مقالات

حقائق أخرى عن التكتل بقلم : عبد الله ولد محمد

عندما يحاول أحدهم أن يقدم لنا حقائق مغلوطة عن حزب التكتل فمن حقنا أيضا أن نكشف عن حقائقه الأخرى,

بقلم : عبد الله ولد محمد

أشعر دائما بالإشفاق على بعض الكتبة خصوصا أولئك الذين يحاولون أن ينفعوا أحزابهم ونحلهم السياسية أو يدافعوا عن مواقف بعض الساسة والوجهاء أوبعض الكانتونات التي يسميها بعض أحزابا سياسية أو منظمات حكومية كما يحاول أهل التكتل أقناع أنفسهم بأنهم حزب سياسي مرموق،طبعا يمكن القول بكل جدارة أن التكتل هو تجمع بشري ككل تلك التجمعات التي يجمعها مكان واحد لتحقيق أهداف متعددة، كما تجمع سوق الباعة والمشترين والمحتالين والنشالة والمتسولين.

ومن هؤلاء الذين تدعوا مرافعاتهم إلى الإشفاق الكاتب عزيز ولد الصوفي الذي كتب مقالة مطولة مشذبة عن ” حقائق التكتل ” وبما أن الحقيقة نسبية جدا،وقد يكون فيما ذكر عن التكتل بعض الحق على الأقل حسب ما يراه الآن وحسب ما يقال فإن ماتراه حقا فهو حق بالنسبة لك وما أراه حقا فهو حق بالنسبة لي وبالتالي إن معيار الحقية يأخذ في الحسبان عامل الزمن والمكان فما يراه عزيز ولد الصوفي من حقائق التكتل لم يكن يراه يوم كان مسؤولا في منتدى طلاب موريتانيا قبل الثالث من أغشت يوم كان يرى التكتل نارا وعارا وشنارا،ولاخير إلا معاوية والحزب والجمهوري.

ولكي تكتمل الصورة ومساهمة لأخي عزيز في قراءة واعية للظاهرة اللاواعية التي تسمى التكتل سأذكر أنا الآخر حقائق أخرى عن ما يسمى بحزب تكتل القوى الديمقراطية، وعن ظاهرة أحمد ولد داداه أو العقيد أحمد ولد داداه كما سميته في مقال سابق.

دعني أذكرك أيها الفاضل أن من الفرق بين النظرية والتطبيق فرق جوهري جدا، وأن بين نظم الأحزاب وممارساتها ما بين السماء والأرض من الاتساع والمفارقة، وبالتالي فلن تكون موفقا،عندما تقوم بعملية قص ولصق من النظام الأساسي للتكتل وتمد به حجم المقالة فأنت حينئذ لا تقدم شيئا أكثر من تلك الأوراق الصفراء التي انتزع بها الترخيص من بين أسنان وزارة الداخلية،إلا أنك تقدم وسيلة إثبات تؤكد أن الحزب ناقض كل تلك المبادئ وانخرط في عملية غير موفقة لتحقيق هدف واحد، وأحادي وهو وصول ولد داداه إلى كرسي يمكن الجزم إن وصوله إليه سيكون من الخوراق المزعجات التي تؤدي إلى الخراب والدمار وعدم الاستقرار، إن هسيتريا المواقف المناقضة للأهداف التي ينشرها التكتل اليوم تشبه تلك الحال التي تعتري الضأن عندما يقفن عند حافة الماء … واهم جدا من يستطيع القول إن بإمكانه منع الضأن أن يكرعن في جدول ولو كان آسنا، وقديما قيل في الضأن ” وأمر مغويتهن يتبعن ” وكذا التكتل أمر قائده الذي استفزه وانتشى فنادى ما أريكم إلا ما أرى … وما علمت لكم من رئيس غيري ولا علم الناس.

في البدء كان الخلل.

لعلك أيها العزيز المتصوف في ذات الداداهية والمترنح تحت الجبة التكتلية المتقصلة تعلم أن حزب التكتل هو المحلل به من تطليقة بائنة من حزب اتحاد القوى الديمقراطية،جعلت المناضلين يبحثون عن عقد سياسي جديد يمكن أحمد ولد داداه من العودة إلى كرسي رئاسة الحزب،وعاد بعد عدة مكثها ولد لمات على رئاسة الحزب يتحسس مقعده الذي سوف يفارقة في مؤتمر استثنائي قضت ديمقراطية التكتل أن يعيش بعده ثماني سنين ليعقد مؤتمره الأول وليكرسه لإعادة أحمد ولد داداه وتثبيته في كرسيه الوثير.

فالحزب ليس إلا نسخة من حزب قديم شهد كثيرا من النزيف السياسي وشكلته جماعات مختلفة،لم يكن لأحمد ولد داداه من فضل عليها إلاأنه كان مسمار نعش الاتفاق والوئام في كل تلك الطبعات المشوشة من حزب التكتل.

لايعود الفضل لولد داداه في إنشاء أي حزب في موريتانيا،فالجميع يذكر أن رغبة ولد الطايع سنة 1992 في الحصول على منافس يلبسه ثوب الهزيمة ويقدمه أمام الديمقراطيات الغربية هي التي دفعت القيادين الكادحين ببها ولد أحمد يوره وموسى افال إلى إخراج أحمد ولد داداه من مخدعه المالي الوثير في جمهورية الجنرال بوكاسا آكل لحم الأطفال،وليعودا به إلى الوطن،ولتلتلف التيارات السياسية حول الرجل الذي يمت إلى الرئيس المرحوم المختار ولد داداه بصلة نسب فقط، وليجد ولد الطايع في ولد داداه المنافس الزعر الخلق القادر على تفتيت أي شيئ يلتف حوله وتمزيق أي وحدة تقوم حوله،جاء ولد داداه وجبهة أحزاب المعارضة قائمة وموجودة مكونة من حركات سياسية وفكرية كبيرة من بينها الشيوعيون في حركة m.n.d والإسلاميون وحركة الحر التي كان رئيسها مسعود ولد بلخير يرأس جبهة أحزاب المعارضة حينئذ والقوميون العرب وآخرون كثير، جاء أحمد ولد داداه فقدمه الجميع،ولو أن ستر الغيب انكشف لهم لعلموا أنهم قد فتحوا على البلاد وعلى العمل السياسي في موريتانيا بابا من الارتكاس والارتهان للشخصانية والمصلحة الفردية والفهم المتكلس لن ينغلق حتى يتقاعد ولد داداه سياسيا.

وبفعل سياسات أحمد ولد داداه وقدرته الفائقة على السقوط في الأفخاخ التي نصبها له ولد الطايع، وقدرته الأكثر على السقوط أيضا في حبائل المجموعات القبلية أو النفعية، ظل حزب اتحاد القوى الديمقراطية في انتكاسة،

لينحسب عنه اتحاد قوى التقدم ب ممثلا لحركة m.n.d منازعا في الشرعية منتقدا لسوء الأداء،ولينسحب بعد ذلك أطر الحر ويشكلوا حزب العمل من أجل التغيير، ولتتوالى بعد ذلك الانسحابات … الناصريون.. والإسلاميون 2003 ، وأخيرا أطر الحر بداية هذا العام.

فهل انسحب هؤلاء كلهم لأنهم كانوا خونة وانتفاعيين ومجرمين،أم لأن حزب التكتل وطبعاته المختلفة لم يكن أبدا في أي من يوم من الأيام حزب مؤسسات ولا حزبا وطنيا،وإنما كان دولة بين يدي ولد داده وثلة قليلة حوله من مقربيه القبليين أو الانتفاعيين،وليتأكد عكس ما روج له الكاتب الكريم أن الحزب ملك خصوصي يعود إلى المسمى أحمد ولد داداه وفيه يتحكم وبه يمارس الصفقات السياسية ويخوض الألاعيب المكشوفة التي يحاول أن يظهر فيها معارضا ومساندا في آن واحد وهل تجمع الكلى والعجى في شدق إلا شدق التكتل.

ولتتأكد أيها العزيز أن التكتل ليس حزبا سياسيا،وإنما هومواقف مزاجية للسيد أحمد ولد داداه… لك أن تعود إلى مؤسسة المعارضة وإلى كل السيئات التي جلبها التكتل إلى هذه المؤسسة وإلى كل الرصيد الضخم من العراقيل التي وضعها التكتل في وجه تفعيلها،يمكن أن تتأكد أن كل المشكلات التي وقعت منذ تأسيس هذه المؤسسة كان التكتل طرفا ظالما فيها،عندما حاول التكتل إقصاء اتحاد قوى التقدم وذلك من أجل توسيع الخلاف بين هذا الحزب وبين حزب صار ابراهيما،كان التكتل يمارس عملا مخالفا للقوانين،وعندما صرح صالح ولد حننه بأن مؤسسة المعارضة مشلوله،وأن ” الإخوة في التكتل يعملون على تعطيلها،ولديهم رصيد هائل من الإساءات إلى حزبنا” فقد كان يصف ممارسة وسلوكا وحقيقة من تلك الحقائق التي لم تذكرها عن التكتل، وعندما يطالب النائب البرلماني عن حزب حاتم مولاي ولد ابراهيم المجلس الدستوري بالنظر في وضعية مؤسسة المعارضة فإنما يتحدث عن حقيقة أخرى من حقائق التكتل وهو ممارسة الفساد ومخالفة القوانين المنظمة لهذه المؤسسة، وعندما يعلن صار ابراهيما – الذي ربط مصيره بولد ولد داداه وظن أن بإمكانه إحتلاب أثداء وفاء لم تنتب أصلا- عن فك الارتباط مع التكتل ومع مؤسسة المعارضة، وليسمع من أحمد ولد داداه قوله ” إن التعينات الأخيرة لم أطلبها، وإن كنت على علم بها ولا أعتقد أنها تخالف مبادئ الحزب فهؤلاء أطر يحتاجهم الوطن ” فكل هذا يؤكد حقيقة مهمة من حقائق التكتل التي أغفلها المقال ونسيها وتناساها وهي أن التكتل بالجملة ليس حزبا وإنما هو ” تجمع بشري ككل تلك التجمعات التي يجمعها مكان واحد لتحقيق أهداف متعددة، كما تجمع سوق الباعة والمشترين والمحتالين والنشالة والمتسولين.

وعندما يعمد ولد داداه إلى اقتطاع ثلاثة أشهر من راتب أحمد مدراء مؤسسة المعارضة فهذا أيضا يعني حقيقة أخرى من حقائق التكتل وهو أنهم لايؤمنون على التسيير العام.

وعندما يحصد مستشارو التكتل ريع الخيانة التي زرعوا من خلال الإطاحة بعمدة تم انتخابها ضمن حلف سياسي موقع بين رؤساء ائتلاف قوى التغيير فهذا يؤكد أن الحزب المذكور ليس حزبا وإنما هو بورصة من بورصات الشمس تجمع الانتهازيين والانتفاعيين.

وعندما يحصل عمدتان من عمد التكتل في نواكشوط على أسوء تسيير بلدي فهذا أيضا يؤكد حقيقة أخرى أنه حزب جماعات ولوبيات هي من يرشح نفسها وهي من يسير ما يصل إليه، ولاحظ للشعب لا من طموح الرئيس ولا عمده.

هذه يا سيدي بعض الحقائق التي لم تذكرها عن التكتل وبالنسبة للأخيار الشرفاء الذين ذكرتهم” من إسلاميين” أي السلفية الداداهية ” وهي تيار معروف يعرض الناس على السيف في عقائدهم ومعاملاتهم،فإذا كانت السياسة طمحت به القربى والنسب إلى التكتل، أو قوميين صداف ولد الشيخ الحسين عمدة توجنين السابق الذي تركها قاعا صفصفا ما يقيم فيها الفار إلا لحب الوطن أو صعوبة الانتقال،أومناضلي عائلة محمد عبد الرحمن ولد امين وأبنائه، أوعبد الله السالم ولد أحمدوا والداه ولد عبدي وغيرهم من السادة والسيدات الذين هم في الجملة قطع غيار وخردات سياسية استنفدت أعمارها الافتراضية في الترحال والتنقل بين الأحزاب، صحيح أنني كنت أراهن على بقية ذماء يتردد في الحشاشة السياسية لولد لمات لكن المسكين لم يشأ إلا أن ينتحر هو الآخر يوم السادس من أغشت ويظهر وهو يفبرك خبرا مكذوبا ثم يعود بعد ذلك ليكذب نفسه.

التكتل والأزمة الحالية

موقف التكتل في الأزمة الحالية مشين وبائس وخطابات ولد داداه وتسويغات قادة التكتل أعذار هي في جملتها أسوء من الذنب كله، سيئ جدا أن يعمد التكتليين إلى اكتشاف خصائص جديدة في مواقفهم التي أعلنوا عنها قبل أكثر من سنة ونصف تمكن من إعادة التفسير ومؤسف جدا أن يقف أحمد ولد داداه وهو الذي طالما وقف وجلس مع الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله معترفا بأنه رئيس الجمهورية المنتخب غير مشكك في شرعيته،موقفا جديدا يعلن فيه أنه لم يقصد حينئد الاعتراف به وإنما قال كلاما حمال أوجه يمكنه تأويله بـأنه كان رفض ثم يستدل بغواش من عمله وتطرف مواقفه، حينما دعا الرئيس المنتخب إلى الاستقالة في مؤتمر الحزب، يبدو الأمر إذا شبيها بالمثل الحساني ” اشهديلي يا دراعتي”.

بالخلاصة وبالجملة موقف التكتل الأخير كان موقف عمالة واضحة للطغمة الانقلابية وكان انسلاخا تاما من الممارسة الديمقراطية النزيهة وكان فوق ذلك عملا قرصانيا، سيئا جدا يؤكد أن لا أحد في الحزب يفكر في شيئ سوى مصلحته الذاتية والحزبية الخاصة، فعندما حاول ولد داداه الإمساك بشيئ قليل من خيط اندفاعه وجد نفسه في مواجهة أصوات صاحلة من بقايا الفساد توجه إليه الانتقادات اللاذعة، ويهدده عبد الله السالم ولد أحمدوا بأن الحزب ليس ملكا لأحمد ولد داداه، ثم يزيده محمد سالم ولد الداه مؤكدا أن الحزب ليس ملكا لجماعة 1992

سيدي العزيز عزيز ولد الصوفي عندما تكتب مجددا عن التجمع المسمى التكتل فحاول أن تذكر كل الحقائق المتعلقة بهذا الحزب المسكين وبرئيسه السيزيفي، وتذكر أنك تأخرت كثيرا في التذكير بحقائق الحزب المحترق المسمى التكتل فقد صرت أشبة بالدابغة وقد حلم الأديم.

وفي الأخير أهديك هذا المقال عن أحمد ولد داداه ” إلى العقيد أحمد ولد داداه” ففيه بعض مما أجملت هنا تجده هناك مفصلا مشروحا.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button