أخبارأخبار عاجلةعربي

رئيس موريتانيا ولد الغزواني فى عيون الآخرين *

أنباء انفو- بعيد انقلاب 2008 وما تلاه من تفاعل إقليمي ودولي كان أحد الجنرالات الفرنسيين الذي كلفته باريس بالملف لايخفي إعجابه وإعجاب فرنسا بولد الغزواني حتى أنه قال ذلك جهارا في جلسة مع سياسيين ورجال دولة ورجال أعمال كان في بيت أحدهم حيث قال بالحرف الواحد لماذا لا تقنعوا السيد غزواني بتولي رئاسة بلدكم فهو أنسب لها من السيد عزيز المنفعل دائما ؛ فوجم القوم وامتعقت وجوههم ؛ ولاحظ هو ذلك فأردف قائلا ؛ المشكلة أن غزواني رفض ذلك وقال إنه لايقدم ويدعم للرئاسة غير عزيز.

 

 

لم يكن عزيز هو الخيار الأمثل لدى فرنسا .

وكانت دول خليجية مهمة تلتقي مع باريس في نفس الموقف.

وتقول مصادر قريبة من واشنطن أن الأمريكان كانوا يرون في غزواني رجل موريتانيا الأنسب .

وكان غزواني يصر على ترتيب البيت الداخلي بالجيش دعما لعزيز فقد فكك عقدا كانت ماثلة بين عزيز وعدد من رجال القيادة والسيطرة في الجيش والقوى الأمنية ؛ فالجنرال مسغارو مثلا تقول تقارير أنه كان على مسافة من عزيز وكان يركز على التنسيق مع قائد الأركان الجنرال غزواني دون أي تجاوز نحو عزيز فأصر غزواني على إذابة الثلج بينه مع عزيز .

وكذلك كان الجنرال مكت ؛ فقد استحكم الجفاء السياسي بينه وبين عزيز مبكرا لكن غزواني بدد ذلك الضباب بسعيه الدائم لتلطيف الجو بين عزيز وأركان نظامه.
وكذلك فعل حين عمل عزيز على استهداف الجنرال حننه ولد سيدي

وفعل ذلك غزواني مع المدنيين فقد كان حريصا على رأب كل صدع سياسي بين عزيز وأحلاف سياسية بطول الوطن وعرضه
فمن كان يحمي من ومن صنع من ؟

ومن عوم ولد بايه وهو يسقط في ازويرات في الانتخابات الماضية غير غزواني.

إذن كان غزواني هو الصمام السياسي القوي طيلة العشرية الماضية ؛ وكان مصلحا سياسيا بين شتات سياسي عسكري وأمني خلقه عزيز بعنجهيته وسوء تقديره للمواقف.

واليوم وهو رئيس ليس أمامه إلا مواصلة منهجه الهادئ في ترميم بنية الدولة والنظام بعد تمزيق عزيز لكل تفصيل في الوطن.

ويفوت أغلب الشعب أن خلق التوازن السياسي هو بحد ذاته أعظم وأهم إنجاز للوطن ؛ فالبلدان الممزقة سياسيا واجتماعيا توشك أن تتمزق أمنيا واقتصاديا ؛ وكانت موريتانيا على وشك ذلك عشية الانتخابات الرئاسية 2019.

ولأن عزيز خطط للاستمرار في السلطة ليستمر مشروعه لتفتيت موريتانيا واغتر بتعويم غزواني له كان لابد أن يحدث ما حدث ؛ فلم يكن ولد الغزواني ليسمح بتفكيك بلده وشعبه .

إن كل المضطلعين على خفايا لعبة الحكم في موريتانيا يدركون أن غزواني هو من صنع عزيز وليس العكس ؛ ولما تأكد من خطورة استمرار حكمه للبلاد لعب معه لعبة العقل والحنكة فأراح منه البلاد والعباد ودعمته في ذلك نخبة الجيش والأمن الواعية والنخب المدنية الواعية.

موريتانيا في عهد غزواني صارت أكثر مصداقية لدى العالم ؛ فلم تكن أجهزة استخبارات امريكا وفرنسا والناتو ودول الخليج تثق في عزيز وتصفه بالأخرق والمتهور ؛ لذلك رأينا ثقة خليجية ودعما أكبر لموريتانيا في عهد غزواني وسمعنا تصريحات امريكية وفرنسية عالية المستوى تشيد بموريتانيا .

وإقليميا احتدم التنافس بين دول الجوار على نيل ثقة غزواني ؛ فالماليون ممتنون لإدارة غزواني لملفهم معهم رغم محاولات تفجير العلاقة بمالي والسنغاليون ممتنون لرسائل غزواني الهادئة اتجاههم ويتجهون لشراكة استراتيجية مع موريتانيا.

والمغرب يبذل جهدا أكبرا لكسب ود موريتانيا وقد ارتفع مستوى الشراكه مع موريتانيا في مجالات حيوية عدة ؛ والصحراويون كذلك ؛ والجزائر تقدمت أشواطا في بناء تعاون اقتصادي جاد مع موريتانيا .

وعلى المستوى المحلي تابعنا علاجا غزوانيا للتشرذم وتبادل الشيطنه بين نخب موريتانيا الموالية والمعارضة ؛ وتطبيعا لثقافة تبادل الاحترام بين النخب السياسية مهما كان اختلاف وجهات نظرها.
كما أن مستوى الاستجابة الحكومية لمطالب المعارضة المتعلقة بمراجعة المسار الانتخابي وتعزيز الديمقراطية استجابة جادة تشاورية نتابعها عن كثب.

إن سياسات غزواني الاقتصادية والاجتماعية مختلفة تماما عن سلفه فهي تعتمد على فكرة الوصول المباشر للطبقات المحتاجة عبر حزمة برامج طوارئ وإغاثة لكنه لايقف عند ذلك الحد إذ يعمتد استراتيجية متوسطة المدى لزيادة الانتاح وتحقيق نمو أكبر ؛ لذلك يتوقع أن تكون نسبة النمو في موريتانيا رغم الأزمات أكثر من 5%عام 2022.
وتعد مقاربة غزواني الإصلاحية التي تعتمد التغيير المتدرج مقاربة ذكية ومناسبة لشعب مزقته الثارات السياسية وخطابات الكراهية والشحن العنصري.

ويرى البعض أن خطوات الإصلاح بطيئة لكنه بطء استراتيجي مناسب للحالة في موريتانيا ؛ فليس من صالح المريض أن يتناول قنينة المضادات الحيوية دفعة واحدة ؛ بل يقسمها له الطبيب على جرعات ؛ وذلك هو حال موريتانيا.
إن المدرسة الغزوانية في الإصلاح مدرسة عميقة الأثر قوية المفعول ؛ وسيرى المشككون في ذلك خلال سنوات حين يكتمل إصلاح الإدارة وتجسد رؤية غزواني الوطنية كما خطط لها بإذن الله.
ولعل أبرز عامل تفاؤل سياسي هو تلك الثقة المتبادلة بين الرئيس وأركان نظامه ؛ فأهم صمام استقرار للأنظمة هو مدى الثقة بين الرئيس وأركان دولته ونظامه وكذلك الثقة المتبادلة مع النخبة السياسية الوطنية ؛ فالاستقرار والأمن هما أعلى سلم أولويات الوطن ؛ فبدونهما لا تنمية ولاديمقراطية ولا أفق للنهوض.

 

* العباس ولد سيدي محمد

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button