مقالات

و من يهن يسهل الهوان عليه / محمد سالم ولد الشيخ – الإمارات

تابعت من خلال التلفزيون الوطني الموريتاني و بعض مواقع الانترتيت الزيارة التي قام بها العقيد القذافي رئيس الجماهيرية العظمى , و الرئيس الدوري للإتحاد الافريقي و التي تلت الرحلات التي قام بها الرئيس ولد عبد العزيز و كذلك زعيم المعارضة الموريتانية و وفد من الجبهة الديمقراطية و الشيء الذي أذهلني كثيرا هو أن أطراف الأزمة السياسية في موريتانيا لم يستطيعوا حل هذه الأزمة داخليا فصدروها للخارج لأول مرة في تاريخنا الحديث فساستنا قبلهم و رغم جميع الظروف التي مروا بها لم يقبلوا أبدا التدخل الخارجي في أمورنا الداخلية مهما كانت طبيعتها أحرى التدخل من طرف القذافي الذي نعرف جميعا تاريخه الحافل في التدخل في البلدان الإفريقية , و نعرف أنه لم يجلب لها سوى الخراب و الحروب الأهلية و عدم الاستقرار , و محاولاته للإطاحة بالنظم التي كان يعتبرها عميلة و موالية للغرب قبل توبته الشهيرة .
جاء القذافي إلى موريتانيا في مهمة مزدوجة : الجانب الديني منها و هو الأهم بالنسبة له هو إمامة الموريتانيين بعد أن لم يحالفه الحظ في المرة الفائتة في ( تفيريت ) , و بعد أن تفقه في الدين أكثر و درس شروط الإمامة , و بعد أن صار الموريتانيون لا يهتمون كثيرا بالإمامة و لا بالإمام . أما الجانب السياسي منها فيتعلق بمحاولة الوساطة بين أطراف الأزمة السياسية و بعد أن بارك الغرب سعيه و كذلك الأفارقة و بعد إشارات من جميع الأطراف بالسعي إلى إنجاح هذه المحاولة و لكن سيادة العقيد لم يبلور مبادرة يقدمها للأطراف لأنه لم ينظر إلى المسألة بجدية و لأن صلب المشكل هو الديمقراطية و هو لا يؤمن بها بل و سخر كثيرا من الديمقراطية الموريتانية طيلة السنوات الماضية و لأنه كذلك كان منشغلا بوضع اللمسات الأخيرة على إقامة الدولة الفاطمية الجديدة و التي ستكون نواتها الأولى الملوك الأفارقة .
أما ما خفى و هو الأهم هو أن الليبيين صالوا و جالوا في موريتانيا طولا و عرضا و ترك لهم زمام الأمور يوزعون فلوسهم و ينظمون القبائل و المجموعات القبلية للاجتماع الذي قامت به القبائل العربية باعثين فكرة طالما حاربتها دولتنا و مجتمعنا , و مقيمين تحالفات وثيقة و مفضوحة مع كثير من القبائل و الشخصيات و كأن الدولة لم تعد موجودة ولم يعد للأمر من يهتم به .هذا بالإضافة إلى الحضور الأمني الشديد الذي اختفى معه أمننا , بل إن الجيش الليبي كان حاضرا في بعض المواقع التي زارها العقيد و كأن القذافي قام بانقلاب على ولد عبد العزيز و استلم تسيير الأمور مدة زيارته لموريتانيا .
أما ديمقراطيونا و ساستنا فإنهم و رغم قناعتهم بأن العقيد لا يمكنه أن يحل المسألة لأنه لم يقدم لهم تصورا لمبادرة لحلحلة الأزمة , و رغم ذلك طبلوا مع المطبلين و زغردوا مع من زغرد , و إن كان بعضهم يدفع ثمنا قد استلمه منذو سنوات , إلا أنه لم نجد منهم من يرجع الآخر إلى رشده بعد طول غي و استهتار بقيمنا و مبادئنا حتى وصل به الأمر إلى السخرية من رؤساء سابقون و أمام الجميع عمد إلى الاستهتار بالشعب كله حيث اكتفى بمن حضر عن الشعب كله مقررا أن الجميع يريد انتخابات في 6-6 , و مزورا إرادة شعب آخر كما جرت به العادة .
ما عليه الأمر أن موريتاينا تعيش أزمة شديدة تحتاج إلى تضافر جهود الجميع , و تغليبهم لمصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية الضيقة , و خصوصا هذه المرة لأن الوضع خطر جدا و يبدو أن الجميع غير منتبه لذلك , نطالب سياسيينا أن يترفقوا بنا مرة واحدة , الشيء الذي لم نطالبهم به قط , فقد قبلنا منهم جميع ما قاموا به و لم نحاسبهم قط وواصلنا احترامهم و الثقة فيهم مدخرينهم لهذا اليوم الأصفر . فعليهم أن يوحدوا جهودهم لإخراجنا من هذه الأزمة و أن يكون الحل موريتانيا صرفا و ليس حلا يقدمه القذافي او غيره لأن فاقد الشيء لا يعطيه .
محمد سالم ولد الشيخ .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button