مقالات

قمة انواكشوط : المقاعد الشاغرة والتمثيل الهزيل في مواجهة الأزمات الحادة

أنباء انفو – اليوم الإثنين تنعقد في العاصمة الموريتانية انواكشوط ولأول مرة في تاريخها القمة العربية وسط تغيب غير مسبوق للرؤساء والملوك العرب وتمثيل يعد الأدني خلال سبعين عاما تاريخ نشأة الجامعة العربية 1946 .

لا أحد من المثقفين في الوطن العربي يعول علي قمة ظهرت بهذه الصورة الباهتة في ان تساهم من قريب ولا بعيد في حل المشاكل والأزمات التي تحاصر البلاد العربية من محيطها إلي خليجها كما لا يتوقع أيضا ، ان يساهم البيان الختامي لقمة هذا حالها سوي في زيادة نزيف الجرح العربي !.

وبدل أن يشكل خطر الإرهاب العابر للحدود دافعا لوحدة الموقف، فإن الاصطفافات الحادة ستبقى هي السمة الغالبة للقمة المغلوبة على أمرها، بل إنَّ الأخطر هو أنَّ هناك أنظمة عربية تتبادل الاتهامات بدعم المجموعات الإرهابية وتوظيفها في الصراعات الإقليمية.

ووسط المخاطر الداهمة، تزدحم قمة نواكشوط بالمفارقات:

لا حجم الحضور المتوقع للرؤساء والملوك هو على قدر التحديات المصيرية، بعدما قرر أغلبهم أن يغيب لانتفاء “الحوافز”، ولا معظم الدول المشاركة مؤهلة لإطلاق مبادرات أو صناعة مفاجآت بفعل استغراقها في أزماتها التي يكاد يكون بعضها وجوديا، ولا العلاقات سوية وطبيعية بالحد الأدنى بين الأشقاء المفترضين بل أحقاد وصراعات ومحاور ورهانات مزقت روابط التاريخ والجغرافيا، ولا طريقة المقاربة للقضايا الخلافية تشجع على حد أدنى من التفاؤل في ظل تعدد “الأجندات” والولاءات، ولا الأطراف الناظمة في العادة للتسويات قادرة على إعادة إنتاج الدور القديم مع تراجع موقعها وتقدم أطراف خليجية، خصوصا السعودية، الى واجهة التأثير في محاولة لوراثة عواصم إقليمية كانت تشكل في السابق عَصَب القمم ونقاط ارتكازها.

وليس خافيا أن أزمة سوريا وتداعياتها ستكون الأشد تأثيرا والأقوى حضورا برغم غياب النظام والمعارضة عن القمة.

وتجدر الإشارة الى أن موريتانيا تستمر في المحافظة على علاقة جيدة مع دمشق، ولا يزال التمثيل القنصلي قائما في السفارة السورية

أحد أهم الاختبارات الصعبة المتوقع ان تواجه هذه القمة الكيفية التي سوف تتم بها المواجهة مع الوفد اللبناني إلي القمة العربية، خصوصا في موضوع الموقف من ” حزب الله”، وسط محاولة ابتزاز مكشوفة تتعرض لها الدولة اللبنانية، إذ إن بعض دول الخليج تحفظت على بند “التضامن مع لبنان” الذي صاغه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم السبت الماضي، من ضمن مشروع البيان الختامي للقمة و “إعلان نواكشوط”، وذلك ردا على تحفظ بيروت على وسم “حزب الله”بالإرهاب وفق ما ورد في مشروع البيان في سياق الفقرة التي تدين “التدخل الإيراني

تبدأ القمة أعمالها عند الحادية عشرة قبل الظهر بجلسة افتتاحية علنية، تليها الجلسة الأولى وهي علنية أيضا، تتخللها كلمات الوفود وكلمة سلام ظهرا، ثم تعقد جلسة عمل مقفلة، تليها جلسة عمل ثالثة مغلقة والجلسة الختامية، ثم يُعقَد مؤتمر صحافي في السادسة مساء بتوقيت نواكشوط (9 بتوقيت بيروت) حيث سيصدر إعلان نواكشوط.

وتناقش القمة العربية 16 بندا على جدول الأعمال، بينها: قضية فلسطين، العلاقات بين الدول العربية والعلاقات مع دول الجوار لا سيما إيران في ظل الخلاف حول الجزر المتنازع عليها مع الإمارات، الأوضاع في اليمن والعراق (انتهاك الجيش التركي لسيادة الأراضي العراقية) وسوريا وليبيا والصومال ودارفور في السودان.

وفي المجال الأمني تناقش القمة محاربة الإرهاب والتجارب المستقاة من أجل تجفيف منابعه.

وستتم مناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية، ومقترحات بدمج القمة العادية بالقمة الاقتصادية لاستحداث آليات عمل جديدة لمواكبة التطورات والمتغيرات الاقتصادية.

وسيصدر عن القمة إعلانُ نواكشوط، وهو إعلان سياسي – اقتصادي – اجتماعي.

وزراء الخارجية

وكان وزراء الخارجية العرب قد تعهدوا أمس الأول بـ «هزم الإرهاب»، وذلك خلال مشاركتهم في الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية، داعين إلى «حل نهائي» للقضية الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: “يجب هزم الإرهاب، هذه أولوية”، فيما دعا نظيره الموريتاني الدول العربية “الى تنسيق أكبر مع الدول الأفريقية لتحقيق هذا الهدف”.

وجاء في البيان الصادر عن المجتمعين أن الوزراء أكدوا دعمهم “لكل المبادرات التي يمكن أن تساعد على إنهاء الأزمات في العالم العربي، خصوصاً الأزمات السورية والليبية واليمنية”، مرحبين بالمبادرتَين الفرنسية والمصرية للمساعدة في إحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة.

وقال موفد باريس الخاص المكلف متابعة المبادرة الفرنسية لإعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية بيار فيمون من العاصمة الموريتانية، إن المبادرة الفرنسية “مكملة” للمبادرة المصرية وقد تلقت “دعما قويا من الوزراء العرب في نواكشوط” .

وأشار الى أن إسرائيل لا تظهر تجاوباً مع هذه المبادرة.

إعداد المقال جري بترتيب خاص إعتمادا علي مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية عدد اليوم الإثنين 25 يوليو

مواضيع مشابهة

تعليق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button