مقالات

بيت من الزجاج / محمد يسلك ولد محمد

إنما يجري اليوم من أحداث في بلادنا يصنف في مجال الألعاب السياسية التي تديرها الأنظمة الضعيفة لإلهاء شعوبها و تغييبها عن قضاياها الأساسية و المخيفة, فكيف بملف كبير و مهم كمحاربة الفساد أن يقزم إلى هذه الدرجة و يحصر في محاربة ثلاثة رجال يأبى الفساد و يستحي أن يلتصق بأسماءهم, ثلاثة رجال كان إلزاما على الدولة أن تكرمهم بتسمية الساحات العمومية بأسماءهم و ذالك لما بذلوه من تضحيات جسام في خدمة و بناء و تنمية هذا الوطن الغالي, شأنهم في ذالك الكبار العظماء في العالم كأمثال الشهيد رفيق الحريري في لبنان و الذي لولاه, بعد الله, لما كان لبنان لبنان اليوم. من ينسى وقفتهم الوطنية في تسديد رواتب الجيش في حرب الصحراء. لم يقولو أنذاك أن الجيش فاسد لاكنهم رفعو من معنوياته في الحرب لأن من يحارب في الأخير هي موريتانيا. و هم جنود أوفياء و مخلصون لها إذا دعت الحاجة. أنفقوا أموالهم على وطنهم و شعبهم في سبيل الله سرا و علانية يرجون تجارة لن تبور.

إن هؤلاء الأبطال يجب أن يكرموا و يشكروا إمتثالا لقوله صلى الله عليه و سلم “من لا يشكر الناس لا يشكر الله” و ليكون هذا التكريم مدعاة للاخرين على المشاركة و البذل كل حسب قدرته و إستطاعته في بناء موريتانيا مزدهرة و غنية.
إنما يجري اليوم ينسينا في ما هو أهم ألا و هو الأمن و الدفاع و السيطرة على البلاد و حدودها و هو ما كان يجب أن ينصب عليه تفكير و إهتمام جنرالاتنا المخلصين. ألا يعتقد هؤلاء أنه من العار و المفضح أن تدخل عصابة من الغرباء بسهولة إلى أكبر طريق رابطة بين أكبر مدينتين في البلاد و يختطفوا ثلاثة أجانب في قافلة صديقة جاءت لمد العون فأصبحت تطلب العون و لا مجيب, إنما هي تراكمات …

إلى متى ستظل قصة التراكمات هذه؟ و متى سنستفيق من كابوسها؟ ولماذا نجعلها شمعة نعلق عليها جميع مشاكلنا؟ أو ليست طبقتنا السياسية الحالية جزءا من هذه التراكمات؟ التي يجب تصحيحها إذا كان بالإمكان.

لقد قضت هذه الحادثة و رفيقتها _التي جرت في ضوء النهار في شركة صوملك, و التي نسيناها أو أريد لنا ان ننساها هي و غيرها من الحوادث لكي تلغى في سلة التراكمات هذه
قضوا على احلامنا في وطن هادئ و امن, بل و نخشى ان تكون حادثة حبس رجال الأعمال الأخيرة و تداعياتها هي رصاصة الرحمة التي ستنهي هذا الحلم, و تقضي على ماض طالما تغنينا به ألا وهو وحدة شعبنا و تماسكه بينه.

ألا يعتقد رئيسنا المحترم أنه هو من يجب ان يمتلك هذا الخوف تجاه وطننا الحبيب ذا البنية الإجتماعية الضعيفة و أن لا يلعب فيه بالنار و أن يعالج القضايا الحساسة بروية سياسية, ثم اين هم مستشاروه؟ بل و اين هم علماء الامة و حكماءها؟ أو ليس فيهم رجل رشيد؟

يا سيادة الرئيس, إنك بتصريحاتك في هذه القضية اعطيت بعدا شخصيا للقضية و أنت من يجب ان يكون رئيسا للجميع, و نزعت الثقة من قضائنا المحترم بل و نقضت مبدأ فصل السلطات.

يا سيادة الرئيس إعلم أننا لسنا مغفلون, فأين أنت من الفقراء و أنت تقضي على مصدر رزق بعضهم بعد الله. فاين أنت منهم و مازال راتبك يتجاوز راتب الرئيس الفرنسي و ينقص بقليل عن راتب الرئيس الأمريكي. ألا تعتقد أنك ما زلت تنظر إليهم من البرج العاجي.

سيادة الرئيس لماذا لا تطال هذه السياسات التقشفية ميزانيات الرئاسة و التي ما زالت فيها جوانب غامضة عند المواطن كغموض قصة البترول في بلادنا و كقصص كثيرة تحتاج للتوضيح. أم ان الرئاسة ليست من مؤسسات الدولة؟ لماذا لا تعطي و أنت رئيس الجمهورية المثل الأعلى للمواطن الصالح, فتفتح أبواب الرئاسة أمام المفتش العام للدولة, و تصرح بممتلكاتك لكي تعطي للقضية بعدا جديا و تسن سنة حسنة لبقية المسؤولين في الدولة, ومن سن سنة حسنة كان له اجرها و أجر من عمل بها, ثم ألا تعتقد كذالك يا سيادة الرئيس أنك وقعت في ورطة سياسية لم يفوتها المواطن و ذالك بإنتقادك للنظام الفاسد و الذي كنت جزءا منه بل و كنت مدافعا عن حماه, و توظف معك الان كبار مسؤولي ذالك النظام الفاسد

فنحن في حيرة يا سيادة الرئيس!

و إذا إستطعت ان تفك طلاسيم هذه الحيرة فستطلق هؤلاء الرجال و تعلم أن من كان بيته من الزجاج فلا يرمي الاخرين بالحجارة

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button