مقالات

نحن بشر ولسنا قطيع غنم ,,, ألا تفهمون ؟!! / محمد عالي الهاشمي

إن المتتبع للوضع السياسي العربي يلاحظ بلادة لدى كثير من القادة العرب والدائرة التى تدور من حولهم , فرغم اجتهاد الشعوب فى تقديم الدروس لحكامها ليفهوا درسا بسيطا يتمثل فى أن هؤلاء الشعوب بشر وليسوا قطيع اغنام إلا أن هؤلاء القادة لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا ,,,
إلا ان الشعوب العربية بدأت ترغم هؤلاء القادة على أن يفهموا هذه الدرس ولو بالقوة , درس تتلخص فى أن هذه الشعوب بشر يغتاتون ويتنفسون بالحرية والكرامة خبل الخبز والماء ,,,
كثيرا ما نسمع من أبواق تلك الانظمة تساؤلات من قبيل : ماذا تريدون والرئيس – او الملك – أقام لكم شوارع و خفض أسعار المواد الغذائية ؟ وهذه عقلية كثير من الأنظمة العربية وهي عقلية تخالف عقلية شباب اليوم , فهذه العقلية تصورنا على أننا قطيع أغنام يكفيه أن يرمى له الفتات من ثروة البلد وينسون أن سيدهم مجرد عامل اختاره الشعب ليقوم بوظيفة معينة و ” بلا اجميل” فان أحسن قام بوظيفته وان أساء وجبت محاسبته وعزله عن تلك الوظيفة ولا يجب أن يمن علينا أحد بما يقوم به من انجازات – فى حاله قيامه اصلا بها – فلم يقم بها من جيبه ولا من تركة أبيه وإنما هي من ثروات البلد وقد وظف لهذا الغرض.
لقد آن الأوان لأن يفهم قادة أوطاننا اننا نهتم بالحرية والكرامة قبل اهتمامنا بالخبز والماء وأنهم مجرد عاملين لهذا الشعب يحق له أن يساؤلهم وأن يعزلهم – ان شاء – وأن الوطن ليس ملكا لهم وأنهم ليسوا أوصياء على هذا الشعب بل الشعب هو الوصي عليهم و, يحدد لهم ما يجب أن يقوموا به وعلى قادتنا ان يفهموا أن شابا أمضى زهاء العشرين عاما يترقى فى رتب الدراسة لا يمكنه أن يظل أسير ابتزاز جهلة متخلفين يفكرون بعقلية قرون مضت , شاب كهذا لا يمكنه ان يظل خاضع لسلطة الوساطة والرشوة لكي يحصل علي أي حق من حقوقه بدءا بورقة مدنية بسيطة وصولا لحقه فى التوظيف .
على قادتنا أن يفهموا أيضا أن اليوم ليس كالأمس : أن من يناضل اليوم هم الشباب ومن يقود اليوم هم الشباب أيضا , وليس كالأمس الذى كان الشباب يناضل ويترك القيادة لغيره وهو ماقلت قبل ثورة تونس بأيام فى مقابلة مع قناة الجزيرة أنه كان خطأ حيث قلت أن “الشباب كان يناضل وتذهب ثمرة نضاله لمصالح شخصية لآخرين وهو أمر لم يعد مقبولا فلو كانت تلك الثمرة استخدمت لمصلحة الوطن لسكتنا ولقبلنا ولكنها استغلت لاغراض شخصية وهو أمر لن نقبله بعد الآن ” وهذا أمر يجب أن يدركه هؤلاء جيدا وأظنهم يدركون ما ذا يعنى أن يناضل ويقود الشباب بنفسه وان كانوا – كعادتهم – لا يفهمون سأحاول أن أساعدهم على أن يفهموا .
الشباب يعنى طاقة قوية مستعدة لكل شيء ولكل احتمال , الشباب يعنى الفهم , يعنى الوعي ويعنى الابتعاد عن المصالح الضيقة يعنى الابتعاد عن القبلية والجهوية وبالتالى لا يمكن أن تنطلى عليه الأساليب القذرة التى قد تستخدمها بعض الأجهزة الامنية ولن يخضع لسلطة القبيلة فى حالة تعارضت مع مصلحة القبيلة الأم ” موريتانيا ” .
أمام بلادنا اليوم فرصة للاستفادة مما مضى وإيجاد اصلاح حقيقي يشعر فيه المواطن أنه فى بلده وأن حقه مضمون وأن الجميع فيه سواسي أمام القانون وانه اذا لجأ لاي مكتب من المكاتب التى وجدت لخدمته سيجد حقه دون اللجوء الى الوساطة أو الرشوة وأنه لن يخضع لابتزاز غير مقبول وغير معقول من الموظف بذلك المكتب .
إن فهم قادتنا هذه الدرس فإنه ستصبح لدينا أرضية مشتركة نسطيع ان ننطلق منها فى حوار يجنب بلادنا مآزق قد نقع فيها ونحقق لبلادنا اصلاحا حقيقيا يشارك فيه الجميع وإن رفض هؤلاء القادة أن يفهموا هذه الدرس وأبو إلا ان يذهبوا بنا الى الجحيم فإننا – على الأقل – لن نتركهم وراءنا .

محمد عالي الهاشمي : كاتب موريتاني وناشط سياسي

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button