مقالات

هل من مدكر ؟ بقلم / الكوري السالم ولد المختار الحاج

من حق كل مواطن موريتاني مخلص يريد لبلده الأمن والاستقرار أن يشعر بالأسي والحزن العميق إلي ما آلت إليه أوضاع وطنه من تمزق وانفلات، ومن حقه كذلك أن يشعر بالأسي والحزن لتبلد الحس الوطني، وحالة اللاشعور التي يعيشها الكثيرون إزاء مشاكل وأزمات بلدهم القاتلة، ففي الوقت الذي تنتشر فيه الجريمة إلي حد مروع، وتستشري الأزمة الإقتصادية الخانقة، ويبلغ الانسداد السياسي والتأزم مداه، يخرج علينا من يقول إن البلاد بخير وتمر بأزهي عصورها الذهبية دون تريث واستحياء إذا لم تستح فاصنع ما شئت تذكرت بيتا للشيخ حمدن ولد التاه يتمني فيه علي عاهرة الارعواء حيث يقول :
ليت هذي الفتاة كانت تراعي حرمة الشرع أوشعور الناس
وتأسيا بالشيخ في هذا الموقف تمنيت أن يراعي رموز التزلف والنفاق السياسي في بلدي ومن يظاهرهم ويصنعهم حرمة الشرع أو شعور الناسويكفوا عن عهرهم وأستغفر الله من هذا الرفث، وأن يعودوا إلي رشدهم ويسعوا بصدق وإخلاص لانتشال هذا البلد من براثن التمزق ويحرروه من مختطفيه الذين لم يرقبوا فيه ولا في ساكنيه إلا ولا ذمة، وحينها لن يتنكر الوطن لأبنائه ولو أفرطوا في التجني عليه، لقد أصبح الوطن مفتوحا علي مصراعيه أمام التدخلات الأجنبية، والحسابات الخارجية دون أن يحرك ذالك فينا أي ساكن، فحينما جاء العقيد الليبي للوطن بحراسه وخيامه وجيشه وحشمه ونصب نفسه إماما ومرشدا ومنظرا وقائدا واحتل البلد ثلاثة أيام سخر فيها من قيمه وتاريخه ونمط تفكير أبنائه وسط تصفيق رموز التزلف والنفاق السياسي الذين أخذوا عهودا علي أنفسهم ألا يدخروا جهدا في سبيل تخريب هذا الوطن، حينما آثروا الطريق السهل وهو التزلف والنفاق لمن يعتلي الكرسي أيا كان وكيفما كان، علي الصدق وقول الحق ولو كان مكلفا.
وبعد العقيد وقبله تدخلت السفارات في شؤوننا دون أن نسمع أدني ردة فعل، واليوم يبدأ تدخل “شركة توتال الفرنسية” وبعض مهربي وسماسرة الأسلحة، ورئيس السينغال الذي لم يتورع لحظة عن التدخل في شؤوننا الداخلية، وبرر وساهم في ما يحاك للبلد من مؤامرات بعد كل ذلك هاهو يدخل علي خط التدخلات الأجنبية تحت يافطة الوساطة، لقد هزل الوطن حتى بدا من هزاله…
أختم هذه الكلمة بدعوة مخلصة لكل الموريتانيين بالوقوف لحظة تأمل رغم الضجيج والضجيج المضاد، وكيل الشتائم المتبادل، وبث الأراجيف ورغم الألم والجراح، والابتزاز والقهر السياسي والسجن التعسفي، رغم كل ذالك أدعو للتفكير مليا في سبيل لإخراج الوطن من ورطة أدخله فيها بنوه ويوشك أن ينفرط العقد وتنفلت الأزمة، ولن يسعد بذالك المتزلفون كما لن يسعد به المناوئون فهل من مدكر ؟

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button