مقالات

ثالث الخمسة ردا على مقال: إلى مليون ناخب /خمسة في الميزان/حمود ولد محمد ولد الفاظل/

طالعت كعادتي دائما “مقالات ورسائل” الأخ والكاتب القدير : محمد الأمين ولد الفاظل وهي تساير هموم المواطن المنهك البسيط “صور من الرعية ” وتزعج القادة السياسين “أوراق مزعجة ” ولا تغفل عن مخاطبة ومصارحة الرؤساء والوزراء منبهة وموضحة وناصحة …بلغة سهلة ومنهجية شمولية طبعت غالبية تللك الكتابات…
وقد أتت الرسالة الأخيرة في نفس المسار الآنف تلك الرسالة المعنونة ب : إلى مليون ناخب / خمسة في الميزان والتي نشرها موقع “أنباء” الالكتروني ..غير أن مضمون الرسالة (حديث عن المتر شحين ) وما يعنيه ذلك لواحد من المليون الناخبة ، ثم سياق الرسالة “الحملات الانتخابية” وما تتيحه من فرصة للدعاية قد لا تتاح خار جها …كل ذلك دفعني للقراءة بتمعن والتأثر بتعقل انعكس ذلك في مجموعةمن الاستدراكات والملاحظات ليسمح لي الكاتب أن أزيد بها حصة أحد الخمسة يتعلق الأمربالقوي الأمين : محمد جميل منصور وذلك من وجهة نظر بسيطة قد تكون مفعمة بالعاطفة والوجدان و لكنها لن تعدم أدوات ومنطلقات موضوعية برأيي أنها غابت عن حصة “التشريح” الممتعة …تشريح الأحياء طبعاكما اخترتم ذلك .

قبل أن أسرد الر د على ماسماه الكاتب “سلبيات المرشح” أشير إلى أن كل تلك السلبيات تنتمي اثنتان منها (قرار الترشح ، اتفاق الجبهة و التكتل ) إلى فترة زمنية محدودة أسبوع قبل الحملة …أما الثالثة فتنتمي إلى حيز “التخمينات” والتوجس وهذه نقطة قوة بارزة تميز مرشح القوة والأمانة عن الآخرين فلم تستطع فقرة السلبيات أن تذهب بعيدا في الماضي رغم أن المترشح له تار يخ حافل بالنضال إن لم يزد على بقية المترشحين فلن ينقص عنها .

أما بالتفصيل فاسمح لي بالتوقف عند النقاط السلبية الثلاثة:

“السلبية الأولى”
1-يضيف الكاتب في رسالته: “لقد كان لترشح جميل ـ وبغض النظر عن تبريرات ” تواصل “ـ أثر سلبي على روح الفريق الواحد الذي طبع عمل الجبهة خلال الأشهر الماضية.
وهنا يحضرني كلام الر ئيس محمد جميل منصور وهو يحمل قرار تر شيح الحزب له إلى صحبه في الجبهة ولعل فيه مبررا مقنعا يقول جميل :”نحن نقدر تقديرا عاليا المرشح الذي دعمته غالبية أحزاب الجبهة فاستحق أن يكون مرشح الجبهة، ونعتقد أنه من أهم مرشحي الرئاسيات الحالية؛ لكن حزبنا ارتأى رأيا آخر هو أن يرشح من بينه، ويعتبر أن معركة الرئاسيات القادمة ينبغي أن تكون معركة رؤية وبرنامج.. والإقدام على البرنامج والرؤية يختلف عن الإقدام على معارك التحالفات من أجل أهداف محددة؛ قد نتفق في هذه ونتباين في تلك.. وبالتالي فإن ترشحنا ليس نفيا لحرج ولا غطاء لغيره.”
يومية السفير عدد 18/06/2009
إنها فرصة فريدة ليعرض التواصليون رؤيتهم وبرامجهم على الناخب الموريتاتي …كما أن خيار الترشيح الذي لم يكن ترشحا وذلك معنى مهم … نابع من غالبية الآراء والتوجهات لدى القواعد والفر وع …
2- “السلبية الثانية”: “عدم التوقيع على اتفاق الجبهة والتكتل بحجة العودة إلى قواعد الحزب مع العلم أن قرار إفشال الانقلاب اتخذه الحزب دون العودة إلي قواعده والتوقيع على اتفاق الجبهة والتكتل إنما هو امتداد لقرار إفشال الانقلاب”
وهنا أريد أن أفرق تفريقاضرور يابين الموقف من الانقلابات العسكر يةوعقد التحالفات السياسية،التي يدخل فيها الاتفاق محل النقاش ، فالأول لا يحتاج إلى العودة إلى قواعد الحزب و لا حتى هيئاته العليا …لأن “الخيار الديمقر اطي” أحد
الثو ابت الثلا ثة لحزب “تو اصل” التي صادقت عليها أعلى هيئة في الحزب وهي “المؤتمر” وبالتالي لايمكن لأي كان حتى ولو كان الشخصية الأولى في الحزب أن يناقض ثوابت الحزب ومنطلقاته وقطعا أن الإنقلابات تتعارض بقوة مع الخيار الديمقراطي ، أما عقد الاتفاقات فيدخل في الأمور الطارئة والمستجدة والتي تتأثر بسياقاتها و لابد فيها من الرجوع إلى الهيئات المختصة وهذا ما تعذر لضيق الو قت وتفرق الطاقم القيادي للتهيئة للحملة الإنتخابية .
“السلبية الثالثة”
3-“هناك إشارات عديدة وتصريحات من الجنرال و من نائب رئيس حزب تواصل ربما تنذر بأن هناك شيئا ما يعد له تواصل خلال الشوط الثاني مما يعني أن الصدمة التي تعودنا عليها مع كل لحظة حرجة والتي تأتي دائما من حيث لم يكن يحتسب قد تأتي هذه المرة من ” تواصل” .

رغم أن هذه تنتمي إلى فضاء التخمينات والشائعات …لكنني لن أقول لك دعها حتى تقع …فقبل أن تقع وفي حالة شوط ثان …وفي حالة تأهل عزيز مع مرشح آخر غير مرشح تواصل ، ستعرض القضية على الهيئات المختصة وستتخذ فيها القرار الذي يترجم غالبية الآراء كما هي الحال كل مرة ..وقد أصارحك إذا قلت لك إن رأيي الشخصي حتى الآن لايجد في دعم “عزيز” أي مسوغ سياسي ولاحتى نفسي …هذا رأيي وسأظل أعبر عنه لكن إذا تم تبني موقف من طرف الحزب والموقف = غالبية الآراء فهو عندنا أقوى من الرأي ، وكان موقفا لدعم “عزيز” فهنا أتخلى بسهولة وأتنازل عن رأيي مقابل الموقف المتخذ والذي هو غالبية الآراء …وذلك نهج ديمقراطي وثقافة سياسية راكمناها في “تواصل” وقبله لعل فيها أهم أسباب التماسك والانضباط لدى الحزب وقواعده .
……………….

ودعني هنا قبل أن أختم ردي أن أعود قليلا إلى الإيجابيات لأزيد فيها…

ذكرتم في”الرسالة” أنه في حالة انتخاب جميل منصور سوف يكون لموريتانيا لأول مرة نجم – على الأقل خطابيا – …لكنني أعتقد أن قدرات جميل ليست فقط خطابية فالرجل صاحب ثقافة واسعة ورصيد لابأس به من النضال السياسي والحنكة والتمرس ثم هو مفكر من الطراز الرفيع على قدرة عالية من الشجاعة والتوازن والاستيعاب قل نظيره لدى ساستنا وتلك كلها ميزات مهمة وصفات تماثل القدرات الخطابية إن لم تفقها …..

ذكرتم أيضا أن التيار الاسلامي ليس أسوا أداء من غيره …وقد كنت أحبذ أن تكون صيغة التفضيل “أفضل” بدل “أسوأ” فالأخيرة أقرب إلى العجز والفشل…رغم ذلك فقد تجلت المشاركة السياسية لحزب تواصل في ثلاثة مستويات :

البلديات : ورغم محدوديتها ورغم غياب البنية الإدارية والمالية وحتى الأخلاقية ومركزة الموارد المالية لدى”المجموعة الحضرية” إلا أن الحزب استطاع من خلال عمده أن يترك
معالم ستبقى أثارها شاهدة لهذه التجربة، كترميم البلديات وتجهيز المقرات، وضبط البنية الإدارية والمالية، والرفع من مستوى التعاون والانسجام مع المجتمع المدني .
وترميم المدارس والمستوصفات والمساجد وبناء الأسواق ، وشراء العربات والسيارات وبناء الخزانات وتعبيد الطرق ،وفك العزلة عن بعض المناطق الوعرة والرملية وتعميق الآبار وتوزيع الماء مجانا في فترة العطش، إلى غير ذلك من الإنجازات الهامة
يمكن الرجوع في ذلك إلى تقرير الأمانة الوطنية للمنتخبين 2008 في موقع الحزب .

النواب : لقد شكلت مداخلات ومسائلات نواب “تواصل” رغم محدوديتهم أدوارا مهمة في العمل البرلماني الناضج وقد كان جميل منصور نجمهم بحق كما كان للنائب السالك ولد سيد محمود دور محوري في لجنة الميزانية دفع أحد نواب التكتل ليقول ذات مرة أن عمل كل تلك للجنة قام به النائب السالك ولد سيد محمود من أوله إلى آخره .

الوزيرين : فرغم قصر الفترة والتي لم تصل إلى القدر الكافي لتقييم عمل الحكومة إلا أن التجربة الوزارية تركت أثرا حسنا وذكرا طيبا كان مؤشرا واضحا على البداية السليمة للأداء الحكومي في ذلك السياق السياسي المضطرب الذي لايكاد يستقر على حال …ومن المهم هنا أن نذكر أن هناك وزراء يشاركون في عدة حكومات متوالية وبحقائب متنوعة ثم لاتسمع لهم ذكرا أما الوزيران اللذان أثار دخولهم ضجة كبيرة فقد أثبتا أنه كان خيارا موفقالو قدر له الاستمرار.

هذه مجرد ردود بسيطة لم يكن صاحبها يريد أن يخل بالسياق العام للمقال وبشموليته وتوازنه …لم أكن أرغب في اختطاف حصة أحد المترشحين وزيادتها على هذا النحو ولكنه الحب المتبصر والإعجاب المقدر لمرشح القوة والأمانة ولحزب أثبت ويثبت في كل فرصة أنه إضافة متميزة للمشهد السياسي الموريتاني …إنه الحزب الذي تميز برؤيته الواضحة وخطابه الجاد والمتوازن وحملته الدعائية الأخلاقية والمنضبطة …

شكراولنصبح جميعا على وطن جميل بانتخاب ………….؟

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button