مقالات

المجلس العسكري في موريتانيا يسعى لمشاركة الأحزاب في الحكومة

نواكشط (رويترز) – سعى الحكام العسكريون في موريتانيا يوم الاربعاء الى كسب دعم الأحزاب السياسية والدول المجاورة لحكومة جديدة تقود البلاد الى انتخابات رئاسية بعد انقلاب الأسبوع الماضي.

وصدت الجزائر الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي أطاح بأول زعيم منتخب ديمقراطيا في البلاد وطالبت باعادة المؤسسات الدستورية.

وأصدر “مجلس دولة أعلى” بقيادة عبد العزيز مرسوما يفوضه بتعيين حكومة لحين إجراء انتخابات والتي ستعقد “بأسرع وقت ممكن” لإبدال الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي ألقي القبض عليه.

وفي أقوى مؤشر على التأييد حتى الآن أعلن 40 من بين 56 عضوا في مجلس الشيوخ و70 من بين 95 نائبا قبولهم للانقلاب.

وقال نائب زعيم مجلس الشيوخ محسن الحاج ان الانقلاب سيوفر “مجالا للحوار” وانه سعيد بالمرسوم.

والتقى عبد العزيز بزعيم المعارضة احمد ولد دادة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء ومن المقرر ان يلتقي بممثلين عن بعض الاحزاب الأصغر يوم الأربعاء.

ولم يعلن ولد دادة شيئا بعد اللقاء بشأن التشكيل المُرجح للحكومة الجديدة التي ستقود موريتانيا أحدث منتج للنفط بافريقيا وان كان على نطاق ضيق ومنتج متنام للحديد الخام والذهب والنحاس والمعادن الأخرى.

وخسر ولد دادة جولة الإعادة في انتخابات رئاسية جرت في يناير كانون الثاني من عام 2007 وأيَد مثله في ذلك مثل كثير من البرلمانيين الذين استقالوا من حزب عبد الله قبل يومين من الانقلاب استيلاء الجيش على السلطة.

غير ان بعض أحزاب المعارضة الصغيرة شكلت تجمعا معارضا للانقلاب وتمانع في الانضمام الى حكومة يقودها الجيش في موريتانيا.

وقال محمد ولد مولود من حزب اتحاد قوى التقدم أحد هذه الأحزاب “نحن مستعدون للتحدث الى مجلس الدولة بشأن الأزمة السياسية في البلاد لكن ليس بشأن ان نكون جزءا من الحكومة المستقبلية.”

وقال ان الخليل ولد طيب نائب رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي وهو حزب آخر مناهض للانقلاب التقى بعبد العزيز لكنه رفض أيضا عرضا بالانضمام للحكومة.

وقال شهود عيان ان عدة عشرات من النساء احتججن ضد المجلس العسكري في العاصمة نواكشط صباح يوم الأربعاء لكن قنابل الغاز المسيل للدموع فرقتهن.

وأدان الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي جميعهم الإنقلاب وطالبوا باطلاق سراح عبد الله. كما أوقفت الولايات المتحدة وفرنسا مساعدات التنمية احتجاجا.

وسارع عبد العزيز بارسال وفود الى الدول الافريقية والعربية الرئيسية في محاولة واضحة لتهدئة المخاوف الدولية.

لكن وزارة الخارجية الجزائرية قالت ان وزير الشؤون الافريقية الجزائري عبد القادر مساهل قال للمبعوث ان موريتانيا يجب ان تستعيد النظام الدستوري وكل مؤسساته.

ويأتي الموقف الجزائري ترديدا لمواقف دولتين أُخريين بشمال افريقيا هما تونس وليبيا اللتان رفضتا الانقلاب.

غير ان المغرب بدا مؤيدا بشكل غير مباشر للانقلاب عندما أرسل الملك محمد السادس كبير معاونيه وهو رئيس جهاز المخابرات الخارجية ياسين منصوري للقاء القيادة الموريتانية الجديدة في نواكشط يوم الثلاثاء.

وبالإضافة الى الوعد باجراء انتخابات تعهد عبد العزيز بشن حملة أشد على متشددي القاعدة الذين ينشطون في المنطقة. (شارك في التغطية.. هاشم سيدي سالم في نواكشط ووليام ماكلين في الجزائر والأمين الغانمي في الرباط وديديه با في دكار)

من فينسنت فيرتي

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button