كتاب الأزمة وأزمة الكتابة!
عبد الله ولد بونا
هل الكتابة ترف ؟ ولماذا نكتب أصلا؟؟ وهل هناك حدود على الكاتب استحضارها كرقيب وكوازع فكري أخلاقي لا ينبغي تجاهله لحظة البوح ،، تساؤلات لا يمكن تجاهلها لدى من يحاول فك طلاسم المقال السياسي الذي احتل واجهة الأزمة الوطنية من قبل السادس آغشت ومن بعده. كم يجتاحني الأسى وانا أتصفح المقال الموريتاني المتشنج على أكثر من موقع وفي أكثر من صحيفة ،، مقالات بلغة جميلة ،لكنه جمال يغتاله ذلك المحتوى الذي يعج بثقافة الإقصاء والإلغاء التي تنتهج التجريح بكل مستوياته الدونية حتى أن القارئ يكاد يحس أنفاس الكاتب الساخنة بل يخشى أن يمسك بتلابيبه قافزا من لظى جمله النارية! كتاب “الأزمة” في أزمة كتابتهم يتلاشى المشترك بينهم ،مشترك كان يفترض أن يكون الدافع للكتابة أصلا،إنه الوطن بمواجعه ،ذلك الوطن الذي تلاشى خلف غمامة الحبر الناري المتخندقة في أفق العصبية التي تنزل احيانا لدرك الشخصنة ! والكاتب كصاحب رسالة هو من يسبر أغوار المستقبل بوعي ليمهد للسياسي درب آمنا يمكنه من دفع المشروع الوطني قدما لا أن تكون الكتابة وقودا قذرا للفتنة . والطريف في الأمر انه في الوقت الذي يتجه الساسة لطاولة الصلح يتمسك كتاب الأزمة بخطوط إطلاق النار ويزيدون من وابل “قذائفهم” المحرمة حسب شرائع الكتابة وشرائع الوطنية!! فهل أزمة الكتابة هي مرآة لواقعنا الفكري المأساوي أم انها هي جوهر الأزمة، فكل هذا التنابز الغاضب يشي بانهيار قيمي لا بد من تدراكه كخطوة اولى على سبيل بناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد والمصير الواحد. أمتعض كثيرا لما أقرأ لكاتب كبير كالسيد حنفي او الكاتب القدير سيدي عال أو للسيد ولد اعثيمين أو الكاتب والشاعر المفلق احمد أبوالمعالي ،ليس لأني أختلف مع بعضهم أو بعض طرحهم،فالاختلاف في الرأي ظاهرة صحية ، بل لأنهم كثلة من كتاب الأزمة يستطيعون تقديم أفضل واهم من ما يقدمونه ظرفيا تحت سقف أزمة أشعل الساسة والعسكر اوارها لنلعب نحن الكتاب دور الفراش المتهاوي فيها !! أبحث في ثنايا المقالات عن رؤية وطنية فلا أجدها ! فالمقالات غاضبة وانفعالية لحد العبثية،وهي بالتالي لا تمثل ذروة عطاء الكاتب ، وأنا شخصيا لا أعتبرها موقفا سياسيا يؤمن به الكاتب وإنما حالة نفسية عابرة لا بد أن يتم تجاوزها. الكتابة موهبة يعززها الوعي واستشعار المسؤولية ،والكاتب –حسب اعتقادي- أرفع مرتبة من السياسي والعسكري وليس قدره أن يكون تابعا فهو بقلمه يمارس القيادة دون حواجز . ولو أدرك السادة كتاب الأزمة ذلك لكان المشهد غير ذلك،، وأعتقد أنه على الكتاب الموريتانيين المبادرة بوضع خارطة طريق من ضمنها ميثاق شرف وطني يعيد اللحمة بينهم كجبهة وطنية خالصة تستطيع ممارسة التصحيح والتغيير أكثر من الساسة والعسكر ولا ترتبط معهم إلا عبر برنامج وطني جاد لا مكانة فيه لرفع لواء شخص لذاته. وعلى الكتاب وعي أن ساستنا وعسكرنا رغم تاريخ الخصومات لديهم مشترك ثابت يدفعهم للتصالح في كل مرة يوهمننا بالوصول لحافة الصدام، فلماذا نكون ملكيين أكثر من الملك. ولد عبد العزيز وولد داداه وسيدي ومسعود ،ووووووو ليسوا إلا أسماء في لائحة طويلة من الذين تولوا باسمنا إدارة شراع سفينة الوطن في موج لجي لا نكاد نبين فيه شاطئ الأمان،، مالذي سيفاضلهم؟؟ إنه ماسنراه على واقع الوطن لا ماتزدحم به المقالات وجبال الوعود السراب. ويبقى الأهم هو خروج الكتاب جميعا من بوتقة الثأر والعار ،عار يجلل أقلامنا وهي تنفخ في جمر البغضاء والكراهية. إن السادة الكتاب مدعوون لوقف إطلاق نار غير مشروط يقود لمؤتمر للكتاب يحضره السيد حنفي ولد دهاه والسيد ولد اعثيمين والسيد ولد بلعمش وولد أبو المعالي وكل من يمارس فن الاحتراق الذاتي وسأكون سعيدا بالحضور كتلميذ يتعلم من كل تلك القمم فن سبك الجمل المجنحة لإطلاقها حمائم سلام ومحبة ومودة في سماء الوطن الملبدة بالحبري الناري البغيض،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ولم أرى من عيوب الناس عيبا،،،، كنقص القادرين على التمام، والدعوة عامة