أخبارأخبار عاجلةثقافة وفنعربي

هل تمهّد حكومة موريتانيا لتقييد سفر الشباب نحو أمريكا؟

أنباء انفو-  أثيرت تساؤلات على نطاق واسع حول، الخلفية والغرض الذى سعت إليه الحكومة الموريتانية، من تخلينها أمس الإثنين 14 يوليو 2025، لمواطنيها من الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وبدأت المخاوف من أن تعقب هذا التحذير إجراءات صارمة تقيد سفر الشباب عبر رحلات جوية دولية يُشتبه في أن تكون وجهتها النهائية الأراضي الأمريكية، رغم عدم الإفصاح الرسمي عن أي تدابير من هذا النوع حتى الآن.

التحذير، الذي صدر في بيان عن وزارة الخارجية، شدد على “خطورة الهجرة غير القانونية” نحو الولايات المتحدة، محذرًا من “المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها، وضرورة تجنب الوقوع في شبكات تهريب البشر وتزوير الوثائق”.

ويأتي هذا البيان بعد يومين فقط من عودة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من زيارة رسمية إلى واشنطن، استغرقت أربعة أيام، وأجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشارك في قمة إفريقية مصغّرة في البيت الأبيض، جمعت قادة خمس دول من غرب ووسط إفريقيا.

ورغم أن البيان الرسمي لم يربط بين زيارة الغزواني والتحذير من الهجرة، فإن توقيت صدوره يدفع مراقبين إلى التساؤل حول احتمال وجود تفاهمات غير معلنة بين نواكشوط وواشنطن بشأن قضية الهجرة، خاصة بعد ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حول عرض أمريكي محتمل على القادة الأفارقة المشاركين في القمة، يقضي بـ”استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة”، وهو ما لم تُعلق عليه حتى الآن أي من العواصم المعنية.

وكان الرئيس الأمريكي قد لمح خلال القمة إلى المسألة بقوله: “نأمل أن نخفض معدلات تجاوز التأشيرات، وأن نحرز تقدمًا في اتفاقيات الدول الثالثة الآمنة”، في إشارة إلى ترتيبات تُبرم مع دول ترضى باستقبال مهاجرين كانوا قد حاولوا دخول الأراضي الأمريكية بطريقة غير نظامية.

وقد تزايدت خلال العامين الأخيرين أعداد الموريتانيين المتوجهين إلى الولايات المتحدة، خاصة عبر المكسيك، حيث تشير بيانات حرس الحدود الأمريكي إلى أن ما يزيد على 15 ألف موريتاني دخلوا الأراضي الأمريكية بشكل غير قانوني خلال هذه الفترة.

وتبقى التساؤلات مطروحة حول ما إذا كانت السلطات الموريتانية ستتخذ إجراءات لاحقة، مثل مراقبة المسافرين في المطارات أو تقييد إصدار التأشيرات، خصوصًا للشباب، بدعوى الحد من الهجرة غير النظامية. كما يفتح هذا البيان الرسمي الباب أمام نقاش عام حول الأسباب العميقة وراء الهجرة، ومدى فاعلية المقاربة الأمنية في معالجة ظاهرة باتت مرتبطة بتطلعات آلاف الشباب الموريتاني نحو فرص حياة أفضل خارج الحدود.

مواضيع مشابهة

Back to top button