أخبارأخبار عاجلةعربيمقالات

السفير حميد شبار : المغرب وموريتانيا ..شراكة تنطلق من حكمة قائدين لتشكل محور استقرار وتنمية فى المنطقة

أنباء انفو- وجه سفير المملكة المغربية لدى موريتانيا، حميد شبار، خلال الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش،خطابا وصفه بعض المحللين بأنه خطاب استراتيجي يتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد.

شبار ،  حرص على تقديم رؤية متكاملة للعلاقات المغربية الموريتانية.

محور تلك الرؤية الجغرافيا والمصالح المشتركة والفرص الإقليمية المتاحة.

قال شبار، إن موريتانيا والمغرب “بحكم موقعهما الجغرافي المتميز كصلة وصل بين فضاءات متعددة، فضلاً عن استقرارهما وحكمة قائديهما، وباعتبارهما شريكين موثوقين لدى الشركاء الدوليين، مدعوان للعب أدوار طلائعية في استقرار وتنمية فضائهما الإقليمي”.

فقرة شكلت محوراً دلالياً غنياً يعكس فلسفة الرباط في تعاطيها مع نواكشوط، ليس فقط كدولة جارة، بل كفاعل استراتيجي في معادلات الأمن والتنمية غرب إفريقيا.

الإشارة إلى أن موريتانيا والمغرب يشتركان في واجهة أطلسية تمتد على أكثر من 3700 كيلومتر – أي ما يمثل نحو 15% من الساحل الأطلسي للقارة الإفريقية – لم تأت عرضًا، بل شكّلت ركيزة لعرض مغربي متجدد يقوم على استثمار الموقع الجغرافي المشترك في بناء محور بحري–اقتصادي قادر على تأمين التواصل بين الأطلسي والساحل، وتفعيل مشاريع عابرة للحدود تستند إلى منطق التكامل بدل التنافس، وإلى استقرار مؤسسي يندر في المحيط الإقليمي المضطرب.

خطاب جاء ليعيد التأكيد على رؤية مغربية طويلة الأمد تُعلي من شأن العلاقات مع نواكشوط، وتدفع نحو تطويرها على أسس ناعمة قائمة على الشراكة الندّية والاحترام المتبادل. فالتشديد على “حكمة القيادتين” و”الثقة الدولية” يعكس محاولة دبلوماسية دقيقة لتعزيز صورة البلدين كقطبين للاستقرار في منطقة تتصاعد فيها التحديات الأمنية والسياسية، ولإبراز محورية الرباط ونواكشوط في رسم مستقبل الساحل والغرب الإفريقي، سواء في بعده التنموي أو الجيوسياسي.

كما لم تغيب عن هذا الخطاب الرسائل غير المعلنة، فهو من جهة يكرّس نهج الرباط في دعم الاستقرار بعيدًا عن صراعات المحاور، ومن جهة أخرى يفتح الباب أمام شراكات ثلاثية أو متعددة الأطراف، يكون المغرب وموريتانيا في قلبها، خاصة مع تنامي اهتمام القوى الدولية بإعادة رسم التوازنات في غرب إفريقيا.

هكذا، يمكن القول إن خطاب حميد شبار في نواكشوط لم يكن مجرد احتفاء بذكرى وطنية، بل كان إعلانًا ضمنيًا عن مرحلة جديدة من العلاقات المغربية الموريتانية، تقوم على تحويل الجغرافيا المشتركة إلى منصة استراتيجية لتعزيز الأمن والتنمية، وعلى إرساء شراكة فعالة تتجاوز حدود المجاملات الدبلوماسية إلى واقع ملموس من المشاريع والرهانات الكبرى.

مواضيع مشابهة

Back to top button