مقالات

رسالة إلى باراك حسين أوباما/باباه سيدي عبد الله /bsabdalla@yahoo.fr

يشاء القَـدَر أن نكون (أنا وأنت وحركة التصحيح في موريتانيا) من مواليد برج الأسد، وأن نرى النور في ثلاثة أيام متتالية…
فأنت ولدتَ في 4 أغسطس 1961…. وأنا وُلدتُ في 5 أغسطس 1969… ووُلدتْ حركةُ التصحيح في 6 أغسطس 2008.
أنا وأنت وحركة التصحيح، إذا، يجمعنا برج الأسد بمشاهير آخرين ( ولستُ أنا من المشاهير طبعا): الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، القائد الإيطالي موسوليني، الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، الإمبراطور الأثيوبي هيلا سيلاسي، الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، و لويس الرابع عشر، الذي حكم فرنسا لأكثر من اثنتين وسبعين سنة.

أعرف أنك تعلم أن مولود الأسد صاحب إرادة قوية، وشخصية مميزة، وعنفوان كبير، وأنه يطمح إلى الأفضل مهما علا شأنه.، وأنه شجاع، قريب من القلب، محبوب من الناس، حضوره جذاب يستقطب القلوب بسهولة ويفرض احترامه أينما وجد، وأنه واسع الخيال، سريع البديهة وصاحب نكتة، وفي الوقت نفسه، يهب ثقته بسهولة مما يوقعه في مشاكل ومتاهات الثرثرة…

وكل هذه الأوصاف تنطبق عليك – يا سيادة الرئيس-لكن آخرَها هو بيتُ قصيدِ رسالتي إليك.
فلقد منحتَ ثقتك –بسهولة-لرجلين يقومان، باسم سفارة بلدك في عاصمة بلادي، بــ ( أعمال) تخريبية مكشوفة، يتحديان بها كافة الأعراف الدبلوماسية، ويتطاولان على شعب علمته آفاق الصحراء اللامتناهية أن الحرية والوطن ليسا للبيع، وأن هامات أحفاد المرابطين لا تركع إلا للعلي القدير.

وأنا واثق -يا سيادة الرئيس-من أنك تشاطرني الرأي بأن التحريض على الشغب، والسعي إلى بث الشقاق ، و تشجيع العصيان المدني، واستنبات “صحوات” في موريتانيا، لا يمكن لأوسع المؤولين خيالا إدراجُها تحت أي من فقرات المادة السابقة.

فلو كان سفير الرئيس بوش ، غير المأسوف عليه، والقائم بــــ(الأعمال) قد تعرفا، بكل الوسائل المشروعة، على ظروف وتطور الأحداث في موريتانيا، وعملا لحكومتكم تقارير متجردة وموضوعية وغير منحازة إلا للحقيقة وواقع الحال، لكان موقف البيت الأبيض ووزارة الخارجية غيرَ ما هو عليه اليوم، أو ما يريد له الرجلان من التطرف والتدخل السافر في الشأن الداخلي الموريتاني.

لقد استبشر الموريتانيون خيرا بانتخاب مواطن أمريكي من أسرة كان فيها مَن يلبي نداء (الله أكبر) خمس مرات في اليوم، أسرة ذاقت ويلات التفرقة العنصرية والتهميش والفقر والجوع في القارة السمراء.
لقد خرج الموريتانيون – يا سيادة الرئيس- إلى شوارع انواكشوط في مسيرات عفوية يوم انتخابك رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ولو كانت جدتك ( مادلين دانهام) على قيد الحياة يومها لما بلغ منها الفرح ما بلغ بسيدات موريتانيات في عمرها،وهن يأخذن علما بفوزك.

أتدري- يا سيادة الرئيس – ما السبب؟

إن أهم سبب هو أن لك جدا مسلما، وأن لك أصولا إفريقية… وأنك – وهذا ليس أقل أهمية- تخلف رئيسا لا يحبه منا أحد.

أتدري – يا سيادة الرئيس- كيف تحافظ على مخزون المحبة هذه؟ وكيف تخدم العلاقات الموريتانية- الأمريكية؟

أنت أدرى… وإن كان لي من مشورة، فهي أن تباشر باستبدال سفير الرئيس غير المأسوف عليه..والقائم بـــ(الأعمال).

أما الرجل الأول، وهو عندك في واشنطن منذ مدة، فهو السفير (مارك بولوير) الذي عينه سلفك –غير المأسوف عليه- جورج بوش.
وأما الرجل الثاني، وقد شكل امتدادا محليا لحرب الرجل الأول من واشنطن عبر المؤتمرات الصحفية عن بُعد، فهو (دنيس هانكس)، القائم بــ(الأعمال) في سفارتكم بانواكشوط.

لقد عبر سفيرك، الذي يشن حربا على موريتانيا بالوكالة ، وهو يحل بانواكشوط لأول مرة، عن سعادته بأنه ( سيستغل هذه الفرصة الطيبة ليعيش تجربة أرض و شعب شكلا علي مر الأجيال وصلا بين إفريقيا جنوب الصحراء و عالم حوض البحر الأبيض المتوسط و حتى بقاع أخري من العالم)، وعن أمله الكبير في أن (يخدم مواطنيه هنا و يكسب كذلك احترام و ود الشعب الموريتاني).

ويؤسفني أن أبلغك –يا سيادة الرئيس-أن سفيرك-أو سفير الرئيس بوش غير المأسوف عليه-و، من بعده القائم بــ(أعمال) سفارتك، قد فشلا في استغلال الفرصة الطيبة، كما فشلا في كسب احترام وود الشعب الموريتاني.

إلا أنهما نجحا-بامتياز- في خرق اتفاقية (فـــيَـنَّا) للعلاقات الدبلوماسية، الموقعة في الثامن عشر إبريل سنة 1961 في العاصمة النمساوية، والتي تنص مادتها الثالثة على أن ( أعمال البعثة الدبلوماسية تشمل ما يأتي:
أ-تمثيل الدولة المعتمِدة لدى الدولة المعتمَد لديها.
ب- حماية مصالح الدولة المعتمِدة وكذلك مصالح رعاياها لدى الدولة المعتمَد لديها في الحدود المقررة في القانون الدولي.
جـ- التفاوض مع حكومة الدولة المعتمَد لديها.
د- التعرف بكل الوسائل المشروعة على ظروف وتطور الأحداث في الدولة المعتمَد لديها وعمل التقارير عن ذلك لحكومة الدول المعتمِدة.
هـ- تهيئة علاقات الصداقة وتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة المعتمِدة والدولة المعتمَد لديها)…

إنك بذلك تلملم ما انفرط من عقد محبة شعب يحترمك ويحترم الشعب الأمريكي، لكنه لا يساوم على سيادته.

باباه سيدي عبد الله- مواطن موريتاني.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button