مقالات

ثقافة الخوف من الرئيس متى تنتهي؟/عبد الله ولد بونا

مقالي :عدالة “تيبة” كشف لي صورة قمئة لم تزل للأسف متجذرة في مكونات الشعب الموريتاني،صورة الخوف من الحاكم ، والضمير الجمعي الذي يختزل هموم كل مجموعة في الرهان على الموالاة الكاذبة للرئيس كضمان لحقوق المواطنة!،، اتصالات كثيرة وردتني على الهاتف ، ورسائل على البريد الألكتروني تتحدث عن ضرورة كتابة مقال اعتذر فيه عن انتقاد الرئيس عزيز حتى لا يحسب ذلك على الجهة والحاضن الاجتماعي الذي انتمي إليه،،صورة تجسد فوبيا الرئيس التي أنكهت كاهل شعبنا المغلوب على أمره.

وهي تعني لديهم أن نقيض الموالاة هو المعارضة التي بدورها تعني سلب المواطن كل حقوقه القانونية ،وربما يصل الأ مر لحرمان بلديته ومقاطعته وولايته وقبيلته من جميع “ميزات” الموالاة!!!

وأنا إذ أشكر كل من اتصل أورسل بريدا بخصوص مقال” تيبه” أجدني مضطرا لشرح الأسباب الموضوعية للمقال، فلقدكنت من كوكبة الكتاب الذين استماتوا في الدفاع عن فكرة التصحيح البناء دون طلب ثمن أو مقابل مادي من أحد ،وكنت أعتمد في قناعتي تلك على ماقدمه لي بعض أعضاء المجلس الأعلى آنذاك من شروح وافية لبرنامج التغيير الذي ينون تنفيذه منذ صبيحة 6 آغشت،،وكان بالنسبة لي نموذجيا ،خاصة ماتعلق منه بالثوابت كالهوية العربية الاسلامية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون ،والخروج بالوطن من دوامة صراع مراكز النفوذ العسكرية والمالية.
وكنت أتصور أن عزيز الشخص أو العسكري سيختلف عن عزيز رأس النظام الذي سيتيح له مركزه الاستفادة من طاقات وطنية مهمة في كل المجالات ،من خبراء في السياسة والاقتصاد والتعليم وكل مناحي العمل الذي سيعود بالخير على الوطن والمواطن.

فخضت مع غيري عباب حملاته ،،،من المهجر وفي الوطن،،وكنت شريكا فاعلا في حلحلة ملفات اقليمية موظفا علاقاتي الشخصية مع رجال دولة في المغرب العربي والخليج – كجندي مجهول- خدمة للوطن.
ولقد عملت بجد على إقناع مستثمرين كبار بدخول السوق الموريتاني الواعد،،كان بعضهم قد وصل من أقصى شرق آسيا إلى انواكشوط قبل شهر .
لكن فكرة جلب استثمارات ومستثمرين للوطن تبخرت تماما بسبب الأحداث المتلاحقة من اختطاف الاسبان واعتقال رجال الأعمال وتصريحات الرئيس الذي لم يجد من ينبهه لضرورة فصل السلطات ، وترك العدالة تأخذ مجراها الطبيعي.
إذن كانت العلاقة مع عزيز ومجلسه الأعلى برنامج وطني توقعنا انطلاقه بعيد انتخابه رئيسا مدنيا قبل أشهر.
وككاتب ومحلل سياسي استراتيجي بدت معالم منهج عزيز واضحة للعيان:
فالثوابت مهددة اليوم أكثر ،ولعبة الكرسي بدأت تفرض نفسها على الرئيس بدفع أثمان سياسية على حساب الثوابت على مستوى العرق واللون والجهة،والقشة التي لاشك أعادت صراع مراكز النفوذ للمربع الأول هي أسلوب إدارته لملف رجال الأعمال الثلاثة وكانه مازال في حملة رئاسية،فالرئيس لا ينتقم من مواطنيه ولا يتحالف مع البعض ضد البعض،ولا يكون الخصم والحكم،أقول ذلك انطلاقا من مصلحتنا كشعب ووطن ،لاكقبيلة أو بلدية.
والرئيس بمزاجه ذلك يفرغ الحرب على الفساد من قيمتها ويحرض بعض شعبه على بعض ويسيئ استخدام سلطاته.
إن شعبنا لن يخرج من دوامة التخلف والفقر مالم يقلب المعادلة ليكون الرئيس هو الخائف من الشعب بدل خوف الشعب منه.

إننا نثبت عجزنا عن حلحلة مشاكلنا الداخلية منذ تولي عزيز مقاليد السلطة صبيحة 6 أغشت ،فلقد دولنا كل شيئ،،داكار 1و2 ،وهانحن نتجه لتدويل أمننا الداخلي ،فلقد تحركت سيارة واحدة بسهولة من آخر نقطة بر موريتاني على ضفاف الأطلسي لتعبر كل تراب الوطن إلى شمال مالي بضيوف موريتانيا ، وجيشنا” الباسل” وقواتنا الخاصة وشرطتنا في بيات شتوي ،وقبل ذلك ذبح أبناء هذا الوطن في تورين،ونحن ننتظر من دول الجوار وفرنسا واسبانيا نجدة، وهاهو ملف رجال الأعمال يتم تدويله بتدخل دول الجواار وبعض دول الخليج!
أليست هذه مؤشرات على شغور منصب القيادة !
وقد لايستوعب الموريتاني البسيط مضاعفات ذلك ،ولامضاعفات قرارت الرئيس على بنية الوطن الهشة.
إن المقال حيث كان يعبر عن وجهة نظر كاتبه ،وعزيز رجل يستلم مرتبا من خزينة الشعب الموريتاني كرئيس جمهورية عليه أن يقوم بمهمته وعلينا نحن حملة الأقلام محاسبته بموضوعية وتوجيهه ،لا أن نركن لمنطق القبيلة والجهة والمصالح الضيقة ،عندها نستقيل من مهمتنا المقدسة.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button