أحمدو ولد عبدالله يستغيث : أنقذوا موريتانيا.. إنها تدفع نحو الهلاك
أنباء انفو – حذر الدبلوماسي الدولي من أصل موريتاني أحمد ولد عبد الله من دنو حافة الهاوية التي تدفع موريتانيا للوقوع فيها .
وقال ولد عبد الله الذي كلف مرات عديدة من طرف الأمم المتحدة بمهام في دول تشهد نزعات وعدم إستقرار ، ان ما يدور من حديث حول تغيير العلم و النشيد الوطنيين في اروقة موريتانيا السياسية ليس هو ما يحتاجه المواطن الموريتاني حاليا.
و استغرب ولد عبد الله اعطاء الاولوية لهكذا مسائل في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات أمنية.
و أردف ولد عبد الله الذي كان يتحدث في مقابلة نشرتها صحيفة “بلادي” الموريتانية باللغة الفرنسية ، إن عقلاء الموريتانيين وهم يتابعون شؤون المنطقة المغاربية و الساحل افريقي يتساءلون في دهشة “هل نحن نعيش على نفس الكوكب؟”
ودعا ولد عبد الله النخبة السياسية الى توحيد الرأي حول الاولويات الوطنية و ما يجب اصلاحه بدل التطبيل لقضايا غير مهمة تلهي الرأي العام عن المشاكل الحقيقية التي تواجهها البلاد ولا تؤدي إلا لتفرقة المواطنين الموريتانيين.
ولد عبد الله حذر من المساس بالعلم الوطني و النشيد الوطني بوصفهما من ركائز هوية البلد و محاولة تغييرهما امر لا طائلة منه، بل و قد يجر البلاد الى متاهات لا تحمد عقباها.
و قد ضرب ولد عبد الله المثل بالعقيد القذافي و الماريشال موبوتو اللذان لم تبقى الأعلام التي استحدثوها صامدة بعد خروجهما من سدة الحكم.
وعاد ولد عبد الله وحذر ولد عبد العزيز من القيام بذلك التعديل.
وتابع ولد عبد الله حديثه بذكر قصة عن إعلان أحد المسؤوليين الساميين الموريتانيين قبل سنتين، وبكل اعتزاز، لأحد المسؤولين الخليجيين أن “ولد” ستختفي من وثائق الثبوتية في موريتانيا، فأجابه محاوره أن دولته لا يمكنها حذف “آل” من الأسماء باعتبارها جزءا من التراث، و وجه اليه السؤال بلغة صارمة: “ما الذي سيبقى لكم إذا؟”
وقد علق ولد عبد الله على هذه القصة بان ثوابت الهوية الوطنية الموريتانية لا يجب التنازل عنها او محاولة تغييرها، فذلك لا يجر معه إلا مشاكل لا طائلة منها. كذلك اضاف أن هذه الدعوات و الاقتراحات لتغيير كل شيئ لا يفيد موريتانيا في اي شيئ عدا طمس الهوية الموريتانية المتجذرة في التاريخ.
كذلك تطرق ولد عبد الله الى ما يدور من نقاش حول كيفية اعادة البلاد الى الجادة الصحيحة، و قد اوصى في هذا الصدد بضرورة توحيد الرأي في اوساط النخبة السياسية و عدم إيلاء كل الاهتمام بمن سيكون على كرسي السلطة و من سيخلفه، فليس هذا ما ينقص موريتانيا حاليا. و بهذا الخصوص، فما يجب التركيز عليه كأولوية هي الملفات و المشاريع الكبرى كملف قرض SNIM لمطار نواكشوط و مشروع Poly Hondone المتعلق بالصيد البحري.
و اعتبر ولد عبد الله أن الحراك السياسي الموريتاني في حاجة ماسة الى حوار وطني جاد لمواجهة المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و الاقتصادية، و من جهة اخرى انشاء مجلس امن وطني لمنع خوصصة المصالح الأساسية للدولة.
أجاب ولد عبد الله ايضا عن السؤال حول كيفية تجنيب البلاد تدهور اكثر للأوضاع الداخلية بضرورة الابتعاد عن الممارسات السياسية المؤدية لإحداث الانقلابات المتكررة، و بدلا عن ذلك احداث تعديلات هيكلية لتقوية اجهز الحكم بما يضمن السلام للموريتانيين.
و قد اعطى امثلة عدة عن دول تمزقها الآن الصراعات الداخلية و هي التي كانت تنعم بالاستقرار فيما مضى، كالصومال و يوغوزلافيا و السودان.
ثم استطرد منبها بضرورة منع الخطابات السياسية التي تدعو الى الطائفية العرقية او الدينية و التفرقة الاجتماعية و التي بدأت آثارها تظهر في بعض البلدان المجاورة.
و هذا من شانه تأخير عجلة التقدم و الزج بالبلاد في دوامة صراعات داخلية خطيرة.
– ترجمة “أنباء انفو”