مقالات

ردا على “الشروق” الجزائرية ودفاعا عن موريتانيا/التام ولد محمد الأمين/ahmednaa2009@gmail.com

تصعد وسائل إعلام جزائرية هذه الأيام، حملتها الإعلامية ضد موريتانيا، في محاولة يائسة للنيل من هذا الوطن، الذي تكاد له المكائد في الداخل من طرف بعض حملة الجنسية الموريتانية، وفي الخارج من طرف الذين لا يريدون أن تكون بلادنا دولة ذات سيادة ولها إستقلاليتها التامة في إتخاذ القرارات. لقد واكبت الحملة الإعلامية الجزائرية، تصريحات منسوبة لمسؤول جزائري مكلف بمكافحة المخدرات، إتهم فيها موريتانيا بأنها نقطة عبور للمخدرات خاصة الكوكايين والهيروين، في وقت أثبتت الأحداث والمعطيات المتوفرة، أن بلادنا إستطاعت أن تضبط حدودها لمنع أي تسلل من أي كان عبر حدودها. فهي تضبطها بشكل تام وكامل ومطلق، بفعل يقظة قواتها المسلحة وجهازها الأمني. ومن غير المعقول أن تكون معبرا للمحظورات ولا لعصابات السطو، كما أن السياسة الأمنية المتبعة حاليا كفيلة بمواجهة أية تهديدات خارجية أو محاولة من العصابات الإجرامية، للتأثير على إستقرار البلاد وتهديد أمنها. إن التصريحات المنسوبة لبعض الشخصيات السياسية الموريتانية، والتي نقلتها صحيفة “الشروق” الجزائرية المعروفة بعدائها لموريتانيا وشعبها الأصيل، بعيدة عن الواقع وأصحابها يسبحون في بحر من الخيال. فليس هناك تسيبا في إنتشار الإرهاب ولا يوجد إتساع دائرة التطرف في بلادنا. إنها دعايات رخيصة من شخصيات متناقضة مع ذاتها، والجريدة في تصريحها لم تنسب بعض تلك التصريحات لفرد بعينه، ولم يكشف الصحفي المأجور من جريدة “الشروق”، عن الأطراف التي قال إنها حاولت إستغلال “النقاش والحوار الوطني بموريتانيا ” ضد الجزائر. لهذا كان ما ورد، الهدف منه إيجاد مبرر للتحامل على موريتانيا وحكومتها الوطنية. هذه الحكومة التي ليست لأي منها ولاءات إلا لهذا الوطن الغالي، ولا تتلقى الإملاءات من أي كان، ودافع كل فرد منها، هو الحرص على مصلحة الوطن والمواطن.

جريدة “الشروق” الجزائرية في حملتها الإعلامية ضد موريتانيا، نقلت تصريحات منسوبة لرئيس حزب “تواصل” محمد جميل ولد منصور، الذي أستقبل بحفاوة شخصية سياسية جزائرية في نواكشوط، وغادر في اليوم الموالي إلى المملكة المغربية، ليؤكد بذلك إزدواجية التعامل في القضايا، وبعده عن الواقعية. كما وجدت “الشروق” في تصريحات منسوبة لقيادي من حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية، تنم عن الطرح العنصري لصاحبه ولحزبه. متناسيا وحدة وتماسك هذا الشعب وإبتعاده عن العنصرية وإنسجامه فيما بينه، وتوفر كل مواطن على حقوقهم كاملة.

إن الأجهزة المختصة الموريتانية، إستطاعت أن تلقي القبض على عصابات تهريب وعلى مدمنين، تمت إحالتهم إلى القضاء، لينالوا جزاء ما أقترفوا في حق المواطن الموريتاني، فمن تمكن من دخول الأراضي الموريتانية، لا يرتد إليه طرفه إلا وجهازنا الأمني يحكم قبضته وسيطرته عليه. فهذا الجهاز، أعد خطة محكمة لمواجهة تهريب المخدرات، وهو على إطلاع دقيق بما يجري داخل معسكرات الإرهابيين، والذين يقومون في بعض الأحيان بالتنسيق مع عصابات تهريب المخدرات، وما عملية “لمزيرب” إلا الدليل الحي على يقظة قواتنا المسلحة وجهاز أمننا، وتأكيد على التنسيق المحكم بين العصابات الإرهابية وعصابات المخدرات.

لقد كان من المفترض أن تلعب الشقيقة الجزائر ومثقفيها دورا في تشجيع موريتانيا على ما تقوم به، وتحيي صمود جيشها الوطني ويقظة جهازها الأمني في ضبط الأمور، لأن استتباب الأمن في موريتانيا، يخدم جميع دول المنطقة. لقد كان من المفترض أن يلعب الأشقاء في الجزائر، دور الداعم للسياسة الأمنية لموريتانيا، وأن لا يقبلوا بتحول إعلامهم إلى إعلام ناطق بإسم الإرهابيين، خلال العمليات البطولية الإستباقية التي قام بها جيشنا الوطني الأسابيع الماضية، هذه العمليات التي تدل على قدرته العالية وعلى اليقظة التي يتحلى بها هو وجهاز أمننا. إن الحرب الإعلامية التي قيم بها ويقام بها حاليا من طرف وسائل إعلام جزائرية، لن تثني موريتانيا عن القيام بمسؤولياتها في الدفاع عن حوزتها الترابية وحماية أرضها من عبث العابثين، مهما كانت الجهة التي يفدون منها، ومهما كانت قوتهم. وفي الختام نقول، إنه لا توجد أية نية إساءة للجزائر ولا لغيرها من الأشقاء، الشيء الذي عبر عنه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في رسالة التهنئة، التي بعث بها إلى الرئيس الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقه، بمناسبة ذكرى إستقلال الجزائر، عندما قال: “السيد الرئيس وأخى العزيز يسعدني والشعب الجزائري الشقيق يحتفل بالذكرى السادسة والخمسين لاندلاع الثورة الجزائرية المجيدة، أن أوجه إلى فخامتكم أحر التهاني مقرونة بأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لكم شخصيا وباطراد التقدم والازدهار للشعب الجزائري الشقيق. كما يسرني أن اغتنم هذه المناسبة السعيدة لأعرب لكم مجددا عن حرصنا الوطيد والمستمر على تطوير وتعزيز عرى الأخوة والتعاون المتميزة التي تجمع بين الجزائر وموريتانيا بما يخدم المصالح المشتركة لشعبينا الشقيقين”. إن للجزائر مكانة خاصة في قلوب الموريتانيين، والعلاقات معها متميزة وتتوطد بإستمرار، وهناك الرغبة في أن تتوطد أكثر وتتعزز، لما يخدم شعبينا الشقيقين الجارين. وعلى الجميع أن يعلم أن موريتانيا ليست لها الرغبة في إحتلال أراضي الغير، وتكن كل التقدير والإحترام للأشقاء بصفة عامة، خصوصا دول الجوار، ولم تقم بأي نقض للعهود، ولم تتآمر مع أجنبي مهما كان على حساب مصلحتها ومصلحة أشقائها، ولا تدار أمورها من وراء الستار، وهي لا تسعى لإبتزاز الجزائر ولا غيرها، وما قام به جيشنا الوطني، كان دفاعا عن الوطن، وكانت عملياته استباقية وفريدة في المنطقة، أكدت على قوته وعلى صموده الأسطوري وعلى يقظة جهازنا الأمني، فما تم القيام كان ضروريا لمواجهة الإرهابيين، وتأسيس قوات لمكافحة الإرهاب، طريقة مثلى للتخفيف من التحدي الأمني و ضبط الحالة الأمنية داخل البلاد.

إنه آن الأوان أن يعلم الأشقاء في الجزائر، أن المرحلة الحالية مرحلة خطيرة، تستدعي منا ومنهم أن نقف صفا واحدا، لمواجهة الخطر الذي يتهددنا جميعا، وأن يعلموا أن موريتانيا ستظل كما كانت دولة ذات سيادة، وحريصة على تعزيز العلاقات معهم ومع كل الأشقاء، على أساس الإحترام المتبادل، وأنه إذا كانت هناك بعض الأقلام المأجورة والحاقدة على موريتانيا، فإن هناك أقلاما وطنية همها الوحيد هو الدفاع عن موريتانيا ومصالحها، مستعدة لرد الصاع صاعين وللوقوف في وجه كل من تسول له نفسه المساس من وطننا الغالي العزيز، وأنه:

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا

لأصبح الصخر مثقالا بدينار

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button