موريتانيا..ساحة للمواجهة بين عملاق المحروقات المغربي”أكوا أفريقيا” و منافسه الجزائري “سوناطراك”.. من ينتصر؟

أنباء انفو- يشهد سوق قطاع الطاقة فى موريتانيا حاليا، سباقًا محمومًا بين عملاقين كبيرين شركة”أكوا أفريكا” المغربية و منافستها الجزائرية شركة “سوناطراك”.
وحسب تقرير نشرته مجلة “جون آفريك” اليوم الإثنين 28يوليو2025، فإن المعركة بين العملاقين المغاربيين تخطت الاقتصاد لتلامس رهانات النفوذ الإقليمي والاستراتيجي الجيوسياسي في غرب إفريقيا.
ذلك أنه وفى أواخر يونيو الماضي، أعلنت شركة “سوناطراك” الجزائرية توقيع اتفاق مع الشركة الموريتانية للمحروقات (SMH) لإنشاء شركة مشتركة تُعنى بتوزيع المنتجات النفطية المكررة في البلاد. خطوة وُصفت بأنها “اختراق أول” للجزائر لقطاع طالما ظل بعيدًا عن متناولها في موريتانيا، وهي الخطوة التي تزامنت مع صعود لافت للحضور المغربي في هذا المجال.
لكن، ورغم الضخ الإعلامي والترويج الرسمي، يواجه المشروع الجزائري تحديًا جوهريًا يتعلق بمدى ثقة السوق الموريتانية، حكومة ومواطنين، بالمستثمر الأجنبي، وهي ثقة تميل بوضوح نحو التجربة المغربية، وتحديدًا عبر شركة “أكوا أفريكا”، الذراع الخارجية لمجموعة “أكوا” التي يديرها رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.
فقد استطاعت “أكوا أفريكا” أن ترسخ حضورها في السوق الموريتاني خلال السنوات الأخيرة من خلال شبكة توزيع حديثة، وأسعار تنافسية، وخدمة موثوقة في مدن رئيسية مثل نواكشوط ونواذيبو. ويعود هذا النجاح جزئيًا إلى السمعة الإيجابية التي راكمها المستثمر المغربي في الداخل والخارج، انطلاقًا من نموذج تنموي وصفته تقارير دولية بأنه بات ينافس التجارب الأوروبية في مجالات توزيع الطاقة والتدبير اللوجستي.
ويلاحظ مراقبون أن الموريتانيين يُبدون ارتياحًا أكبر للتعاطي مع الفاعل المغربي، مقارنة ببقية المستثمرين الأفارقة، نتيجة تجربة ملموسة ومشاريع ذات طابع استدامي لا تُبنى فقط على الربح، بل تدمج البعد الاجتماعي والمهني ضمن رؤية شراكة متوازنة.
في المقابل، تعوّل الجزائر على ثقلها الجيوسياسي وقدرات “سوناطراك” المالية لاقتحام السوق، وربما تقديم حوافز مغرية تشمل تخفيضات في الأسعار أو دعم لوجستي، في محاولة لتعديل كفّة التوازن مع الرباط.
وفي ظل هذا التنافس الخفي، تبدو موريتانيا أكثر ميلاً إلى خيار التجربة المجربة والمطمئنة، وسط وعي رسمي متزايد بأهمية الشريك الاستراتيجي طويل النفس، لا الشريك العابر أو المرتبط بحسابات سياسية ظرفية.
إلى ذلك يشير تقرير الصحيفة الفرنسية ، إلى أن المواجهة بين الشركتين المغربية والجزائرية على سوق الطاقة فى جارتهما (موريتانيا) حولت خطوط توزيع الوقود من مجرد بنية تحتية، إلى أدوات تأثير سياسي ومدخلات لصياغة خرائط النفوذ في منطقة تعيد ترتيب أولوياتها الاقتصادية والأمنية. وبين الرباط والجزائر، تبقى نواكشوط رقعة الشطرنج التي تُمتحن فيها نجاعة الاستثمار، وصدق النوايا.



