مقالات

كفى… طفح الكيل يا عزيز…(1)/ محمد الشيخ بن محمد/mcmm83@gmail.com

في السياسة و التسيير…
تعجبني يا عزيز…
لقد وجدت أمامك شعبا مكفوفا عن مصالحه و في أرض المكفوفين هنالك سادة من نوع آخر… و لأن سادة المكفوفين لا يرون إلا من زاوية واحدة فقد اخترتها أن تكون زاوية مصالحك و مصالح السدنة….
و الشعب إلى الجحيم… ذلك الجحيم الذي يستحقه الساكتون عن حقوقهم ، الصامتون حتى تعطيهم الدولة ، شعب كالبهائم لا يعلم أن الدولة ماهي إلا الشعب و أن ما يسمونه مال الدولة هو مالهم …. أخذ من 5 و 10 و 20 و 100 أوقية <ضرائب>.

عن التطرف و الإرهاب…
تصحيح البدايات ضمان لسلامة النهايات… هكذا على الأقل يجب أن نحارب ما يسمى بـ:”الإرهاب”.
أعلنت حكومتنا أو من يحكموننا حربا على الإرهاب…
قدموا جنودنا .. أبناء الوطن للإنتحار أكثر من مرة…
فابن عبد العزيز يحارب الإرهاب و أبناؤنا يودعون الحياة…
يا عزيز أتعلم أنكم من زرع منابع ينموا فيها أولئك الذين تسمونهم “إرهابيين”.
أتعلم يا عزيز أن إهمال الشباب و ترك المستقبل في أيدي ثلة من مصاصي دماء الشعب أنت على رأسهم هو أمر يفقد لدى الشباب الأمل في إيجاد مخرج أَو تظنهم سيبقون مكتوفي الأيدي لا حول لهم و لا قوة ….؟
لا بد لهم من مخرج كائن ما كان…. إن يئسوا الحياة الواقعية سيذهبون بأفكارهم نحو المستقبل الكوني ينشدون من خلاله الرفاه الروحي حين حرموا من الرفاه المادي الواقعي… فقبل الحرب يا عزيز جفف المنابع.

في السياسة و التسيير…

تطربني يا عزيز…
فحين تكلم “فوكوياما” منذ زمن عن سياسة “مص الأثداء” – وهي استعارة للبن الأم الفائض عنها و الذي تقدمه للرضع من أبناء الجيران على سبيل التكرم في الوقت الذي لابد لها من التخلص منه – استفدت من “فوكوياما” و كنت ذكيا….
لأن لك شعبا لا طموح له… تفكيره منغلق ما بين حملتين… يبيع ضميره ، أصواته ، مستقبله…. شعب كهذا لا يستحق سوى سياسة مص الأثداء تلك في 15 يوما.

تحضرني حادثة و قعت في إحدى مدن “لعصابه” حين تم شراء بعض الذمم و كان الدفع بطريقة فريدة من نوعها ، وفر المشترون المبلغ و كانوا يقْسمون كل ورقة نقدية إلى نصفين و يقدمون الأنصاف إلى المسؤول عن توفير الأصوات ، و حين يتم فرز الأصوات يقدمون للبائع الأنصاف التكميلية بحسب عدد الأصوات و يتمسكوا ببقية الأنصاف التي لم يتحصلوا على مقابلها من الأصوات…… هكذا كان الإتفاق !!!!!!
حتى سياسة مص الأثداء أصبحت منقوصة.

عن التطرف و الإرهاب….

أتظن يا عزيز أن عقد منتديات بائسة ضد الغلو و باسم الشباب و ليس للشباب منها إلا الاسم يُستجلب لها رجال دين من نوع ما… رجال دين لا يعلمون عن واقع هذا الشعب شيئا سوى أنه مجتمع من البيظان الطيبين… أو تظن أن هكذا منتديات كفيلة بحل المشكل… أنت واهم يا رئيسنا……

لم يعد هذا المجتمع بمجتمع البيظان “ألمتعدلينْ وَلْمطابْقينْ” بل أصبح مجتمعا ذا هرم بقاعدة شبابية عريضة ، شبابه يعلمون كل العلم ما يجب أن يكونوا عليه من تسهيل ولوج الحياة العامة و يرون بالمقابل واقعهم المزري.
أتتوقع يا عزيز ردة فعل ناعمة من شباب يقودون مظاهرة من أجل زيادة المنحة الدراسية الجامعية في مشروع الجامعة اليتيم لتصل إلى 11500 أوقية ، و حين يعودون للبيت – هذا إن وجد – دون تحقيق مطلبهم يفاجؤون على شاشة التلفزيون – المرتبطة بالبيت – بطلاب من دولة أخرى تساوينا في عدد السكان و نفوقها بمواردنا/مواردكم الطبيعية ، يفاجؤون بأولئك الطلاب يقودون مظاهرة من أجل توسيع مكان توقف السيارات أمام إحدى الجامعات حتى يستوعب سياراتهم.

أتتوقع يا عزيز ردة فعل تضامنية مع برامجك حين يجري الكلام على التلفزيون الرسمي عن خريجي الجامعة و يقال من مصدر رسمي بأن هؤلاء ماهم سوى خريجي قانون و اقتصاد و لا حاجة للبلد إليهم و ليس لدى الدولة أي حل لمشاكلهم.

في السياسة و التسيير…

تخطيط “الكزره” و شق الشوارع و تعبيد الطرق سياسة مثالية إلا أنها لا تتعدى المظهر بشئ فهي خاوية الجوهر….
إن كنت ترمي إلى الجوهر حقا يا سيدي … ألا يستحق هذا الشعب أن يُحمى من الأمطار و خطر سيول المدن قبل بناء الأحياء… أليس من الأولى بك أن تبني شبكة للصرف تحمي المواطنين المساكين من السيول و المستنقعات.. و ذلك قبل الطرق التي تشيد مرتفعة بقليل عن أسس المنازل حيث تصبح مهمتها الثانية تحويل المياه المتدفقة جراء المطر تجاه المساكن…

أنا سألتك ألا يستحق !!؟…

أجيبك طبعا لا يستحق….!

و بأي حق يستحق و الحال يقول: الشعب لم ينتخبنا و إنما أموالنا انتخبتنا و الله على ما نقول شهيد…

عن التطرف و الإرهاب.. في السياسة و التسيير

أتظنهم سيصدقونك حين تتكلم عن الأنظمة السابقة و تعزي لها المسؤولية عن كل تدهور….
لن يصدقوك لأن الجميع يعلم أنك جزء لا يتجزأ من الماضي و أي تحميل للمسؤولية يلقى على كاهل الماضي تتحمل جزءك منه.

يا عزيز.. و يا سدنة القصر الرمادي..

باستمرار حالة كهذه توقعوا كل ما لا تحمد عقباه من شباب هذا الوطن… لأن كل واحد سيحاول جاهدا فتح الباب الموصود أمامه.
ستجدون من يهرب من الواقع المادي الميؤوس منه نحو إرضاء الروح و ما يمليه عليه ذلك من ردات فعل و حينها ستسمونه “إرهابي”.
سيبرز من يريد تغيير الواقع بطرق أخرى أكثر واقعية وستسمونه متطرف ، انفصالي ، متمرد… و ما شاء الله لكم أن تسموه و ما سمحت لكم به مفردات القواميس.
و حينها ينبثق الغضب من كل المنابع ليحول القصر و ساكنته إلى لونه تذروه الرياح.
و حين تلك الحتمية ستجدون جل هذا الشعب إن شاء الله من غير المصفقين لكم.

– يتواصل يا شعبنا المقهور…. يا شعبا يستحق القهر –

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضا
Close
Back to top button