رئيس المفوضية الأفريقية نهاية يوم من العمل السياسي الصعب فى موريتانيا وبينج متفائل
حث جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي زعيم الانقلاب العسكري في موريتانيا يوم الاثنين على إعادة الديمقراطية إلى البلاد في الوقت الذي يسعى القادة العسكريون الجدد جاهدين لتشكيل حكومة بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من استيلائهم على السلطة.
واجرى بينج محادثات في نواكشوط مع الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد قوات الحرس الجمهوري الذي اطاح بالرئيس سيدي محمد ولد شيخ عبد الله في انقلاب السادس من اغسطس اب.
وشرح بينج لولد عبد العزيز قرار الاتحاد الافريقي تعليق عضوية موريتانيا بعد الانقلاب.
وقال بينج – وهو وزير خارجية سابق للجابون واحتل منصبه الحالي في فبراير شباط – متحدثا للصحفيين عقب اجتماعه مع ولد عبد العزيز “تعلمون ان الاتحاد الافريقي يدين فورا اي تعطيل للنظام الديمقراطي في كل مرة يحدث فيها ذلك.”
وذكر انه سيسعى ايضا للاجتماع مع انصار الانقلاب ومعارضيه بما في ذلك الرئيس المخلوع عبد الله المحتجز منذ الاستيلاء على السلطة.
واضاف بينج انه متفائل بخصوص امكان التوصل الى حلول للازمة السياسية الناتجة عن الانقلاب الذي عارضته بعض الاحتجاجات الشعبية رغم تأييد قطاع كبير من المؤسسة السياسية في موريتانيا له.
وقال بينج رافضا الاداء بمزيد من التفاصيل “نأمل في ان نستطيع العثور على وجه السرعة على مخرج من الازمة وهذا سبب وجودنا هنا.”
واطاح انقلاب السادس من اغسطس اب بعبد الله أول رئيس للبلاد ياتي الى السلطة من خلال انتخابات حرة بعد 15 شهرا تقريبا من توليه السلطة عقب انتخابات اعتبرها المراقبون الدوليون نموذجا للديمقراطية في افريقيا.
وقال ولد عبد العزيز الذي شارك ايضا في انقلاب اطاح بالرئيس الاسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع عام 2005 ان عبد الله فشل في معالجة المشاكل الاقتصادية التي تعتصر الموريتانيين وأغلبهم فقراء.
ومنذ العام الماضي ادى الارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية والوقود الى احتجاجات في الشوارع من حين الى اخر في موريتانيا التي اصبحت في عام 2006 احدث منتج للنفط في افريقيا كما أنها غنية بالثروة السمكية ورواسب خام الحديد والذهب.
وادانت الامم المتحدة الانقلاب الذي يواجه زعماؤه تهديدات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بقطع مساعدات قيمتها مئات الملايين من الدولارات فضلا عن 110 ملايين دولار في العام بموجب اتفاق لاستغلال المصايد مع الاتحاد الاوروبي اذا لم يعد عبد الله الى السلطة.
ورد بينج بطريقة دبلوماسية عندما سئل عن العقوبات التي قد يفرضها الاتحاد الافريقي في المستقبل اذا لم يعد الحكم الديمقراطي.
وقال للصحفيين “لا يسعى المرء للحل بمجرد التهديدات. اتفهمون هذا..”
لكنه اوضح ان الاتحاد الافريقي يريد عودة الامور الى الوضع الطبيعي في موريتانيا وهو ما عرفه بأنه “العودة الى وضع يلعب فيه الدستور دورا”.
وتعهد ولد عبد العزيز باجراء انتخابات حرة في “اقرب وقت ممكن” لكنه لم يعلن حتى الان عن جدول زمني. وقال ايضا انه قد يرشح نفسه لمنصب الرئيس وهو ما تعارضه بشدة الدول الغربية ومنتقدو الانقلاب في الداخل.
وظهرت يوم الاثنين بوادر على ان الخلافات حول تلك القضايا تعرقل جهود الحكام العسكريين الجدد لتشكيل حكومة جديدة تضم معارضي الرئيس المخلوع عبد الله.
وقال يعقوب ولد مون النائب البرلماني لحزب المعارضة الرئيسي اتحاد القوى الديمقراطية الذي يتزعمه السياسي المخضرم احمد ولد دادة ان الحزب لن يشارك في الحكومة ما لم يضمن زعماء الانقلاب اجراء انتخابات نزيهة لا يشاركون فيها.
وكان ولد دادة الذي خسر انتخابات العام الماضي أمام عبد الله من بين اوائل السياسيين الذين اجتمعوا مع ولد عبد العزيز بعد الانقلاب وقال نواب من حزبه انذاك ان الحزب في سبيله الى شغل عدة وزارات في الحكومة.(رويترز)