رئيسة “حواء”: اتفاق داكار جاء بسبب رسالة منا .. ونأمل من عزيز الإهتمام بداعميه (مقابلة )

لاتحلم فقط بأن تكون أول رئيسة لموريتانيا بل تجزم بأن هذا ماسيثبته المستقبل السياسي لهذا البلد ، تعتبر أن رؤية حزبها السياسية تقدس الشرعية الدستورية لكنها تقدس اكثر محاربة الفساد وموالاة الفقراء ،
تري أن رسالتها الي عبد الله واد كانت هي السبب وراء تدخله لحل الأزمة الموريتانية .

سهلة بنت أحمد زايد اول امراة موريتاينة تؤسس حزبا سياسيا في هذا البلد كان لنا معها اللقاء التالي حول مسيرة حزبها بعد إحتفاله قبل أيام “بسنتين من العطاء” .

أنباء : كيف تقدمون حزب حواء ورئيسته ؟

سهلة :حزب حواء هوالحزب الوطني للإنماء حزب تم تاسيسه للمساهمة في تجديد الطبقة السياسية في موريتانيا وضخ دماء جديدة في قيادتها من خلال أطر شابة ونسائية تحمل هم الوطن وتسعي لمصلحته العليا .
رئيسته هي سهلة بنت أحمد زايد امرأة موريتانية بدأت حياتها المهنية أستاذة في حقل التعيلم ثم زاولت مهنة الصحافة لتكون بعد ذالك أول امرأة في موريتانيا تؤسس حزبا سياسيا وثاني امرأة ترأسه في البلد .
عقد الحزب مؤتمره التأسيسي في السادس من أوت 2007 ليبدأ بذالك أنشطته التي أثبت من خلالها نفسه كحزب جديد أثبت قدرة المرأة الموريتانية علي تحمل المسؤولية .

أنباء : كنتم من الأحزاب الداعمة لسيدي ولد الشيخ عبد الله كيف تقيمون مسيرتكم معه ؟

سهلة :بالفعل دعمنا ولد الشيخ عبد الله وكنا ضمن فريق الأحزاب المشكل للأغلبية الداعمة له وحضرت شخصيا الكثير من الإجتماعات التي جرت بين قيادة الأخيرة والرئيس السابق وكنت دائما الفت إنتباهه الي اهمية تطبيق برنامجه الانتخابي الذي زكاه الشعب من أجله ، وبعد ستة أشهر تحديدا من تسلمه مأموريته أصدر حزب حواء بيانا أشار فيه الي عدم تطبيق كثير من البرنامج الانتخابي لولد الشيخ عبد الله وسلمته شخصيا نسخة منه في القصر الرئاسي الا أنني لم الحظ تجاوبا منه مما ولد لدي قناعة حول عدم إمكانية إستمراره في الحكم .

أنباء: بعد الإنقلاب مباشرة اتجهتم لجناح الجبهة المعارض لتخرجوا منه بعد عدة ايام كيف حدث ذالك وتحت أي مبررات ؟

سهلة : فور وصولنا خبر الإنقلاب سارعنا بشجبه وإدانته لأننا نعتقد بأن زمن الإنقلابات قد ولي الأمر الذي جعلنا نطالب بعودة الشرعية الدستورية و ندعوا الي الإفراج الفوري عن ولد الشخ عبد الله ورئيس وزرائه وفتح الاعلام العمومي أمام الفرقاء السياسيين ، هذا الموقف التقينا فيه مع الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية لكن لقاءنا لم يدم كثيرا بعد إكتشافي شخصيا لمطالبة قادة هذه الأخيرة بفرض الحصار علي موريتانيا خلال مسيرة اشتركنا فيها نحو ممثلية الأمم المتحدة في اليوم السابع بعد الإنقلاب ، ومنذ ذالك الوقت اتخذ الحزب موقفا ثالثا بين الطرفين تميز بالمطالبة بعودة الشرعية وورفض الدعوة للحصار ضد بلدنا حيث نظم “حواء” يوما تحت عنوان ” لا للحصار علي موريتانيا ” شمل عدة أنشطة صبت كلها في اتجاه الدعوة لإخراج موريتانيا من أزمتها ورفض أي شكل من اشكال الحصار علي هذا البلد .

أنباء:موقفكم الداعم للجنرال محمد ولد عب العزيز كيف اتخذتموه وكيف جاء ؟

سهلة :بعد شروع نظام محمد ولد عبد العزيز برفع شعار محاربة الفساد وموالاة الفقراء والإنجازات التي شاهدها الجميع علي واقع الارض خصوصا في مجال البنية التحتية ومحاربة الفقر وبعد دراسة متأنية للواقع السياسي في البلد قرر الحزب من خلال مكتبيه الوطني والتنفيذي دعم ولد عبد العزيز
،لم يكن دعنا لعزيز في البداية نتيجة لأي إتصالات أو وعود وإنما جاء عن إقتناع من قبلنا بخطابه وإنجازاته ، وبعد قرارناهذا سارع الحزب الي تنظيم حملة علي عموم التراب الوطني لحشد التاييد لحركة السادس اغشت ، وطالب بمعاقبة من يدعون الخارج لحصار هذا الشعب ، كما دعوت شخصيا السلطات الموريتانية آنذاك لطرد السفير الفرنسي لهذا السبب .

أنباء: كيف كان رد فعل إدارة ولد عبد العزيز بعد إتخاذكم لهذا الموقف ؟

سهلة : فور اعلاننا عن موقفنا جاءتنا إتصالات تهنئنا علي هذا الموقف وتشكرنا عليه من قبل قيادة المجلس الاعلي للدولة وتم دمجنا بعد ذالك من طرف الأمانة الدائمة للمجلس الأعلي للدولة في ماعرف وقتها بأطر التغيير حيث كنا الحزب الوحيد فيها .

أنباء: اول لقاء لكم مع ولد عبد العزيز متي تم وماذا قدمتم له فيه ؟

سهلة : اول لقاء لي مع محمد ولد عبد العزيز بعد السادس من أغشت كان قبيل الإنتخابات المقررة في السادس من جوان الماضي أثناء هذا اللقاء اطلعت ولد عبد العزيز علي المجهود الذي يبذله حزب “حواء” في سبيل إخراج موريتانيا من أزمتها السياسية ، حيث قدمت له جميع الرسائل التي ارسلتها الي الرئيس السينغالي عبد الله واد من أجل التدخل لحل الأزمة الموريتانية إذ تربطني بحكومته الكثير من الروابط خصوصا مع الوزيرة والنائبة السينغالية آمنتا تال ، كما أنني اثق في مقدرته علي التوسط في الأزمات الإفريقية كل هذا فضلا عن كوني معجبة بمدرسته السياسية .

أنباء: صرحتم في وقت سابق ان الرئيس السينغالي تدخل لإنهاء الأزمة بعد توصله برسالة منكم ؟

سهلة : بالفعل قام حزبنا بإرسال عدة رسائل الي الرئاسة السينغالية للطلب من الأستاذ عبد الله واد التوسط بين الفرقاء السياسيين الموريتانيين ، وقد تسلم واد هذه الرسائل وعلي ضوئها سارع في التحرك لحل الأزمة ،

وبعيد إرسال “حواء” لرسالته الي واد بعشرة أيام وصل مبعوثه الخاص وزير الخارجية تيجان كالاديو الي انواكشوط لبدء اللقاءات الممهدة لإتفاق داكار . وعند هبوطه في مطار انواكشوط اكد الرئيس السينغالي ان سعيه للوساطة بين سياسيي موريتانيا جاء بعد عدة دعوات وجهة لهم من قبل أحزاب سياسية موريتانية .

أنباء: هل أنتم راضون عن ماحصل بعد إتفاق داكار في مايخص تقاسم الوظائف الحكومية ومندوبي اللجنة المستقلة للإنتخابات ؟

سهلة : نحن ننظر لإتفاق داكار علي أنه إنجاز للأجيال جاء لإنقاذ موريتانيا من أزمة لم يكن أحد يدري الي أين ستقود هذا البلد ، وكان جميع العقلاء يخشي إن استمرت ان تؤدي الي حرب اهلية أو كارثة اقتصادية تعصف بكيان البلد .
وبالنسبة لموضوع الوظائف تعتبر مسألة الوظائف وتقاسمها مسألة ثانوية إذا تعلق الأمر بمصير موريتانيا وشعبها ومصلحة البلد العليا .

وفي هذا الصدد سبق وأن أشرت في مؤتمر صحفي سابق إلي كوننا في “حواء” لانقسم الاحزاب الي صغيرة وكبيرة، بل الي أحزاب نشطة تخدم رسالتها وخطها السياسي وأخري جامدة .

أنباء: بعد الإتفاق انضممتم الي داعمي المرشح عزيز كيف تقيمون أداءكم في حملته ومستوي تعاطي طاقمها معكم ؟

سهلة : فوربدء الحملة سارعنا الي وضع استيراتيجية لدعم مرشحنا ولد عبد العزيز وكان أول ماحرصنا عليه في الحزب الاتصال المباشر مع عزيز شخصيا ومدير حملته السيد سيدي احمد ولد الرايس ، وفي الميدان قمنا بإقامة مخيم قرب “كارفور مدريد” تميز بالتعبئة الهادفة لصالحه في الأوساط الأمية ، كما أصدرنا نشرة يومية تحت عنونا ” حواء ” كنا نسحب منها يوميا 2000 نسخة يتم توزيعها علي المستوي الوطني وتسلم من قبلي شخصيا للرئيس ولد عبد العزيز ، بالاضافة الي ذالك نظمنا حملة “باب باب ” بدعم من رجل الاعمال محمد ولد بوعماتو في أحياء الرياض والميناء ، كما انه وبعد بلوغنا أنباء حول إنسحاب 40 حزب سياسي عن حملة ولد عبد العزيز قمنا بالتنسيق معهم وخلق قناة تواصل بين قيادتهم والمرشح محمد ولد عبد العزيز الأمر الذي ادي الي إقتناعهم بالعودة لدعم مرشح التغيير البناء .
وفي الداخل لم يصل مرشحنا الي أي مدينة الا ووجد رئيسة الحزب وومثلين عنه في مقدمة مستقبليه ، كما أنه كان لجهودنا في مدينة بوتليميت الدور البارز في حصول ولد عبد العزيز علي اعلي نسبة فيها ، وهو الامر الذي عجز عنه نظام ولد الطايع علي مر حكمه .

كما ساهمنا في تنظيم مهرجان عرفات وحشد الجماهير له ، وقبيل يوم الاقتراع قام حزب ” حواء” بتوزيع أجهزة كمبيوتر علي مقرات الحملة لإرشاد المصوتين لعزيز الي أماكن تسجيلهم ورقم بطاقاتهم .
رغم كل ذالك كانت لدينا ملاحظات كثيرة علي أداء حملة المرشح ولد عبد العزيز حيث لاحظنا عليها الكثير من التقصير في الدعاية للمرشح فعلي سبيل المثال كان تعاطي الحملة الإعلامية معنا دون المستوي حيث لم تنشر لنا أي عدد من نشريتنا رغم انها كانت تسلم كل يوم لولد عبد العزيز كذالك فإن حملة النساء كانت في غياب دائم حيث لم نلتقي بمديرتها طيلة الحملة الإنتخابية ولم نلقي منها أي إهتمام يذكر .

أنباء: بعد فوزه هل التقيتم بولد عبد العزيز وماهو مستقبل الشراكة بينكم ؟

سهلة : كنت شخصيا أول شخصية سياسية تقدم التهنئة للرئيس المنتخب بعد فرز آخر مكتب . لكن منذ ذالك اليوم لم التقي بولد عبد العزيز ولا أي من طاقم حملته الانتخابية الا في حفل التنصيب الذي حضرته واشرفت علي الجانب الذي كلف حزبنا به في مايتعلق بالاعداد له ، رغم ذالك لدي قناعة راسخة بأن الأمر راجع في الأساس الي الانشغالات الكثيرة الفترة الاخيرة للرئيس وطاقمه ، وانا متأكدة من أن الرئيس لايمكن أن ينسي الدور الكبير الذي قام به الحزب قبل الحملة الانتخابية وأثنائها ودور مناضلي “حواء” المنحدرين من الطبقة الفقيرة في المجتمع في الدعاية والتأسيس لمشروع موريتانيا الجديدة .

أنباء: ماهي رسالتكم للرئيس المنتخب و مالذي تأملونه منه ؟

سهلة : رسالتنا للرئيس محمد ولد عبد العزيز تتلخص في حثه علي إعطاء الأولوية للأحزاب والمكونات السياسية الداعمة له وعلي راسها حزب “حواء” الذي يمتاز بكونه اول حزب تؤسسه امرأة وكون قاعدته الجماهيرية اكثر المعنيين بمشروع موريتانيا الجديدة ،

وبالنسبة لما نأمله منه فإننا نأمل أن يستمر في محاربة الفساد والمفسدين وأن يتجنب مافعله ولد الشيخ عبد الله من تهميش الداعمين له وتقريب معارضيه وأن يركز علي شريحتي الفقراء والشباب .