مقالات

عاد المفسدون ولم نسمع نقيق ضفدع واحد من البرلمان

بقلم: محمد ولد باباه ولد ديداه ـ اسبانيا
mohamedoulddeidah@yahoo.es

بدأ الوجه الحقيقى لأكلة المال العام يبرز وبدأت حقائقهم تتكشف يوما بعد يوم ، وهاهم رموز الفساد يعودون من جديد ـ والذى افتعلت من أجلهم تلك الأزمة التى عصفت بموريتانيا وبديمقراطيتها الوليدة ـ أوعلى الأصح تعاد من طرف رئيس المجلس الأعلى دون أن يحرك ولد محم ولا ولد الزامل ولا أعوانهم الذين شاركوهم فى الإثم ولا حتى شيوخهم الذين أنشقو عنهم ونقضوا عهدهم أي ساكن ” أوكل ماعاهدو عهدا نبذه فريقا منهم “.
فهل أخضعت رموز الفساد هذه فى ظل مجلس البرلمان الأسفل أو برلمان المجلس الأعلى لعملية غسيل طهرتهم من التهم المنسوبة لهم سابقا ؟.
أم أن لين عرينة ولد الشيخ عبد الله وشدة شوكة ولد عبد العزيز جعلت برلمانيي ” حجب الثقة” يكرون على ذالك ويفدون عن هذا ؟ أم أن الأخير ملأ الجيوب ولآخر تركها خاوية ؟ .
أسئلة وجدت لها إجابة واحدة فى ثلاثة أبيات للحطيئة بعد بحث طويل حيث يقول فيها:

سراعـــــاً إلى ما تشتهي وتريـــــــــــــدُ إذا خَافَــــــــكَ القوْمُ اللِّئامُ وَجَدْتّهُمْ
عــــــداواتهــــم إمّـــا رأوهُ يحيـــــــــدُ وإن أمنوا شرَّ امـــرىء ٍ نصبوا لهُ
وأنت إذا مـــــــا رمتَ ذاك حمـــــــــــيدُ فداوِهِـــــــــــــمْ بالشَّرِّ حتّى تُذِلَّهُمْ

إننى أستغرب من شريحة مثقفة فيها دكاترة ومحامون وإداريون ومثقفون وفوق ذلك كله ممثلة للشعب أن تتناقض بشكل فاضح فيما لا يتجاوز شهر ونصف , بحيث ترفع لنا بالأمس شعار لا للفساد واليوم شعار فاليحيى الفساد ومرحبا بالمفسدين .
فهاهو رمز من رموز الفساد ووزيرخارجية فى حكومة ولد الواقف التى أجبرها القوم على الإستقالة بحجة أنها تضم بعض رموز الفساد يعين سفيرا فى المملكة المغربية وهي إحدى السفارات المهمة دون أن نسمع نقيق أي ضفضع من ضفادع المستنقع البرلمانى أو البر مائى إن صح التعبير .

فهل هذه هي الطريقة التى يرى ولد عبد العزيز وأعوانه أنها مناسبة لمكافحة الفساد وتوزيع العدالة التى رفعهما شعارا عند دخوله للقصر الرمادى ؟.
ولماذا لا يقسط ولد عبد العزيز ـ بين شرفائه كما يقول المثل الشعبى , وهو الذى وعدنا بالمساواة وبرلمانه الذى وعده بالسمع والطاعة ـ بين سفيرنا الجديد فى المغرب وسيدتنا الأولى ختو منت البخارى.
فالأول له ملفات فى العدالة أما الثانية فلم يسجل عليها أي شيء فى الماضى ولا فى الحاضر والمسرحية واضحة وما حدث كان أول فصل من فصولها

وأنا هنا لست فى موقف دفاع عن منت البخارى ولاعن الرئيس ولد الشيخ عبد الله بتهجمى على ضفادع المستنقع , ولست راضيا عن تعامل السيد الرئيس مع الأحداث التى كانت كثيرة ومثيرة فى فترة حكمه القصيرة , ولم أكن مطمئنا لترشيحه من حيث المبدإ ولم أختره لذالك المنصب لثقتى انه لن يستطيع تقديم أي شيء بسبب اللوبى الفاسد الذى يقف خلفه.
إلا أننى أدرك جيدا كغيرى من القوى السياسية الداعمة له حاليا ـ وهذا من حسن حظه الذى أوصله للحكم دون ابسط مشكلة ـ أن عودة ولد ا لشيخ عبد الله مع جميع مساوئه أفضل لموريتانيا عشرين مرة من بقاء ولد عبد العزيز مع كل محاسنه , وأنها تثبيت وترسيخ للديمقراطية ورادع قوي للإنقلابات فى المستقبل والتى هي سبب كل البلاء الحالى وكذالك الماضى .

فمنذ إنشاء الدولة الموريتانية الحديثة حتى اللآن يمكن القول أن أفضل ما قدمته لنا الإنقلابات هو زمرة من المتملقين والمتزلقين هدفها ونهب أموال الشعب وتكميم أفواهه وإخضاع السلطتين التشريعية والقضائية لإرادتيهما

إذا نزل الشّتاء بجار قومٍ تجنّب جار بيتهمُ الشّتاءُ

لكن عندما أصبح النفاق عزة والتذلل رفعة فى ظل الدكتاتورية التى تحكمنا حاليا بقي على هذه الأرض ـ ولله الحمد ـ من أبنائها من له بقية أخلاق وشيء من التقوى حفظو العهد وتمسكو باخلاقهم وأبو أن يطأطأو رؤوسهم لأي جبار كان فتمسكو بالشرعية وطالبو بعودتها ولسان حالهم يقول :

وفيها ، لمن خــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ وفي الأرض مَنْأىً ، للكـريم ، عن الأذى
سَــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقل لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضــيقٌ على أمرئٍ

وهاهم الآن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر تاريخى على هذه الزمرة المرتزقة التى تعرف عن الغدر ولا تعرف عن الوفاء.
فالوفاء بالعهد خلقاً إسلامياً رفيعاً أما الغدر علي النقيض من ذالك تماماً وهو منقصة ومفسدة ودليل علي ضعف إيمان صاحبه وخسة معدنه
ومن أقبح التملق والنفاق هو دفاع هذه الزمرة عن سيدها بكل الوسائل وتبرير أخطائه ونزواته وتشريع أعماله وقد تعرضت لظاهرة النفاق والتملق فى مقال سابق تم نشره يمكن الرجوع إليه ولا أريد الإطناب فى هذا الموضوع
وأخرا فأنه على كل الأحرار فى موريتانيا خصوصا الجبهة الوطنية لإعادة الديمقراطية وقادتها المميزون الذين أثبتو وطنيتهم وأحقيتهم بقيادة هذا الشعب ألا يتركو بين المفسدين وهذا الوطن الغالى وأن يواصلو نضالهم وأذكرهم بقول أبو العتاهية :
خلِــــيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفــــــــــــرَّجُ ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button