الغبون تحبس أنفاسها وعاصمة البلاد تتحول آلي مدينة أشباح
أنباء انفو -انتقد مراقبو الاتحاد الأوروبي في الانتخابات الرئاسية الغابونية بشدة “غياب الشفافية” في العملية الانتخابية، عشية إعلان النتائج الرسمية، بينما دعا المعارض جان بينغ الشعب إلى “الدفاع بكل الوسائل عن “فوزه” الذي كان أعلنه.
وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي النائبة الأوروبية البلغارية ماريا غابرييل أمام صحافيين في ليبرفيل: “أهنئ الناخبين الغابونيين الذين عبروا عن إرادتهم الديموقراطية في عملية افتقرت مجرياتها الى الشفافية”.
وقال المراقبون الأوروبيون ان “البعثة تأسف لغياب الشفافية في هيئات إدارة الانتخابات وفشلها في تزويد الأطراف المعنية بالمعلومات الضرورية، مثل قائمة انتخابية وقائمة مراكز الاقتراع”. من جهة اخرى، أشارت بعثة الاتحاد إلى عدم التوازن في تغطية وسائل الإعلام الوطنية لصالح الرئيس المنتهية ولايته.
وبعدما أعلن الأحد أنه “انتُخب”، أكد اليوم بينغ (73 عاما)، وهو خلاسي صيني-غابوني تولى حقائب وزارية عدة ابان حكم الرئيس السابق عمر بونغو، وترأس سابقا مفوضية الاتحاد الافريقي، أن الشعب “سيدافع عن فوزه بكل الوسائل”.
وقال إن “الشعب الغابوني الذي احتشد في شكل كبير (…)، والذي أوصلني إلى سدة رئاسة البلاد لن يقبل لانتصاره أن يسلب”. واكد أن الشعب “سيدافع بكل الوسائل عن الانتصار الذي تسعى الصقور المدنية والعسكرية إلى سلبه”.
وتساهم هذه التصريحات في تغذية مناخ الخوف من العنف بين السكان بعد إعلان النتائج، رغم أن العاصمة استعادت اليوم نشاطها المعتاد، بعد يومين بدت فيهما ليبرفيل أشبه بمدينة اشباح، مع التزام السكان منازلهم.
ولم تكن اي تدابير كبيرة لقوات الامن مرئية في المدينة. لكن الجميع يحبسون انفاسهم قبل الثلاثاء، اليوم الحاسم، بحيث يرتقب ان يعلن وزير الداخلية باكوم موبيليه-بوبييا النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي جرت في دورة واحدة السبت، اعتبارا من الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (16,00 ت. غ).
وعبر اناتول عن قلقه، وقد جاء الى مخزن صغير لشراء بعض المؤن “تحسبا لاي طارىء”. وهو يخشى، على غرار عدد كبير من مواطنيه، ان تندلع اضطرابات فور الاعلان عن النتائج، مثلما حدث اثناء الانتخابات السابقة العام 2009 بعد وفاة عمر بونغو الذي قاد طيلة 41 عاما هذا البلد الصغير الغني بالنفط، والذي يعد 1,8 مليون نسمة في وسط افريقيا.
وكانت المعارضة احتجت على فوز نجله علي بونغو، مما ادى الى اندلاع اعمال عنف دامية خاصة في بورت جنتيل، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث تم احراق قنصلية فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.
وقد اوصت سفارة فرنسا الاحد الرعايا الفرنسيين في الغابون “بتجنب التنقل، الا في حال الضرورة، والبقاء على اطلاع على الوضع”. وفي ظل وضع اقتصادي واجتماعي متوتر مرتبط بخفض الموارد المالية الناجمة عن تدهور اسعار النفط، يتخوف كثيرون من سيناريو مماثل لما حصل العام 2009، في الايام المقبلة.
ولفت كاتب افتتاحية صحيفة “لوماتان ايكواتوريال” الى “ان تصريحات الفريقين بالفوز بعد الاقتراع قد تفتح الطريق امام فترة مضطربة، وحتى صب الزيت على النار واشعال الوضع اذا لم يستدرك الفاعلون السياسيون والغابيون الوضع”.
وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان من جميع الغابونيين “القبول بنتيجة صناديق الاقتراع، وتسوية اي خلاف بالوسائل القانونية والدستورية المتوفرة”. ودعا “جميع الفاعلين المعنيين الى عدم التحريض او المشاركة في اعمال عنف”.
كذلك، ندد وزير الداخلية الأحد بتصريحات بينغ، معتبرا أنها “محاولة تلاعب بالعملية الديموقراطية”، مذكرا بان النتائج الرسمية التي ستعلن الثلاثاء هي الصحيحة.
وامام تسارع بينغ، لعب الرئيس ورقة الهدوء والشرعية. وقال علي بونغو أمام أنصاره الأحد: “اننا شرعيون، ونحن جمهوريون. لذلك ننتظر بهدوء ان تعلن اللجنة الانتخابية نتائج الاقتراع”. لكن المتحدث باسمه الن كلود بيلي-باي-نزي اكد مجددا ان بونغو “يحتل الطليعة مع تقدم كبير.
أ- نباء انفو – ا ف ب