أخبار

“غزو فضائي” فرنسي لمنطقة المغرب العربي

أفادت مصادر إعلامية دولية أن باريس خطت خطوات مهمة في استعادة مواقعها الثقافية واللغوية التي خسرتها في المغرب العربي بتكثيف البث الفضائي نحو المنطقة، وخاصة باللغة العربية، في منافسة واضحة مع المحطات الفضائية العربية.

في هذا السياق أفادت الأنباء ، أن باريس قررت زيادة ساعات بث برامج قناة “فرنسا 24” الفضائية الناطقة بالعربية من 10 حاليا إلى بث مستمر على مدى أربع وعشرين ساعة اعتبارا من 14 تشرين (أكتوبر) الجاري. ويُعتبر هذا البث موجها في الدرجة الأولى إلى سكان المغرب العربي بالنظر للمضمون وهوية المنتجين والمذيعين.

وفي هذا الإطار استكملت مجموعة “كنال بلاس” الفرنسية هذه الأيام إجراءات إطلاق باقتها من القنوات الموجهة إلى المغرب العربي.

ورأى علماء اجتماع أن هذا الهجوم الودي يشكل اختراقا ثقافيا استراتيجيا سيُؤثر سلبا على نسبة مشاهدة القنوات العربية، التي لوحظ أنها باتت تشد بمحتواها المهني الجيد حتى النخب الفرانكفونية في المستعمرات الفرنسية السابقة في المنطقة وهي المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.

ويمكن القول إن هذا الإختراق الآتي من باريس يتكامل مع التحدي الآخر المتمثل بانتشار المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية الخاصة المحلية، التي تعتمد على المزاوجة بين العربية والفرنسية، والتي تسعى من خلال المسلسلات والبرامج الحوارية لاستقطاب مشاهدين على حساب القنوات الفضائية العربية. ففي تونس مثلا التي تُعتبر من أقل الدول المغاربية انفتاحا هناك حاليا محطتان تتنافسان هما “هانيبعل” و”نسمة تي في” (التي تملك شركة تابعة لمجموعة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني 50 في المئة منها)، والثالثة في الطريق وهي “تي تي 1” التي حصلت على الترخيص.

وكانت قناة “أفريكا 24” الإخبارية الفرنسية الموجهة للقارة الأفريقية فتحت رأس مالها العام الماضي لمساهمين من بلدان أفريقية بينها مصر والمغرب، في خطوة دلت على احتدام المنافسة بين القنوات الأجنبية لكسب ود المشاهدين العرب والأفارقة. ووصلت المفاوضات مع كل من مصر والمغرب وأفريقيا الجنوبية إلى مراحل متقدمة تمهيدا لانضمامها إلى المساهمين الكبار في تمويل القناة. ولوحظ أن تأسيس القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية تتابع في السنتين الأخيرتين من أجل التواصل مع اثنين وعشرين بلدا عربيا من دون وسطاء، فالولايات المتحدة أدركت في ظل الإدارة السابقة أن احتلالها العراق وانحيازها المطلق لاسرائيل سددا ضربة قاصمة لصورتها لدى العرب والمسلمين، فعملت في أواخر عهد الرئيس جورج والكر بوش على رأب الشرخ العميق، ليس بمراجعة سياساتها وإنما بتشكيل إدارة متخصصة بالعلاقات العامة، أي بتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم العربي وتسويق سياساته.

وفي مقدم الأدوات التي اهتدى لها الفريق العامل مع السفيرة كارين هيوز التي كلفت إدارة العملية إطلاق قناة “الحرة” الفضائية الناطقة بالعربية واستبدال إذاعة “صوت أميركا” بـ”إذاعة سوا”، بالإضافة لإطلاق مجلة “هاي” التي سرعان ما تقرر توقيف إصدارها لإفلاسها تجاريا وسياسيا.

– أنباء – القدس

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button