موريتانيا: وزارة المياه تقدم تطمينات بحل أزمة العطش.. وسعر صهريج الماء يتجاوز البنزين

أنباء انفو- رغم إعلان وزارة المياه والصرف الصحي عن بدء تشغيل منشأة جديدة لإزالة الطمي ضمن منظومة آفطوط الساحلي، وتقديمها جملة من الإجراءات المؤقتة لتخفيف أزمة العطش في العاصمة نواكشوط، لا تزال شكاوى السكان تتصاعد، وسط تراجع متزايد في ثقة المواطنين بالتبريرات الرسمية. ويرى كثيرون أن الأزمة الحالية ليست طارئة ولا مفاجئة، بل تمثل امتدادًا لسلسلة من الإخفاقات المتكررة والمعالجات الظرفية التي لم تقدم حلولًا دائمة لأزمة تعتبر من أخطر مظاهر الهشاشة الحضرية في العاصمة.
الوزارة أوضحت، في بيان صدر اليوم الأربعاء، أنها شرعت في تنفيذ خطة طارئة تشمل تنظيم توزيع المياه بالتناوب بين أحياء نواكشوط، وفتح نقاط جديدة للتوزيع، وتوفير خزانات مياه متنقلة يتم تعبئتها بشكل دائم، إلى جانب تأمين ربط الإنتاج بين مصادر المياه في إديني وآفطوط الساحلي. كما أشار البيان إلى أن منشأة إزالة الطمي، التي أنجزت في ظرف قياسي لم يتجاوز سبعة أشهر، بدأت العمل فعليًا يوم الثلاثاء 5 أغسطس، وأسهمت في استعادة جزء من القدرة الإنتاجية، تمهيدًا لاستعادتها بالكامل خلال الأيام المقبلة.
وفيما أعلنت الوزارة عن مشاريع مستقبلية لرفع الطاقة الإنتاجية في إديني إلى 100 ألف متر مكعب يوميًا، وتوسعة آفطوط الساحلي لرفع إنتاجه إلى 225 ألف متر مكعب، فضلًا عن مشروع محطة لتحلية مياه البحر بطاقة تصل إلى 300 ألف متر مكعب، يرى مراقبون أن هذه التصريحات لم تعد تقنع الرأي العام المحلي الذي بات يعتبر الأزمات المتكررة انعكاسًا لتراكم السياسات المرتجلة وغياب رؤية استراتيجية متكاملة.
وقد حمّل البيان الحكومي أزمة العطش الحالية لما سماه “الارتفاع القياسي في منسوب الطمي بمياه النهر”، والذي تجاوز في بعض الفترات 3500 وحدة، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج من آفطوط الساحلي من 150 ألف متر مكعب يوميًا إلى حوالي 100 ألف فقط. إلا أن هذا التفسير، رغم وجاهته الفنية، لم يكن كافيًا لطمأنة السكان، الذين يعتبرون أن اعتماد نواكشوط على مصدر مائي واحد دون بدائل كافية، في ظل توسع عمراني وسكاني متسارع، هو السبب الحقيقي للأزمة.
ومع استمرار انقطاع المياه عن مناطق واسعة في نواكشوط، وتحول صهاريج المياه إلى “عملة نادرة” يصعب اقتناؤها، يبقى التحدي الأكبر أمام الحكومة هو استعادة ثقة السكان، وتقديم حلول دائمة تنهي حالة الترقب والتذمر التي باتت السمة الأبرز في كل موسم عطش جديد.



