستبرز كل الاستراتيجيات السياسية المتعلقة بالتعامل مع الوضع، بما فيها اللقاء والنقاش مع الجماعة التي انقلبت على السلطة.

– وفي حال أطلق سراح الرئيس ولد الشيخ عبد الله ما هو موقفكم، هل ستعتبرونه من الناحية العملية والإجرائية رئيساً، يعني ما هو التصرف الذي ستقومون به تجاهه؟

* كيف لنا أن نعترف به رئيساً وهو مسجون ولا نعترف به رئيساً وهو مطلق السراح، بالتأكيد سنعترف به رئيساً وسندخل معه في التشاور حول التفاصيل والإجراءات.

– هل من السيناريوهات أن تشكلوا حكومة في هذه الحالة؟
* تشكيل الحكومة من صلاحيات الرئيس، ونحن ضد الانقلاب على الرئيس، ولن نكون ضد أن ينقلب عليه الآخرون ثم نمارس نحن الانقلاب عليه.

– إذا شكل حكومة فهل ستشاركون فيها؟

* دعها حتى تقع.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button