لقاءات سرية وأخرى معلنة تخلط الأوراق قبل رئاسيات 2029 فى موريتانيا

أنباء انفو- حراك سياسي في موريتانيا بدأ يأخذ منحًى متسارعًا وغير مألوف، قبل أربع سنوات كاملة من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية مأمورية الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي تنتهي في عام 2029.
ففي الوقت الذي تتكثف فيه اللقاءات الخاصة بين أطراف سياسية كانت حتى وقت قريب على طرفي نقيض، كشف الغياب اللافت لعدد من الشخصيات البارزة، من وزراء سابقين وقيادات أمنية وعسكرية، عن المهرجان الأخير لحزب “الإنصاف” الحاكم – المنظَّم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتنصيب ولد الغزواني لولايته الثانية – عن مؤشرات واضحة على تصدعات داخل الصف السياسي الموالي، وعن بدء تشكل تحالفات بديلة في الخفاء.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر خاصة لموقع “أنباء انفو” بأن لقاءً وُصف بـ”غير العابر” جمع في مدينة شنقيط بولاية آدرار رئيس البرلمان السابق الشيخ ولد بايه والمرشح الرئاسي والنائب البرلماني بيرام ولد الداه اعبيد، الذي حل في المرتبة الثانية في ثلاث استحقاقات رئاسية متتالية. ووفق المصادر نفسها، فإن اللقاء لم يكن نتيجة صدفة، بل جاء في إطار تحرك مدروس يقوده مدير ميناء نواكشوط المستقل (ميناء الصداقة)، سيدي محمد ولد محم، الذي يعمل بشكل محموم على إعادة صياغة خريطة النفوذ في الشمال الموريتاني.
ويبدو أن ولد محم، الذي يفتقر تقليديًا إلى قاعدة سياسية متجذرة في المنطقة، يسعى لبناء رصيد انتخابي بديل عبر تفكيك مراكز القوى التقليدية التي طالما احتكرت القرار السياسي والاجتماعي في ولاية آدرار .
ويقرأ مراقبون هذا الحراك على أنه محاولة مبكرة لإعادة تموضع النخب السياسية استعدادًا لمعركة خلافة الغزواني، في ظل توقعات بأن تشهد الانتخابات المقبلة تنافسًا مفتوحًا قد يعيد رسم خارطة النفوذ السياسي في البلاد.



