مقالات

وزير الصحة و المعركة الخاسرة/ محمد عبد الله ولد حبيب/ طالب جامعي

السيد وزير الصحة بين قوسين الموريتاني: مرة أخري تثبتون ويثبت نظامكم فشله وعجزه ، فكلما تراكمت عليكم المشاكل وعلم المواطنون زيف شعاراتكم,بدل شرح لماذا انتم عاجزون وإعطاء المواطنين ابسط حقوقهم الذي هو معرفة الحقيقة,يخرج رئيسكم في رحلاته الكرنفالية إلي من لا يجدون قوتهم اليومي ليستغل براءتهم وضعفهم وجهلهم ليخدعهم من جديد, بعد أن كذبه الواقع المرير الذي يعيشه العباد والبلاد, وما خطة الأغلبية الإعلامية التى تسربت إلي الإعلام إلا دليل ضمني علي ما أقول .

السيد الوزير لا يمكننا أن نفهم مقالكم هؤلاء والمعركة الخاسرة إلا في إطار هذه الخطة , لأنه حسب علمنا لم تقم وزارتكم بحل المشاكل الصحية للمواطنين حتى يكون عند كم الوقت لكتابة المقالات والتطبيل لولي نعمتكم, فألم يكن حري بكم وانتم وزير صحة المواطنين أن تستغلوا وقت مقالات العيب وتزوير الحقائق في معرفة ما يحدث داخل المستشفيات من انتهاك وتبخيس للنفس البشرية ؟ فتكاد أن لا تمر ساعة في المستشفي الوطني من دون موت مواطن لا لمرض مزمن أوخطير يصعب دواؤه وإنما إما لتهاون الأطباء بالمريض وإما لعجز المواطن عن شراء الدواء.

السيد الوزير : كم هو صعب علي أنكم لن تجدوا من يرد عليكم سوي مواطن بسيط مصاب بالملا ريا, مواطن كذبتم عليه حين أعلنتم مجانية دواء الملا ريا فأين وعن أي مجانية تتحدثون ؟ الله اعلم لعلكم تقصدون المملكة المغربية, أو لعلكم تظنون أن كل المواطنين أغبياء يصدقوا كلما يسمعون , فكان الأجدر بك قبل ادعاء مجانية دواء الملا ريا في مقالك أن لا تنسي أن من المواطنين البسطاء من يقرأ ويكتب, لكنك فعلا نسيت , أنستك السياسة , أنساك تفكيرك في المصير الغامض الذي ينتظرك بعد بيعك لحزبك تمام الذي كان أولي معاركك الخاسرة , أنساك تفكيرك في الطريقة التي تحافظ بها علي كرسيك في زمن ترتفع فيه نسبة البطالة وتغيب فيه السياسات الاقتصادية الهادفة لتقليصها .

عذرا سيدي الوزير لم أفهم حين نشرتم مقالكم لم تحرروه بوصفكم وزيرا لكن بوصفكم نا شط سياسي في الاتحاد من أجل الجمهورية وكأنكم شخصين واحد وزير والآخر ناشط هل تعانون عافاكم الله من انفصام في الشخصية؟ إذا لا تفتكم الفرصة استغلوا منصبكم وزير الصحة لشفاء الناشط السياسي من أجل الاندماج في شخص واحد ويا ليتها لا تكن معركة أخري خاسرة كالمعركة الأولي.

السيد الناشط السياسي : لقد قلتم ” إن نظام ولد عبد العزيز لم يأت ليستلم باقة ورود وإنما ليعالج واقعا هو وليد الفوضى العبثية ” فكم أنت صادق في مسألتي الورود والواقع فولد عبد العزيز لم و لن يكون له من الحظ في الورود إلا ماكان للقوات الأمريكية حين دخلت بغداد كما أن الواقع فعلا هو وليد الفوضى العبثية كا الانقلابات , لكنك لم توفق حين تظن أن من هو جزء من الواقع المذكور يستطيع علاجه فالعلاج لن يتم إلا بالقضاء علي سبب الداء , أين معلوماتكم الطبية يادكتور؟ أم أن حالها هي أيضا حال تمام المسكين ؟
’’لن نشير هنا إلي انجازات عقود بل فقط إلي انجازات أيام وأشهر, تقولون, أي انجازات ؟ حتى في مقالكم عجز واضح في الادعاء وتناقض واضح حين تدعون مشاريع قبلكم وكأنها وليدة سنة أو سنتين مثل مشروع افطوط الساحلي ومعهد الانطوكولوجيا الإسرائيلي , كما أن القارئ المتأني للمقال سيلاحظ أن الانجازات التي أحصيتم كانت كلها محصية في صيغة المستقبل مثل: “ستنجزه الحكومة ,, فيجري التنفيذ والتخطيط ,,,”” إلي آخر تلك المهزلة .
وتصل الجرأة بالسيد الوزير إلي أن يتحدث عن الزراعة وما أدراكم ما لزراعة إنها قطاع الفلاحين والفقراء الذي شهد هذه السنة لأول مرة تهميشا غير مسبوق في السياسة العامة للدولة حيث أوقفت الحملة الزراعية التي بدأها الرئيس السابق سيد ولد الشيخ عبد الله بعد أن أعطت أوكلها بشكل ملحوظ, لتقوم محلها سياسة اللاسياسة متمثلة في إعفاء نصف ديون المزارعين مع العلم أن غالبية المعفيين هم ثلة من الإقطاعيين ملاك الأراضي ولا يمثلون المزارعين الكادحين الشرفاء المعنيين بالقطاع.
وتتواصل المهزلة لتصل إلي تثمين علاوتي النقل والسكن التي أقل ما نعرف عنها أنها لم ترضي الموظفين بدليل إضرابات العمال التي بدأ ت في بعض القطاعات ويزمع الدخول فيها في البعض الآخر,بعد أن حاولت سماسرة النفوذ في الدولة إفشالها وهو ما لم تنجح فيه . فهل إذا افترضنا جدلا أن نظامكم المفلس نجح أو سينجح في إدخال الموظفين في الجنة فكم تمثل حوالي اربعيين ألف موظف من ثلاثة ملايين فقير تعيش غالبيتها تحت خط الفقر وتلتهمها نار الأسعار المتزايد لهيبها يوما بعد يوم ولا تجد من نصير سوي من يحتقرها بالشعارات والأكاذيب والخداع المتواصل …………………………………………………الخ

إن نظاما بدأ بالكذب علي الشعب كمحاربة الفساد بالفساد بأي لغة يتوقع يا تري السيد الوزير أن يخاطب؟

تقولون :

“ان الناظر إلي الخريطة الإقليمية والدولية للتمويلات التي حصلت عليها بلادنا لانجاز المشاريع سيكتشف إنها جاءت من صناديق التمويل العربية والإسلامية والغربية …من البنك الدولي في نيويورك غربا إلي الصين وطهران شرقا وسيكتشف أن النظام الموريتاني الحالي امتلك ورقة السيادة في السياسة الخارجية”
السيد الوزير المحترم : من واجبي الأخلاقي أن لأقول لكم كذبتم لكن من حقي الأخلاقي أيضا أن أتساءل مادمتم تعترفون بحصولكم علي التمويلات فأين هي ؟ ولماذا لم تنعكس علي حياة المواطنين اليومية ؟ وحتى لماذا هذا التناقض بينكم مع ولد عبد العزيز الذي قال في الكزرة أن ما تقوم به الدولة من مشاريع هو بتمويل ذاتي ؟

أتعبتمونا ياسيادة الوزير فكل مرة يزار أو يزور فيها ولد عبد العزيز نسمع أن قائدا مظفرا سيعطي لموريتانيا اللؤلؤ والمرجان وأنه سيشيد القصور ويبني الجنان, فتارة نسمع فنزويلا وتارة عن إيران لكن يظل كل هذا في إطار إستراتيجية الأكاذيب المتبعة من طرف النظام فدائما مانسمع جعجعة الزيارات ولا نري لها طحينا .

اسمح لي سيد الوزير أن أقول لك أنك ذكي فعلا اذاكنت فهمت السياسة الخارجية الحالية إذ تصفها بالسيادة وهو ما لا أعرف له شيئا لأني لم أفهمها ولم أري لها نتيجة علي الصعيد الوطني لكن مايمكنني أن أجزم عليه هو أنه هناك من المراقبين للساحة السياسية الوطنية من لا يتفق معك في هذه السيادة حيث يري انه من اجل أن تستطيع وزيرة الخارجية الحضور لاجتماع في الجزائر لا بد لها من المرور أولا بالمغرب للتزود بالوقود الدبلوماسي المغربي ,هذا بالإضافة إلي التشكيك في ماتروه انجازات تحققت في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب إذ يري هؤلاء المراقبين أن ما جري علي الحدود الموريتانية تم بأيادي استخبارات أجنبية, ناهيك عن ما تسموه انتم الحوار الفكري لاستصال الغلو والتطرف فقد كان نتيجة الزيارة المفاجئة لوزير خارجية ايطاليا في نظر غالبية المتتبعين.

لكن كل هذا وذاك قد يكون هو السيادة بعينها بالنسبة لكم أيها الوزير بين قوسين الموريتاني , ولكم في سلفكم الصالح أحمد ولد حرمة ولد بابانا رحمة الله عليه أسوة حسنة حينما دعا إلي ضم موريتانيا إلي مملكة الحسن الثاني , فربما تحبون أن يعيد التاريخ نفسه , لكن هيهات , هيهات حينما تفعلون لن يكون ذلك إلا رقما ضمن معارككم الخاسرة.

عجبا لك أيها الوزير :

ديمقراطية اليوم فلأنها أعطتك وزارة الصحة هي نموذجية بالنسبة لك في العالم , بينما بالأمس لاتمثل شيئا بالنسبة لك حين أطاح العسكر برئيس مدني ليحل محله “رجل في الشارع” حسب تعبيرك في المقال , فبأي مكيال تكيل يا وزير؟ ليس هذا وحده ما أثار تعجبي بل ما أثاره هو حديثكم عن الدستور حين دعوتم للرجوع إليه لمعرفة أن ولد عبد العزيز خط أحمر وكأن نظامكم هو المثل الاعلي في احترام والدفاع عن الدستور .

وألا سخف من هذا وذاك أن يكون المقياس الذي يعرف به مقدار وطنية الأشخاص هو مقدار تطبيلهم لولد عبد العزيز حسب ما فهمتم من الدستور الموريتاني.

سيدي الوزير من الأخطاء التي وردت في مقالكم زعمكم أن الشعب هو من لقب ولد عبد العزيز برئيس الفقراء وهذا ما ليس بصحيح لأنه ليس فقيرا ومن رجال الإعمال منهم اقرب إليه من حبل الوريد فإذا صح أنه رئيس الفقراء حينئذ تجب تسميته برئيس الفقراء وولد عبد العزيز ورجل الأعمال المعروف – لن أذكر اسم أحد لأني لا أمتلك 300مليون أوقية ولا عدالة قضائية في وطني – عندها تتوازن المعادلة .

تقولون :

” إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو رجل الإصلاح……..فالإصلاح دائما ضد الواقع…….”
أتفق معك يا معالي الوزير أن الإصلاح دائما ضد الواقع و الواقع ضد الإصلاح وبالتالي فحكومات أمر الواقع ستكون ضد الإصلاح.

وفي الختام اسمح لي سيدي الوزير أن أشكرك علي خاتمة مقالكم التي قلتم فيها أنكم لا تريدون منعنا من التمتع بحقنا في التعبير فكم انتم طيبون كريمون, حتي حقنا في التعبير عن أرائنا أصبح مسألة نقاش فوا ديمقراطيتاه .

محمد عبد الله ولد حبيب

طالب جامعي في جامعة نواكشوط

Mohabib2010@yahoo.fr

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button