الأسئلة الكبري التي يطرحها رحيل محمد عبد العزيز …!؟
أنباء انفو- أكثر من سؤال واحد يطرحه رحيل زعيم جبهة البوليساريو التي تطالب – مدعومة جزائريا – بانفصال الصحراء الغربية عن المغرب.
أول سؤال يفرض نفسه هنا هو ، من سيخلف محمد عبد العزيز وماهي توجهاته ؟ وهل يمكن لهذا الجديد كسر حالة اللا سلم واللا حرب، في صراع كان له كبير الأثر في تجميد معظم مشاريع الاتحاد المغاربي وساهم بشكل مباشر وغير مباشر في زعزة استقرار المنطقة!؟. هل من شأن هذا المتغير (رحيل عبد العزيز) أن يحرك الصراع بعد سنوات من الجمود؟
نشطاء “الجبهة “يؤكدون أن رحيل محمد عبد العزيز “لن يؤثر في موقف البوليساريو المطالب بإقامة جمهورية في إقليم واد الذهب ”.
ويضيف أولئك ” أن رحيل عبد العزيز لن يثبِّط عزيمتهم والسير علي خط الراحل مشيرين إلي أن كل عناصر جبة البوليساريو “عبد العزيز” ولن يتغير شيئ!.
إلي ذلك يتخوّف مراقبون لأوضاع المنطقة من صعود تيار جديد أكثر راديكالية لقيادة الجبهة؛ ما يهدّد بعودة الصراع المسلح، بعد أكثر من عقدين على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
ويعتبر الكثير من نشطاء البوليساريو أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة في عام 1991، لم يحقق لهم أي مكاسب، بل يرون أنه يسير في تجاه “تصفية قضيتهم”.
ويستبعد حسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس المغربية، أن يكون هنالك جديد في ملف الصحراء، إذ قال “المشكل الكبير الذي تعاني منه الجبهة هو الاستقلالية، أي أننا لا نتكلم عن كيان ذي استقلالية من شأنه أن يتخذ القرارات بشكل أحادي، وبالتالي فوفاة الرئيس ليس من شأنها أن تحدث فرقا في ملف الصحراء” وتتهم المملكة المغربية جبهة البوليساريو بأنها رهينة في قرارتها لإملاءات الجزائر.
ويؤكد بوقنطار، “أن الفاعل الرئيس في ملف الصحراء هو المخابرات الجزائرية” مضيفا “في مثل هذه الهياكل يمكن أن يقع تغيير على مستوى النخب، لكن من الناحية الجوهرية من المستبعد جدا أن يكون هنالك تغيير في المواقف، بحكم ارتباط البوليساريو بالجزائر”.
وتوقع بوقنطار “ألا تكون هنالك مستجدات في القضية من شأنها التقاطع مع الممارسات السابقة” مؤكدا أنه “من الناحية البنيوية لن يكون هنالك تغيير، لكن على مستوى الموازين فالحدث سيخلق نوعا من الدينامكية، والتي غالبا ما ستبقى محدودة”، حسب تعبيره.
من جانبه، اعتبر خالد الناصري، وزير الاتصال المغربي السابق، أنه “بوفاة زعيم الانفصاليين، وفي ظل غياب مؤشرات من شأنها أن تبرز معالم المرحلة المقبلة، يبقى الأفق مجهولا” مضيفا “إلا أن المستقبل كشاف وسيجيب عن العديد من الأسئلة؛ من بينها هل سيمتلك الزعيم المقبل الشجاعة ليقول للجزائر: إذا كنتم تقولون إن موضوع الصحراء بين المغرب والبوليساريو فاتركونا وشأننا!! وهذا هو المعيار الوحيد الذي سيمكننا من التعامل مع الزعيم المقبل للجبهة”.
واسترسل المتحدث نفسه قائلا: “لا سبيل لاستغلال هذه الفترة الانتقالية بالجبهة لصالح المغرب، في الوقت الذي تعد فيه العلاقات شبه منقطعة بسبب حاضني البوليساريو، وبالتالي فكل الأسئلة ستبقى معلقة إلى أن تجيب عنها الأيام المقبلة”.
وأسف الناصري على الاختيارات الخاطئة التي اتخذها عبد العزيز “والذي ضيّع على نفسه فرصة أن يتحرر من المظلة الجزائرية غير المناسبة بالنسبة لمن يدّعي خدمة مواطنيه”، حسب تعبيره.
وعادت الصحراء الغربية في عام 1975 إلي المغرب لكن جبهة البوليساريو -التي قادها الراحل محمد عبد العزيز- أعلنت تمردًا مسلحًا مطالبة باستقلال منطقة الصحراء عن المغرب.