الشيخ “اكريستوفر موورْ” و زيارته لموريتانيا /عبد القادر ولد الصيام/siyam@maktoob.com
http://i122.photobucket.com/albums/o246/siyam_2007/KahliliMooreNSiyam.jpg
مدخل:
كثيرون هم الذين زاروا موريتانيا , و كثيرٌ منهم مَن دوّن ملاحظات أو كَتَبَ بحوثا و مقالات و نشر صورا عن زيارته , لكن هذه الآثار و الصور قلّما تصل إلينا نظرا لعدم نشرها في وسائل إعلامنا المعروفة , أو بسبب عدم ترجمتها من لغات أخرى إلى اللغة العربية, و من الذين زاروا موريتانيا و كتبوا عنها و أُعجـِبـُوا بها و ردّدوا اسمها مرارا و تكرارا الداعية الأمريكي الشاب : كريستوفر جي مور, و هو ما حدا بي إلى كتابة هذا المقال المختصر للتعريف بالشيخ والحديث عن زيارته لموريتانيا , و ذلك من خلال المحاور الخمسة التالية.
1-التعريف بالشيخ :
ولد الشيخ خليل أبو أسماء ( اكريستوفر جي مور Christopher J Moore ) سنة 1975 لأسرة أمريكية مسيحية (كاثوليكية) , و قد درس “الفنون الجميلة” و كان ينوي التخصص في الموسيقي , التي درسَهَا و أحـَبّهَا و عَزفَ بعض آلاتها , و قد مرَّ – أثناء دراسته- ب”رحلة شعورية و روحية عميقة أدت إلى اعتناقه للإسلام في صيف 1994 و عمره –آنذاك- 19 سنة” كما ورد في السيرة الذاتية للشيخ – و المنشورة على موقعه –
بعد اعتناقه للإسلام سافر الشيخ إلى العالم الإسلامي لدراسة العلوم الشرعية و العربية , حيث درس في المدينة المنورة و موريتانيا و المغرب و اليمن (راجع المحور الثاني من هذا المقال و المتعلق بالتكوين العلمي للشيخ ) كما درس -قبل ذلك- مبادئ الإسلام و اللغة العربية بمعهد العلوم الإسلامية و العربية في أمريكا –بولاية فرجينيا ,قرب العاصمة واشنطن- و هو معهد تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
2-التكوين العلمي للشيخ :
ينقسم التكوين العلمي للشيخ إلى : تكوين نظامي و آخر غير نظامي ( التعليم التقليدي) , و ذلك كالتالي :
2-1 التكوين العلمي –غير النظامي-:
كما ورد في بداية المقال فقد سافر الشيخ خليل لدراسة العلوم الشرعية و العربية , و قد درس الشيخ في الدول الإسلامية التالية :
1- المغرب: درس الشيخ في جبال الأطلس نصوصا فقهية مالكية و أخرى نحوية ( 10/99)
2- موريتانيا : درس الشيخ على لمرابط الحاج ولد فحفو نصوصا في العقيدة و الفقه المالكي و أخرى تتعلق بالشعر و النحو و الصرف ( 10-11/99)
3- اليمن : قضى الشيخ 8 أشهر في وادي حضر موت يَدرُس العقيدة و التصوف و الفقه الشافعي ( في الفترة ما بين 8/2000-7/2002)
4- الإمارات : درس الشيخ في دولة الإمارات العربية المتحدة على شيخ موريتاني يُدعى الشيخ محمد الأمين –و هوابن الشيخ محمد المأمون –كما وردد في سيرة الشيخ خليل و رحلته إلى موريتانيا- و لكن لم أطلع على اسمه الكامل للأسف.
2-2 التكوين العلمي النظامي:
1-حصل الشيخ على الثانوية العامة في أمريكا
2- ثم درس في السعودية حيث :
-أكمل 4 فصول دراسية من برنامج اللغة العربية المكثف و الدراسات الإسلامية (9/96-5/98) في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
– أكمل فصلين من متطلبات الباكلوريوس ( المتريز) في الشريعة ( 9/98-5/99 ) من الجامعة نفسها.
3- حصل على باكلوريوس (متريز) في الأدب و اللغة الانكليزية –مع تخصص ثانوي Minor في الديانات السماوية ( اليهودية-النصرانية- الإسلام) من جامعة جورج مـَيْســِنْ بمدينة فيرفاكس- بولاية فرجينيا –قرب العاصمة واشنطن- في شهر مايو/ أيار 2001.
4- كما حصل على ماجستير في “الفنون و الآداب” من كلية سانت جون في “آنابوليس” عاصمة ولاية ميريلاند في شهر أغسطس/آب 2007.
5-بالإضافة إلى إكماله لتدريب تقني مكثف حول صيانة الكمبيوتر و الشبكات و بعض البرامج الحاسوبية المتعلقة بالتصميم و تقنيات الترجمة و الترجمة الفورية.
3-أعماله و إنجازاته :
1-قام الشيخ بتأسيس معهد اللغة العربية في أمريكا ( A.L.I AMERICA ) و هو معهد يهتم بتدريس اللغة العربية و يقع مقره في محيط العاصمة واشنطن و يقوم بتقديم دروس في مقره و عبر الانترنت ( و عنوانه على الانترنت : http://aliamerica.com/ )
2-يعمل الشيخ كباحث و محرر و محاضر و داعية و إمام و خطيب
3-قام بترجمة مجموعة من الفتاوى و الكتب و النصوص الدينية منها :
أ-عقيدة السنوسي : لمحمد بن يوسف السنوسي ( المتوفـَّى سنة 795 هــ/ 1392 م )
ب-فتوى لمرابط الحاج ولد فـَحـْفُ حول “التقليد” ( نشرها سنة 2001)
ج- قام بترجمة فتاوى تتعلق ب”التقليد و التعصّب” صادرة عن كل من :
– الشيخ محمد بن علوي المالكي و هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ( نشرها سنة 2001 ).
د- قام بترجمة تفسير سورة الفاتحة – مع التعليق عليه –للشيخ : عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ الحضرمي ( المولود سنة 1383 هــ/ 1963 م ) نشرها سنة 2003.
هـ- قام بتحرير رسالة “الصحة و الحياة” للشيخ :حمزة يوسف هانسون (نشرها سنة 2003 )
و-قام بترجمة 40 صفحة- من 60 صفحة- من فتوى العالم أحمد بن محمد الوزاني حول “حكم الموسيقى” , سنة 2005 و هي غير منشورة.
ز- ترجم – و حرّر- نشرة توجيهية لوزارة العدل و الشؤون الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة بعنوان :”هل يصل ثواب قراءة القرآن للموتى”؟ (نـُشـِرَت سنة 2005 )
4- موقع الشيخ : للشيخ موقع ممتع يُدعى : REFLECT ON THIS أي “فكــّر – أو اعتبر- في هذا” , و عنوانه على الانترنت : http://www.reflectonthis.com/ و هو يضم معلومات شخصية عن الشيخ-اعتمدتُ عليها كثيرا في هذا المقال- كما يضم معظم نشاطاته و قراءاته ونصائحه المتعلقة ببعض أهم الكتب –و التي كان معظمها جزءا مما درسه في متطلبات الماجستيرثم أضاف إليها غيرها من منشورات “أمازون”- , كما يضم خـُطـَبه و كتابات ٍنثرية ً منها :”رحلته إلى موريتانيا” و “الإجابة” حول قصة إسلامه و قصائد و ترجمات لمواضيع مختلفة مع روابط مهمة لمواقع دينية و تعليمية إسلامية و أمريكية , و العجيب أنه لا يوجد –حتى الآن- زائر لموقع الشيخ من موريتانيا! ( حسب إحصائيات
موقع : Cluster Map و يمكن الإطلاع على هذه الإحصائيات منذ إنشاء الموقع على الرابط التالي :
http://www3.clustrmaps.com/counter/maps.php?url=http://www.reflectonthis.com
و أرجو أن يساهم هذا المقال في جلب زوار موريتانيين بشكل دائم للموقع! )
5-ينشط الشيخ على الشبكات الاجتماعية مثل “الفيس بوك” Facebook و “اتويتر” Twitter.
4 -زيارته لموريتانيا:
أثناء دراسة الشيخ خليل في المدينة المنورة ( 96-99) تعرّف على عالم موريتاني و لازمه كثيرا و قد وصفه بكثير من الخصال الحميدة ( راجع القسم الأول من “رحلة الشيخ إلى موريتانيا ” ) و قد درس على هذا الشيخ الذي لم يذكر إسمه الكامل بل اكتفى باسمه الأول (الشيخ محمد المأمون ) و ذكر بأنه من مدينة كرو و أنه درس على لمرابط الحاج ولد فحفو , و قد نصحه الشيخ بضرورة زيارة لمرابط الحاج و الأخذ من علمه و هديه .
و سأتعرض لمضامين الرحلة مرتبا و مبوبا لها بحسب مراحلها الزمنية , مع التنبيه إلى أن هذا المقال ليس دراسة لهذه الرحلة و لا ترجمة لها و إنما يتعرض للحديث عن مضامينها و بشكل مختصر .
4-1 قبل الرحلة ( في المدينة المنورة ):
كما ذكرتُ آنفا فقد تعرّف الشيخ خليل أثناء وجوده في المدينة المنورة على عالم موريتاني يُدعى “الشيخ محمد المامون” , و الذي كان يسكن بالقرب من منزله , و يصفه خليل بأنه “شيخ في السبعين من عمره” و أنه “قصير نحيل ضعيف الجسم , لكن إيمانه كان قويا كالصخرة و كان قلبه متسعا كاتساع المحيط” و عندما تم تقديمه للتعرّف على الشيخ أحس كأنه من القرون الأولى , حيث كان في هذا العالَم لكنه لم يكن من أهله , و قال عنه بأنه عندما ينظر إلى أحد يُحِسّ بنظراته تخترق أعماق روحه و يحس بقوة أخلاقه, و قلّما تحدّث الشيخ محمد المامون عن شئ غير “الحكمة و النصائح المخلصة” و كأنّه كان يتمثل قول النبي صلى الله عليه و سلم :”من كان يومن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”, و يضيف قائلا: “لقد كان الصمت وسيلة من وسائل الاتصال بيننا ,و أذكر جلوسي معه في بيته مرات عديدة بدون أن ينطق أي منّا بكلمة واحدة, و قد سمح الصمت لأرواحنا بأن تتكلم ,و أن تتنفسَ نَفَسَ الحياة بيينا “!
ثم يبدأ الشيخ خليل في التساؤل حول عظمة شيخ شيخه فيقول :”لقد بدأتُ أفكر أكثر و أكثر في عظمة أستاذ هذا الشيخ الذي يتحدث عنه كثيرا “– يعني لمرابط الحاج ولد فحفو- ثم يضيف :” و إذا كان الشيخ محمد المامون أحد طلابه , فما ذا عن الشيخ نفسه”؟
بعد ذلك بدأت تراود الشيخَ خليل فكرةُ الدراسة بنفس الطريقة التي درس بها الحكماء و العلماء السابقون و درّسوا بها , و يضيف بأنه وجد من خلال دراسة سيرهم و من خلال مطالعات عامة في التاريخ أنهم استفادوا أكثر من علمهم و تدريبهم المهني و الروحي أكثر مما نستفيد نحن اليوم على الرغم من كل المناهج و المواد الحديثة التي في متناولنا.
لكن هذه الرغبة كادت تصطدم بعوائق و مشاكل كثيرة كان يعاني منها , فقد كان يمر بتغييرات كثيرة في حياته , حيث كان بعيدا عن أفراد عائلته و أصدقائه , و كان يقاسي الكثير في تعلّم اللغة العربية , كما كانت ظروفه المادية صعبة للغاية ! و مع ذلك فقد بقي يفكر بجدّ في الرحلة في طلب العلم.
4-2 التفكير الجاد في الرحلة إلى موريتانيا :
بعد فترة من ملازمة الشيخ محمد المامون بدا للشيخ خليل أن الأفضل له ترك الدراسة في “الجامعة الإسلامية” و الذهاب للدراسة عند “لمرابط الحاج ولد فحفو”, و لكنه كان مترددا على الرغم من أن قلبه كان يحثه على الذهاب إلى موريتانيا لدراسة العلوم الشرعية و “علوم الآلة” , لكنه ظل مترددا …. و مع ذلك فقد زادت رغبته في لقاء العالم الكبير مع مرور الوقت , و قد قرّر أن يستخير الله تعالى , فذهب إلى المسجد النبوي الشريف و صلى صلاة الاستخارة و أطال الركوع و السجود و الدعاء….
بعد انتهائه من “صلاة الاستخارة” غادر مكانه , و فجأة وجد مجموعة من طلاب الجامعة الاسلامية الذين قرّروا الجلوس –في باحة المسجد- لمناقشة موضوع منشور في بعض الصحف عن “الطرق التقليدية في الدراسة و التعلّم” فأخبرهم بأن الموضوع مهم و لكنه سألهم : “عمّ يتحدث المقال بالضبط” ؟ فأجابوه بأنه يتحدث عن منطقة غرب افريقيا و بالأخص عن موريتانيا!
يقول الشيخ :” لقد فاجأني القوم و هم يقرأون و يناقشون محتويات الموضوع, حيث تحدث أحد الطلاب قائلا :”لقد ذهبتُ إلى موريتانيا و درستُ هناك لعدة سنوات! ” ” و لم يكد يصدق ذلك , فسأله عن المكانِ الذي درس فيه و عن الشيخِ الذي سكنَ عنده ؟ فأخبره بأنه درس على لمرابط الحاج ! و بدأ يعدد له بعض المنافع و الفوائد التي حصلت له من الرحلة , مضيفا إليها بعض القصص الأخرى المخيفة كوجود العقارب و الحيات و التي لم تـَرُق له , لكنه كان يعلم أنه :”لا شئ يضر أو ينفع إلا بإذن الله”.
لقد شعر ببهجة تملأ نفسه –بعد الاستخارة و الجلوس مع الطلاب-و قرّر الذهاب إلى موريتانيا , لكن كان عليه أن يُعد العدة لذلك , حيث لم يكن لديه أموال مدخرة و لا وظيفة ,و زيادة على ذلك كانت عليه ديون كثيرة , و رغم كل تلك الصعاب فقد قرّر أن لا يتراجع عن قراره بالذهاب للدراسة في موريتانيا , حيث كان مصصما على المضي قـُدُمـًا في طريق الهداية و السير نحو الخالق جلّ و علا , و قد حصل له مبتغاه بفضله سبحانه و تعالى .
4-3 اتخاذ القرار , ثم العودة إلى أمريكا:
يذكر الشيخ أنه بعد اتخاذه لقرار الرحلة إلى موريتانيا رجع إلى أمريكا في العطلة و بدأ يبحث عن مبلغ يغطي تكاليف الرحلة ( 2400 دولار ), فقام بطلب النصيحة و المساعدة – بشكل غير مباشر- من أحد أساتذته الذين دخلوا الإسلام قبله و درسوا العلوم الشرعية في بلدان إسلامية عديدة , و قد كان رد أستاذه مشكلا بالنسبة له , حيث قال له : “إنه حينما يتعلق الأمر بالإنفاق على الزوجة و الأولاد فإن الإنسان يقوم بكل ما يستطيع , و لكن حينما يتعلق الأمر بالله سبحانه و تعالى و تعلّم الفرائض فإن البعض يتوانى و يضعف ” و قد كانت نصيحة صعبة بالنسبة له! لكن الله عجّل بالفرج , حيث اتصل به أحد أصدقائه – عبر الهاتف- و كان ممن علم بحاله و استعداده للسفر في طلب العلم الشرعي فوفّر له ما يريد –رغم أنه لم يسأله- و ألحّ عليه بقبول العون فقبل, و وصله شيك بنكي في البريد بعد يومين من المكالمة , و بدأ الإجراءات العملية للرحلة.
4-4 السفر إلى موريتانيا: ( اكتوبر 1999)
لا يذكر الشيخ خليل شيئا عن إجراءات السفر إلى موريتانيا و لا مروره بالسفارة –رغم أنه يتحدث عن حصوله على تأشيرة دخول منها- عندما تتأخير دخوله في مطار انواكشوط.
-4-1: الوصول إلى مطار انواكشوط :
عند وصوله إلى مطار انواكشوط لاحظ أن إجراءات الجمارك و الهجرة بسيطة جدا , بل بسيطة جدا لدرجة الخطورة! حيث كان الناس فوضويين فيما يتعلق بالاصطفاف في الطابور و التزام النظام !! و رغم أنه و زميله في الرحلة ( اسمه :حسن ) قدّما جوازاتهما إلى “ضابط الهجرة” إلا أنهما انتظرا فترة طويلة حتي يحدث أي انتباه أو رد من الضابط !…مشيرا إلى أنهما حصلا على تأشرة دخول و أنه كانت تتوفر فيهما كل الشروط المطلوبة , و مع ذلك فقد تم تأخير دخولهما ليلة كاملة ( و أفـَضـِّـلُ عدم الحديث عن هذا الجزء نظرا لجوانبه “غير الحسنة” و لأنه خارج عن موضوع الرحلة !) و قد ظل الضابط صامتا لا ينبس ببنت شفة , كما ظل يقلب نظره في جوازيهما و ينظر إلى وجهيهما ثم ينظر مرة أخرى إلى الجوازات ….مما جعلهما يتساءلان عن الأمر و هل ثمة مشكلة؟
بعد فترة من الانتظار طـُـلِبَ منهما الدخول على مدير شرطة المطار , فأجابا الطلب و دخلا عليه , و ظلا ينتظران أي استفسار أو سؤال أو أي شئ ….و لما أطال المدير في عدم الرد سأله خليل :”هل ثمة مشكلة” ؟ فرد عليه بقوله : لا , إنه الروتين فقط! و بعد حديث مطول تمت الموافقة لهما على الدخول , و طـُلـِبَ منهما الرجوع في اليوم التالي لاستلام جوازاتهما التي تمت مصادرتها و لم يحصلا –بعد ذلك- على أي سبب أو تعليل لتوقيفهما!!
4-4-2: باتجاه كيفة و كرو :
خلال يومين من وصولهما انواكشوط استقلاّ طائرة نحو كيفة , و كانت الطائرة صغيرة , و يشير خليل إلى أن السفر كان ممتعا “حيث كانت الفرصة مواتية لرؤية الصحارى القاحلة , و كانت الصحارى تتمدد و كأنْ لا نهايةَ لها , كما كانت تعلمهم الكثير من خلال طريقتها ” , و حينما هبطت الطائرة في مطار كيفة لاحظ أن “مدرجه لم يكن صالحا لغير الهبوط و النزول فقط , و كان المدرج الوحيد في المطار” لكنه يستدرك قائلا :”و في الحقيقة لم يكن ثمة مطار بل مدرج فقط” , مشيرا إلى بُعده 10 دقائق عن المدينة –القرية كما وصفها-و أنه يقع في “فضاء قاحل و غير مأهول باستثناء تلك البقرة التي عبرت المدرج بعد هبوط الطائرة”!
أثناء وجودهما في مطار انواكشوط تعرّفا على رجل من مدينة كرو ( لم يذكر اسمه) , و قد رافقهما في الرحلة إلى كيفة و طلب منهما النزول عنده فوافقا على طلبه و شكراه على دعوته, و عندما وصلا كيفة استقلا سيارة أجرة باتجاه كرو , و بعد توقف السيارة بسبب عطل في العجلات و نفاد البنزين و تبديل السيارات و عدة ساعات من الانتظار وصلا –أخيرا- إلى كرو .
4-4-3 الوصول إلى كرو :
عند وصولهما إلى كرو نزلا مدة يومين -عند الرجل المشار إليه آنفا – ثم تحولا إلى منزل “الشيخ خطري” و الذي يصفه بأنه “أحد الموريتانيين المتميزين بعلمهم و أخلاقهم” كما أنه من تلامذة “لمرابط الحاج” و نزلا عنده يومين ثم ذهبا في اتجاه منازل لمرابط الحاج في “اتويمرات” قرب “عين الخشبه” بولاية تكانت (لم يرد اسم المنطقة في الرحلة).
4-4-4: مغادرة كرو باتجاه محظرة “لمرابط الحاج”:
في سدس الليل الأخير و عند الساعة الرابعة و النصف صباحا أخبرهما “الشيخ خطري” بأن السيارة ذات الدفع الرباعي جاهزة ! و كان كل شئ مظلما باستثناء النجوم التي لا عدّ لها و التي كانت تـُضئ السماء , و ودّعهم الشيخ و دعا لهم برحلة آمنة و سأل الله تعالى أن يرزقهم نيل ما جاءوا من أجله.
يصف الشيخ خليل الطريق بأنها غير مُعبدة , تكثر فيها الحفر كالخنادق العسكرية, أو كأن بعضها سقط عليه صاروخ فترك أثره فيه , مما جعله يتساءل عن وجود حرب حديثة في المنطقة!!
وبعد السير مدة من الزمن توقفوا لصلاة الفجر , و كانت هذه الصلاة “واحدة من أجمل الصلوات و أكثرها هدوءا , حيث لم يكن ثمة ما يُعكـّر الصفو أو يَشغل البال , لا أصوات و لا حركات , لم يكن ثمة شئ يمكن رؤيته لعدة أميال باستثناء جبال قليلة أو بعض الأشجار و الأعشاب الصغيرة , و الكثيرِ الكثيرِ من الرمال”.
بعد الصلاة واصلوا السفر , و وَصَلاَ إلى قرية صغيرة ذات خيام متفرقة منصوبة على سهل فسيح و مستو , و كان يُشرف على هذه القرية جبل كبير من جهة واحدة , و كان يحيط بها فضاء واسع ممتد في بقية الجهات الأخرى , و قد توقفوا لاستئجار من يحمل أمتعتهم إلى قرية “لمرابط الحاج” , و قد أخبره بعض رفاقه بأنه يجب عليهم تسلّق ذلك الجبل المشار إليه آنفا , و قبل مغادرة القرية استأجرا رجلا “طويلا , نحيفا, (..) ذا عضلات قوية” ليحمل أمتعتهم بيديه مشيا على رجليه بمبلغ يقارب 10 دولارات , مشيرا إلى ان هذا الحمّال لم يشتك من نوع الحمولة و لا قلّة الأُجرة , كما لم يشتك الشيخ خليل من الأمر الثاني ( الأجرة) حيث بقي له بعد دفع الأجرة 10 دولارات فقط! ثم توجها نحو الجبل, و قد استغرق صعوده نحو ساعة تخللتها لحظات استراحة قبل وصول قمة الجبل.
يصف الشيخ حال الأجير الذي يحمل المتاع بأنه مِثالٌ للصّبر و التـّضحية , حيث كان يحمل حقيبة يدوية على رأسه و حقيبة كبيرة على ظهره دون أن يشتكي , كما كان يتعجب من صعوده الجبلَ دون استخدام يديه في الصعود , مع أن خليل كاد يتردى من الجبل خلفه أثناء صعوده للجبل!
عند وصولهم لقمة الجبل تمّ استقبالهم من طرف مجموعة من المسافرين الآخرين ( امرأتان و رجل) و قد كان النسوة يضحكن –خفية- منه و من صديقه حسن أثناء معانتهما من صعود الجبل , و في تلك اللحظة بدا له و كأن تلك النسوة يـُشبهن رجال بلده , و أن الرجال في الصحراء هم الرجال الحقيقيون !
و على قمة الجبل لم يكن ثمة شئ يمكن رؤيته بالعين المجردة باستثناء سهل مستو , توجد به مرتفعات ذات منحنيات متقطعة و نباتات صغيرة هنا و هناك , ثم واصلو السير حتى وصلوا إلى “منطقة الراحة” و التي هي عبارة عن خيمة مصنوعة من الصوف و اللباس , و قد علقت بجانبها قربة مصنوعة من جلد المعز أو الضأن , و قد قيل لهم إن صاحب الخيمة يأتي كل يوم من أسفل الجبل –الذي تسلّقوه قبل قليل-ليملأ القربة , و كانت توجد بعض المزروعات القليلة بجانب الخيمة كالذرة و الفول الأخضر , و غالبا ما يأتي صاحب الخيمة ليحصد الذرة أو ليلتقط الفول , و قد قام صاحب الخيمة بتقديم بعض الماء لهم مع بعض الفول الأخضر المقلي, و كان ذلك غداءهم ! و قد كان صاحب الخيمة –كما يقول خليل-كريما جدا , و لم يسألهم أي شئ مقابل خدماته , و لم يتكلم معهم ,بل كان يخدم في صمت وتواضع شديدين, لقد سافروا أميالا و أميالا حتى كاد صاحبنا يستعجل الوصول إلى منازل الشيخ لمرابط ولد فحفو!.
أثناء سيرهم في الشمس الحارقة وصلوا إلى منطقة ذات مياه سطحية –سمع عنها قبل صعوده الجبل- و قد كانت هذه المياه صافية رقراقة , و بدا و كأنّها كانت تنتظره و زميلَه حسن , فقفزا نحو الماء و صبّا منه على رؤوسهما و أعناقهما و شربا منه كثيرا, و في تلك اللحظة أحسّ بأن ذلك الماء أنقى من أفضل المياه المُعـَلـّبَةِ على وجه الأرض , و ربما كان كذلك ! و قد واصلا سيرهما بعد شـُكـْرِ الله تعالى على نعمه عليهما .
و بعد السير مسافة أخرى وصلا إلى هضبة صخرية عالية , و بعد صعودهما نادى أحد المسافرين قائلا : “أترون تلك القمم الشاهقة ؟ تلك أعالي خـِيمِ قرية لمرابط الحاج ” ففرح فرحا شديدا و وصف ذلك بقوله : “لقد كان منظرا مدهشا و خلاّبا”.
4-4-5 الوصول إلى “المرابط الحاج”:
يصف الشيخ خليل وصوله لمحظرة الحاج ورؤيته الشيخ أول مرة فيقول: “عند ما وصلتُ القرية التي سأقضي فيها ثلاثة أسابيع- لأول مرة-وجدتُ العالـِـمَ المرابط الحاج ذا الخلق العظيم نائما وقت القيلولة , و قد بدا في وسط التسعينيات من عمره , متوسطَ القامة , و بدا جسمُه ضعيفا و واهنا للغاية , و كانت بشرتُه سمراء بسبب سنوات طويلة من التعرض لحرارة الصحراء , كانت نظراته مـُرَكـّزة و هادئة , لكنها كانت قوية و تدل على نُبلِ و كـَرَمِ صاحبها “, ثم يضيف :”كنت أجدُ شذى الكرامة و التقوى ينبعث من حضوره ! ذاك العبير الذي يمكن اقتناصه -فقط -من خلال الملاحظة المباشرة للشيخ , و لا يمكن الكتابة عنه بكلمات على الورق! لقد رأيتُ -أخيرا- الأب الروحي للطلاب و المريدين الذين تأثرتُ بهم كثيرا إلى حد الساعة”.
ثم يصف الشيخ خليل العلامة المرابط الحاج ولد فحفو فيقول :”إن المرابط الحاج رجل عظيم من رجال العلم الشرعي و التصوف و الهداية , و الذي يُجلّه معظم الموريتانيين , و قد قضى سنوات عديدة من عمره يدرس مختلف العلوم الشرعية , كما أنه ينحدر من سلالة عريقة في العلم و التصوف و التقوى –من جهتي أبويه- و عندما كان صغيرا كان يعتزل الناس من أجل طلب العلم و تزكية النفس , و قد كانت تلك العزلة ضرورية لنيله العلم و الزهد , و لكي يتمكن الناس من حصد ثمار علمه و تذوّق بعض البركات التي أنعم الله بها عليه”.
يحكي الشيخ خليل عن مقابلته للمرابط الحاج –أول مرة- فيقول :” كنت محظوظا بفرصة التعرّف عليه للمرة الأولى , و لن أنسى أبدا تلك اللحظات التي قابلتُه فيها أول مرة, لقد قالوا له بأني أمريكي , فأومأ برأسه , فعرفتُ أنه يَقـْبـَلـُنـِي و يُرَحِّبُ ببقائي معه ما دمتُ راغبا في ذلك , لقد تكلّم بصوت مبحوح و غير مسموع -في مطابقة تامة مع عمره و وضعيته الصحية –و كأنـَّهُ كان يتكلـّمُ عبر أحد الحكماء القدامى و الأولياء الذين ألهمهم الله , و الذين هم أكثر اتصالا بعالم الغيب و الأرواح أكثر من عالم المشاهدة و المُدرَكات, لقد كان- حقـًّا –عبدًا من عباد الله الصالحين”
وَصْفُ حياة الشيخ لمرابط الحاج :
( سوف أقوم بترجمة ما كتبه الشيخ خليل هنا عن حياة المرابط الحاج تارة بنسبته إليه, و تارة بسرد المضمون دون نسبته إليه فاقتضى التنبيه ).
يقول الشيخ خليل :” يمكن وصف حياة الشيخ بأنها مزيج من التفاني و المثابرة , فهو يُعَلـِّمُ – باستمرار- و يُمكن أن تراه على نفس الحالة منذ ساعات الصباح الأولى حتى وقت النوم ! و حتى و هو في مضجعه فإنه يُعَلـِّمُ الناسَ, حيث دأب الطلاب على زيارته في أي وقت من الليل من أجل الدراسة و الاستفسار عن ما يعرض لهم , و قد قيل لي بأنه “لا يوجد بروتوكول بالنسبة للمرابط الحاج , فهو مُدَرِّسٌ مدى الحياة و وقته –دائما- مُلـْكٌ لـَكُم و في متناولكم ; إذ لا يملك منه شيئا “, و قد كان ذلك أمرا جديدا لم أتعود عليه , و بصراحة فإنني لم أعرف كيف أرد على مثل هذه التضحية العجيبة و التفاني في محبة العلم و المعرفة في سبيل تزكية النفس و الآخرين و في سبيل إصلاح المجتمع”.
و يُضيف الشيخ خليل :” لقد دأبتُ على زيارته -للدراسة-مرتين في اليوم , و ذات مرة –بعد صلاة المغرب- كنتُ أجلس أمامه و كان يـَقرأ بعض آيات القرآن الكريم, و في نفس اللحظة جاءه طالب يسأله تصحيح قراءته , فأمره بالقراءة عليه , و كان “لمرابط الحاج” يستمع للطالب و يصحح له ثم يعود إلى حيث انتهى من قراءة الآيات التي كان يتلوها دون أي ارتباك ثم يواصل قراءتها , و هو أمر سمعتُ عنه عند الأقدمين !
و كانت أول مرة أشاهده بأم عيني !”
و كان المرابط الحاج لا يُرى إلا على حالتين : تعليم العلم وذكر الله , و قد كان ذكر الله ينسابُ مع لسانه بحرية و استمرار حتى تظن أنه ضروري –بالنسبة له- كالتنفس و الماء بالنسبة للحياة , لقد كان دائما في حالة ذكرٍ لله تعالى , كما كان هو نفسه رمزا لذلك ( لذكر الله ) , ثم يضيف الشيخ خليل :” لقد كنتُ أسكنُ و أنام بالقرب من خيمته كل ليلة , و كنتُ أستمع إليه و هو يستيقظ آخر الليل – دون أن يسقط رغم ضعفه-فيقوم الليل و يقرأ القرآن و يتضرّع إلى الله تعالى في ركوعه و سجوده , و أثناء زيارتي له لم أره –قط- يأكل أي شئ , و قد كان يـُؤتَى بقدح من لبن البقر الساخن في الصباح و المساء , و بدا و كأنّ ذلك كل طعامه , و قد رأيتـُه ذات مرة يأكل تمرات قليلة , و ليس أكثر من ذلك !و بدا لي و كأنه يأتيه غذاؤه مباشرة من الخالق جلّ و علا ( يُطعمه ربه و يَسقِيه ).
و في الفقرتين الأخيرتين من الرحلة يحكي الشيخ خليل عن حادثة حصلت له و زميله (حسن) في إحدى الليالي الأولى لوصولهم , حيث جاءتهم عاصفة رملية تم على إثرها نقلهما من خيمتهما الصغيرة إلى خيمة أكبر و أكثر أمانا , إلا أنها كانت تمور و تتمايل أمام الرياح العاتية و الأمطار الغزيرة , كما كان صوت الرعد مجلجلا وَ وَميضُ البرق شديدا , لكن تلكَ الأمطارَ أحـْيَتْ تلك َالأرضَ القاحلة , تماما كما قال الله تعالى : ” ومن آيـتِهِ يُريكُم البرقَ خوفا ً وطمعا ً ويـُنزّلُ من السماء ماءً فيُحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لأيتٍ لقوم يعقلون” ( الروم 24 ) و يقارن الشيخ بين قلب الإنسان و الأرض القاحلة و طريقة إحيائهما حيث ينقل عن أحد السكان قولهم إن “المطر من بركات السماء و نكون سعداء عندما يهطل المطر” ثم يقول :”في هذا المكان تم إحياء قلبي ثانية ” و يختم الرحلة بقوله :”لقد كنتُ سعيدا عندما أتيتُ هنا , و أنا حزين لأنه يجب عَلَيّ أن أغادر قريبا ” ! ( انتهت الرحلة).
لقد كان بودي أن تطول الرحلة و أن يُطيل الشيخ خليل في حديثه عن المرابط الحاج ولد فحفو و محظرته العريقة , و لكن كثرةَ حديثه عن الزيارة لاحقا, و الصورَ التي يصطحبها معه حيث ما حل ّ تـُكملُ جوانب عديدة من الزيارة و الرحلة , وقد حدّثنا عنها في ( سنسناتي/ أوهايو ) و سأتحدث عنها باختصار في الفقرات التالية بحول الله .
5-زيارته لمدينة سنسناتي (أوهايو) /رمضان 1430 هـ
زارنا الشيخ في العشر الأواخر من رمضان 1430 هــ في مدينة سنسناتي بجنوب غرب ولاية أوهايو ( في شهر سبتمبر 2009 ) و قد جاءت زيارته تلبية لدعوة من أكبر مركزين اسلاميين بالمدينة ( وست شستر , و كليفتون ) و قد أمضى ثلاثة أيام , و غادرنا بيومين قبل عيد الفطر المبارك , و قد خطب خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان في كلا المسجدين , كما قام بإلقاء بعض الخواطر –عقب الصلوات المكتوبة- و بعض الدروس في “الاستراحة” الواقعة في صلاة التراويح , كما ألقى محاضرتين رئيسيتين إحداهما عن “سبب إسلامه ” و تـَحـوُّله من طالب موسيقى وفن إلى طالب علم شرعي , و الأخرى عن “رحلاته في طلب العلم الشرعي” و فيها تحدّث –بإسهاب- عن زيارته لموريتانيا و معرفته بالعلماء الشناقطة في السعودية و الإمارات .
و قد عرض الشخ خليل صورا عديدة – في المحاضرتين- تناولت مختلف المواضيع المتعلقة بإسلامه , متحدثا عن زملائه السابقين في الدراسة و الذين وصل بعضهم قمة الفن و الموسيقى في أمريكا اليوم , كما تحدث عن أبويه الكاثوليكيين, حيث لا يزال يدعو لهم و لزملائه السابقين بالهداية و يلحّ على الله في ذلك .
كما تحدّث عن زيارته لموريتانيا بشكل مفصل واصفا الطريق و بعض المظاهر الطبيعية و الأشخاص المتميزين الذي التقاهم , و عرض صورا عديدة في هذا المجال, ثم أطال في مدح المرابط الحاج -حفظه الله- كما أثنى على العلماء الموريتانيين الآخرين و الذين وصفهم بكل صفات النبل و النبوغ و الجـِدِّ و التفاني في طلب العلم و تبليغ رسالات الله , و قد تميزتْ محاضراته بحضور مكثّف –زاد على 500 شخص في بعضها- و مع وجود جالية موريتانية معتبرة في المدينة-و بعضها من راود أحد المسجدين و الفاعلين فيه- إلا أن كثيرا من الحاضرين دُهشوا بسبب كثرة الحديث عن تلك الصفات المتميـّزة للبلد و أهله , و تمنّى بعضهم أن يذهب للدراسة هناك , و قد سألني أحد الأطباء الشباب –و هو يحفظ القرآن و لكنه لا يجيد العربية لأنه غير عربي- سألني عن إمكانية الدراسة في البلد و المحاظر الموجودة فيه , و طلب مني المساعدة في ذلك , و هو يستعد للذهاب للبلد و أسأل الله تعالى له التوفيق في مهمته , و قد اتخذ قراره بسبب ما سمعه من الشيخ خليل.
لقد أعطتْ محاضراتُ الشيخ و مداخلاته و أحاديثه الجانبية –على هامش الإفطار والعَشاء و السّحور- نبذة مفيدة عن موريتانيا و أهلها و علمائها , كما حظي الموريتانيون الذين حضروا هذه النشاطات باهتمام خاص و رعاية مـُقـدّرة من طرفِ الشيخ خليل أبو أسماء و الذي ذكّر بعض الموريتانيين بكثير من المعلومات المفيدة عن بلدهم و أحيى فيهم نشوة الفخرو الاعتزاز بالإنتماء ل”بلاد شنقيط” .
ملاحظات ختامية :