بورصة الدار البيضاء تحلق..موريتانيا ومونديال 2030 فى قلب الحدث

أنباء انفو- حققت بورصة الدار البيضاء خلال شهر يوليو الجاري، إنجازًا غير مسبوق في تاريخها، حيث تجاوزت رسملة السوق عتبة 1.000 مليار درهم مغربي، ما يعادل أكثر من 100 مليار دولار أمريكي، في حين تخطى مؤشرها المرجعي MASI مستوى 19.000 نقطة للمرة الأولى، مدفوعًا بارتفاع بنسبة 30% منذ بداية السنة. هذا الأداء الاستثنائي يعكس حالة من التفاؤل في الأوساط الاستثمارية المغربية، ويُنظر إليه كإشارة قوية على تنامي ديناميكية السوق، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذا الصعود السريع في ظل تحذيرات من فقاعة مضاربية محتملة.
تأتي هذه الطفرة في السوق المالية المغربية في سياق يتجاوز حدود المملكة، حيث تتقاطع مع تحولات إقليمية واعدة، أبرزها توقيع اتفاق استراتيجي في 17 أبريل الماضي بين البنك المركزي الموريتاني وبورصة الدار البيضاء في العاصمة نواكشوط. الاتفاق، الذي تم خلال مراسم رسمية، يهدف إلى تنسيق وتكامل الجهود بين المؤسستين بغية إنجاح مشروع مالي استراتيجي في موريتانيا، يرتكز على نقل الخبرة المغربية في تسيير الأسواق المالية والمساعدة في تطوير سوق رساميل موريتانية حديثة وفعالة.
وقد أكدت إدارة بورصة الدار البيضاء أن الارتفاع الأخير في الرسملة والمؤشرات مدفوع بعوامل عديدة، في مقدمتها عودة المستثمرين الأفراد بقوة إلى السوق، وهو ما تجسد في الإقبال الكثيف على عمليات الاكتتاب الجديدة. من أبرز هذه العمليات إدراج شركة Vicenne المتخصصة في توزيع المعدات الطبية، والتي جمعت أكثر من 32 مليار درهم من الاكتتابات، بمشاركة تجاوزت 36 ألف مكتتب فردي. كما شهدت عملية الزيادة في رأس مال مجموعة TGCC، إحدى كبريات شركات البناء، مشاركة أكثر من 80 ألف مكتتب طبيعي، ما يعكس عمق الزخم الشعبي داخل السوق.
وتعزز هذه المؤشرات الإيجابية مناخ الثقة في السوق المغربية، خصوصًا مع اقتراب البلاد من استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، ما يعزز آفاق الاستثمار في قطاعات البنية التحتية والسياحة والنقل. غير أن خبراء الأسواق لا يخفون تخوفاتهم من احتمالات تشكّل فقاعة، خاصة في ظل الفارق الواضح بين أداء بعض الأسهم في السوق ومؤشراتها المالية الواقعية، وهو ما يتطلب يقظة تنظيمية أكبر من طرف الهيئات الرقابية.
في المقابل، فإن الاتفاق الموقّع مع البنك المركزي الموريتاني يمنح بعدًا استراتيجيًا جديدًا لبورصة الدار البيضاء، ويعكس إرادة سياسية ومؤسسية لتوسيع تأثير السوق المغربي ليشمل محيطه الإقليمي. ويراهن مراقبون على أن هذا التعاون المالي بين الرباط ونواكشوط يمكن أن يشكل رافعة لتحديث البنية المالية الموريتانية، ويؤسس لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي المغاربي، تقوم على تبادل الخبرات وتنسيق المبادرات المشتركة بين المؤسسات المالية الكبرى في البلدين.
بهذا الإنجاز التاريخي وما صاحبه من خطوات انفتاحية نحو المحيط الإقليمي، تكرّس بورصة الدار البيضاء موقعها كفاعل محوري في منظومة الأسواق الناشئة بإفريقيا، وتؤكد أن الرهانات الاقتصادية لا تنفصل عن الرؤى الاستراتيجية المشتركة التي تربط بلدان المنطقة.
– أنباء انفو- لوموند الفرنسية



