التصريحات الأخيرة ضد موريتانيا حولت صاحبها إلي‘‘پاپا نويل‘‘
أنباء انفو- تحت عنوان قريب من هذا … كتب الكاتب المغربي عادل السعداني .. ونحن على مشارف توديع سنة 2016 واستقبال سنة جديدة، وككل سنة تعرف سوق الهدايا رواجاً منقطع النظير بسبب تبادلها الواسع بين العشاق والأحباب و الأصدقاء بمناسبة حلول العام الجديد.
في هذا الإطار يمكن أن نفهم تصريحات الأمين العام لحزب الإستقلال حميد شباط الأخيرة والتي كانت هدية على طبق من ذهب لصالح خصوم وحدتنا الترابية ،من خلال استغلال عدة منابر إعلامية تعادي وحدة أراضي دولة المغرب في الجارة الجزائر واعتبارها تصريحات رسمية صادرة عن مقرب من العرش :فلقد عنونت بوابة الشروق في مقالها حول هدية شباط “حزب سفير الرباط بالجزائر لا يعترف بحدود الجزائر وموريتانيا “. وخلصت إلى أن شباط يعد من المقربين من القصر وأن تصريحاته تكشف عن نوايا المغرب الإستعمارية من خلال تصريحات امين العام لحزب الإستقلال على أن دولة المغرب تمتد إلى موريتانيا وأن تندوف وما حولها من أراضي هي ملك للمغرب.
لقد حولته تصريحاته إلى” بابا نويل” زمانه يوزع الهدايا على الخصوم قبل الأصدقاء: وهكذا تجندت الآلة الإعلامية لخصومنا كل من جهته لأخد نصيبهم من الكعكة الشباطية الهدية فمن يصطاد منهم في المياه العكرة وجه دعوة لموريتانيا من أجل الرد على المغرب وليس شباط صاحب النوايا استعمارية ،اما من يلعب دور المعارضة منهم فقد بدوا وكأنهم يتساءلون عن سر غياب موقف رسمي جزائري من التصريحات الشباطية رغم أن الجزائر معنية بتلك التصريحات.
أما دعاة العسكرة و سماسرة تجار الأسلحة فقد اعتبروها فرصة دعوا من خلالها إلى مزيد من التسليح للجزائر تأهبا لنوايا المغرب الإستعمارية بدعوى تصريحات شباط صديق القصر والأمين العام لحزب سفير الرباط بالجزائرحسب إداعئهم.
هو موقف الآلة الإعلاميةا الجزائرية الذي سرعان ما انتقل إلى الجارة الجنوبية موريتانيا والتي عبر حزبها الجمهوري الحاكم عن إذانته لهاته التصريحات ودعوة نظام بلاده إلى السماح للبوليساريو بفتح سفارتها واستقبال بعثتها الديبلوماسية بالعاصمة نواكشوط كرد فعل على تلك الإدعاءات الشباطية ،كل هذا يأتي والمغرب من خلال ملكه لازال عائدا من رحلة أفريقية للعديد من البلدان الإفريقية من أجل حشد أكبر عدد من الداعمين لعودة المغرب إلى منظمة الوحدة أفريقية .
في ظل هذا الوضع و استحضارا لأجندة المغرب الدولية خصوصا الإفريقية منهاأصدرت وزارة الخارجية بلاغا تنكرت واستنكرت فيه التصريحات الشباطية واعتبرتها لا علاقة لها بالموقف الرسمي للدولة المغربية وهو ما لم تتقبله اللجنة التنفيذية لحزب بابا نويل شباط…
واعتبرت من خلال بلاغ لها أن لا دخل لوزارة الخارجية بالموضوع فالامر يتعلق بالحزب وأمينه العام وبالتالي فبلاغ الخارجية هو ترامي على حقوق الحزب وأمينه العام في حرية التعبير .
لهاته اللجنة التنفيذية نقول : أما مللتم دفاعا عن شباطكم هذا ،رغم أن مساره مليء بالتصريحات المتناقضة المضحكة أحيانا والمبكية أحيانا أخرى ؟ كم مرة أصدرتم بلاغا للدفاع عن تصريح لشباطكم هذا رغم يقينكم بزلاته وبهفواته التي سترميكم و سترمينا يوما في جب لا نعرف خاتمته كما حال هديته الأخيرة لخصومنا هناك بالجزائر؟
أما آن الآوان لعقلاء حزبكم أن يتدخلوا ويعلنونها صراحة كفانا جهلا وتصفية حسابات شخصية يا شباط يا هذا على حساب حزب الإستقلال والقضايا المصيرية لهذا الوطن؟
والمقزز في أمر شباط هذا أن تصريحه هذا لم يأتي في إطار موقف وطني خالص مؤمن به ،بل هو كان يعلم أن تصريحه سيجلب لوطنه مشاكل هو في غنى عنها بل وتعرقل تحركات أعلى سلطة في البلاد حول القضية الوطنية ،لكن منطق تصفية الحسابات ويقينه بأن رفضه من طرف أخنوش هو بتوجيهات سامية على اعتبار العلاقة التي تجمع أخنوش بملك البلاد ،فكانت تصريحاته بمثابة رسالة إلى من يهمه امر على ما يستطيع فعله شباط بمجرد تصريح من عرقلة لخطواتكم في ملف الصحراء.
هي إذن لعبة مكشوفة يا شباط …فدع عنك الوطن وقضاياه بعيدا عن حساباتك الذاتية.