مقالات

متى يميط الفقهاء الاذى عن الطريق/أم المؤمنين منت بيه / emoubeye@yahoo.fr

صمت علمائنا وفقهائنا وحقوقيونا طويلا على انتهاكات حقوق الإنسان فمنذ الأبد والعبيد مسلوبو الحرية ومنذ أمد وحقوق النساء فينا مهضومة
ثقافة استهلاكية وذكورية تلك التي نعيشها في يومياتنا التعيسة هذه التي تعلمنا أن كل شيء يخضع لشهوة الرجل وتسلطه
بالأمس سيرت المظاهرات ونصبت الخيام لا لأن أحد سادتنا الكرام يستغل إخوته في الإنسانية ويسومهم سوء العذاب ولا لأن رجل أعمال طرد أحد العمال البسطاء ويا أكثر ما يفعلها
المظاهرات والاحتجاجات قامت لأن رجلا وفي لحظة تجل ذكورية اغتال براءة طفلة لما تتجاوز الرابعة عشر من عمرها وذلك بمباركة من ذويها
علمائنا وناشطوا حقوق الإنسان فينا تفننوا في الدفاع عن هويتنا وقيمنا الحضارية والتي لا نتذكرها إلا عندما يتعلق الأمر بقضية المرأة
أليس حريا بعلمائنا الدفاع عن الإنسان نفسه الذي يصنع القيم والتقاليد التي يتفننون اليوم في الدفاع عنها ثم لماذا كل هذا الاندفاع في قضية لها فعلا أبعادها الإنسانية إلا أن لها أيضا أبعادها القانونية المتمثلة في الزواج بقاصر والذي تجرمه مختلق القوانين بما فيها القانون الموريتاني ثم لماذا كل هذه المحافظة على القيم والتقليد التي تغتصب الاطفال بل وتعتبر ذلك من مبادئ الشرع الحنيف بل وستة ثابتة من سنن نبي الانسانية عليه أفضل الصلاة والسلام
إنني كمواطنة بسيطة عاشت البؤس والفقر والحرمان وتعلم علم اليقين الدور الريادي الذي يلعبه العلماء في التأثير على الرأي العام أطالب علمائنا بتسخير بعض وقتهم المستهلك في الظهور الإعلامي والتصريحات السياسية الساخنة لدعم حشد شعبي لقصية الآلاف من المشردين الذين لا يجدون مأوى بل ويموتون جوعا أمام أبواب أكبر تجمع للمشردين في العاصمة (مسجد السعودية)
ثم لماذا لم يكلف الإمام الأكبر ولد حبيب الله نفسه يوما عناء الحديث عن مأساة هؤلاء بدل تصريحات سياسية ساخنة أسقطته من أعين مواطنيه كعالم ولم ترفعه إلى مرتبة تلميذ في علم السياسة
على بعد خطوات من تنظير إمامنا حفظه الله ترقد عشرات الأجساد البائسة والمنهكة بسبب المرض والجوع وغياب الأمل أم أن التصريحات في حق هؤلاء لا تحظى بتغطية إعلامية
أعلم أن الكثيرين منكم سينتقدونني وسيهاجمونني لأني كتبت عن واقع يريد الكثير من علمائنا القفز عليه لكن لنجرب ففي التجربة خير برهان
شوارع اكلينيك هذه الأيام تغرق في عفونة الصيف وانعدام الصرف الصحي ليضرب علمائنا المثل في الوطنية ويبدؤوا بأنفسهم في حملة تنظيف للشوارع امتثالا لمقتضيات حديث إماطة الأذى عن الطريق صدقة
لن يفعلها علمائنا لأنها لا تحظى بمتابعة إعلامية ولا تتعلق بقضية المرأة ولأن علمائنا ببساطة نجوم دعاية وإعلان
أوليس الله قد أمر بعمارة الأرض ؟ أم أن ذلك يشغل المسلم عن العبادة على رأي نجم الفضائيات الخليجية محمد الحسن ولد الددو
إن مشكلتنا الحقيقية هي أن علمائنا باتوا في انفصال تام عن قضايا الجماهير ونضالاتها فلا تجد أحدا منهم يتحدث عن ظلم العمال ولا أن تغتال أنوثة الآلاف باسم الحفاظ على الشرف ولا عن خطر أن يتشرد الآلاف من المواطنين البسطاء الذين لا يجدون مسكنا يأوون إليه في حين يتكاثر عدد المساجد يوما بعد يوم
فيا ترى لمن تبنى المساجد إذا كان الآلاف سيموتون قبل أن يصلوا إليها ؟؟؟؟؟

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button