تواصل واللدغ من الجحر مرتين:/الداه يعقوب /Dah.yacoub@yahoo.fr
في السياسة لا تحالفات دائمة وكلام الليل يمحوه النهار والتمسك بالمبادئ والرؤى وتفضيل المصلحة العامة على مصلحة شخصية مجرد أوهام وأحلام عابرة, هكذا أثبت حزب تواصل ذوا الميول المحسوبة على أنها إسلامية هذه الحقائق على أرض الواقع وعلى مسرح الخريطة السياسية المتشابكة والمترابطة الخيوط.
وبعد مضي في النضال والنضال وإفشال الانقلاب العزيزي وسيمفونية ستة ستة والأجندة الأحادية التي طالما تغنى بها الجنرال عزيز, خرج تواصل على إجماع رفقائه في جبهة الدفاع عن الديمقراطية والتي ارتضت ولد أبوا الخير مرشحا موحدا لها في انتخابات 18 يوليو.
إلا أن المثالية والنهج القويم التي طالما روج لها تواصل على أنها مستمده من الشريعة الإسلامية التي يسير في طريقها وهديها,قد ارتضى تحييدها هذه المرة والسير في فلك الطموح المدفون والدفين بالوصول إلى سدة الحكم وإثبات أن تواصل على غرار ربيبه الاتحاد الوطني الذي يملك زمام الجامعة فإنه هو الآخر يمسك بأمر البلاد.
فات تواصل على ما يبدوا أنه بتسرعه وحتى وإن حاول زعماء الجبهة إظهار التماسك والوحدة رغم الانقلاب التواصلي على إجماع الجبهة ومحاولة القادة الالتفاف على الانقلاب التواصلي والتمسك بالمضي في طريق الانتخابات موحدين ومتوحدين.
إلا أن هذه الرتوش لم تخفي طبيعة الوجه الذي صارت والت إليه الجبهة بعدما أقدم عليه تواصل من نكث للعهود والمواثيق وخيانة علنية لرفقاء الأمس.
والأكثر طرافة ودعابة أن قرار تواصل بترشيح رئيسه ولد منصور ظهر على أنه حسب الإخراج المسرحي جاء بإلحاح من مناضلي الحزب الذين أبقوا على خيار ترشح جميل أو دعم خصم أمس عزيز.
التلون واختلاق الأعذار والمبررات بسلاقة ولغة عربية رصينة هو الذي برر به التواصليون قرارهم بالمشاركة في انتخابات 18 يوليو بمرشحهم دون مرشح الجبهة.
وفي بال أنصار تواصل أن شعبيتهم هي التي تقف عليها الجبهة وتصول وبانسحابهم فإن الجبهة من التحالف و إتحاد قوى التقدم والعادليين.
سيكونون جسدا بلا روح ليكتمل الإخراج المسرحي بأن أنصار تواصل الذائبين فيه قد تبرعوا بكل ما يملكونه من عقار وذهب وسيارات لدعم سي جميل , فات تواصل على ما يبدوا أن خطوته وطعنته من الظهر للجبهة قد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير , وأظهرت للرأي العام وجها آخر لتواصل المبادئ وتواصل العهود وتواصل النضال …الخ
هذا الوجه الجديد بالملامح التي سمتها الحر بائية والتلون وتعدد الوجوه والأقنعة.
صحيح أن لتواصل قاعدة شعبية تسير أين ما سار جميل بطريقة عمياء وتعطي للرجل ثقة مطلقة حتى أيام دخوله حكومة ولد الشيخ عبد الله رغم التحفظات علو وزرائها وارتباطها بإسرائيل آنذاك تلك اللدغة أتبعت بهذه اللدغة والتبريرات جاهزة دوما من تواصل.
فهم على صواب دوما والآخرين هم الخاطئون سامحهم الله وتجاوز عن طيشهم وعجلتهم وتماديهم في تخوين تواصل الذي يعرفه القاصي والداني.
الحقيقة التي يجب على تواصل أن يدركها هو أنه قد امتص نجاح الجبهة في إفشال انقلاب 6/6.
وجعل الجبهة أيضا أضحوكة أمام أنصار عزيز الذين ولهم الحق يقولون أنظروا لمدى تعطش الجبهة للحكم في سبيله يتخاذلون ويتنافرون بل ويبيعون بعضهم البعض.
لا يمكن لتواصل بعد الآن أن يدعي دوما أن الحق إلى جانبه وأنه هو الذي يتخذ من الدين نهجا يسير عليه.
فا الغدر والخروج على إجماع الجماعة ليس من الدين في شيئ وحتى وإن صدق ما يروج في الشارع من أن تواصل سيدعم عزيز في الشوط الثاني فستكون تلك الضربة الموجعة لمثالية تواصل.
بشكل جنوني هستيري أفسد تواصل تلك الصورة الجميلة التي كان الجميع محتفظا بها عن الجبهة أنها أحزاب مؤمنة با الوطن وببقائه وإبعاد العسكر عنه.
وفجأة يظهر الشقاق والبحث عن المصلحة الحزبية في طرف الجبهة (تواصل).
الذي عليه أن يتحمل استمرار البلاد في قبضة العسكر وأجندتهم بعد خروجه على إجماع قومه ولتخسأ تلك الأصوات التي تخرج منه مدعية الشرف والعزة وحفظ العهود فا الواقع قد فضحهم وبين أن تجارتهم كاسدة وبائرة لأن المصلحة الخاصة هي من تحكمهم بكل قوة وتعصب.
الداه يعقوب
Dah.yacoub@yahoo.fr