حصاد شهرين من العمل السياسي فى موريتانيا بعد الإطاحة بأول رئيس منتخب..بقاء الصدمة والتأهب للمواجهة
بعد يومين من الآن تكون موريتانيا قد أمضت شهرين على سقوط أول نظام منتخب فيها ن حيث صحا الناس فى السادس من شهر أغشت الماضي على مدرعات الحرس الخاص تجوب شوارع العاصمة انواكشوط ، فى مشهد سبق لهم وان عايشوه مرات ومرات ، لكنهم هذه المرة أصيبوا بصدمة أربكت الكثير من المحللين ، فلقد اعتقد الكثير من السياسيين الموريتانيين أن بلدهم ، بات محصنا من الإنقلابات بعد ان شهدوا والعالم بأسره يشهدمعهم أنهم قاموا فى انتخابات عامة بانتخاب أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي فى الوطن العربي ، موطن الإنتماء، واعتقد اولئك السياسيون أن زمن الإنقلابات خرج ولن يعود .
اليوم وبعد شهرين من تحويل الواقع إلى حلم !، نبحث عن حصاد تيارين سياسيين تشكلا بعد الإنقلاب الأخير فى موريتانيا ، تيار يدعى لنفسه حق الوصاية على الديمقراطية ويرى من واجبه بل وأساس وجوده ان يعيد إلى موريتانيا ما سلبه انقلاب 6 أغشت منها وقد حددالمستلب فى شخص الرئيس المخلوع سيدى ولد الشيخ عبدالله ، أما التيار الثاني وقد تشكل قبل الإنقلاب بفترة قصيرة فمدفوع من قادة عسكريين لايملك فى حقيقة الأمرغير الطاعة والإمتثال لما يريده اولئك القادة الذين وجدوا بهو القصر أكثر فسحة لهم من ضيق الزنزانات ومافيها من وحشة!.
حصاد التيارين السيسي فى شهرين من المواجهة ، كل يريد الوقوف على انقاض الآخر ، صعب على المراقب الموضوعي ان يحدد أي الفريقين الفائز سواء فى موجهة الداخل أو فى مواجهة الخارج .
فإذا كان التيار الأول والمسمى جبهة إعادة الديمقراطية قد نجح فى جعل المواقف الإفريقية أكثر صلابة ضد الإنقلابيين بعد ان أصدر مجلس السلم والأمن افريقي قراره فى 22 من سبتمر الماضي فى انيويورك وهو القرار الذى طالب فيه الأفارقة الإنقلابيين باعادةا الشرعية إلى القصر الموريتاني قبل 6 اكتوبر الجاري ، فإن التيار الآخر وهو مشكل من عسكريين ومدنيين تصعب تسميته ، قد استطاع ان يحقق اختراقين مهمين سجلا لصالحه ، الأول على مستوى مفوضية الصيد الأوروبية التى رفعت الحجز عن حصة موريتانيا من الصيد واكتفت المفوضية الأوربية فى تبريرها للقرار( الذى يعتبرفى نظر البعض بالفاضح )، أنها تلقت ضمانات من الحكومة الموريتانية الجديدة تؤكد التزامها بما سبق وان وقعته الحكومات السابقة، وقد وصف أحد المحللين هذا التبريربقوله: عذر أقبح من الذنب!، الإختراق الثاني الإستقبال الرسمي الكبير والمعلن الذى حظي به رئيس الوزراء الجديد ولد محمد لغظف فى غاناء ابان حضوره للمشاركة فى مؤتمر افريقيا والكاربي الذى انعقد بين 2-3 اكتوبر الجاري فى “أكرا” وكانت الجبهة حاضرة وممثلة بوفد من كبار رمزها .
أما فى الداخل فلايمكن لاحد التيارين ان يدعي الغلبة على التيار الآخر خصوصا وأن شهر رمضان الذى ودعناه منذ يومين كان مقيدا لاغلب النشاطات ، وان حدثت بعض الإحتكاكات الى لم يخرج منه منتصر ، منها مثلا استدعاء عقيلة الرئيس ختو بنت البخاري إلى مجلس الشيوخ بشكل عنيف لاستجوابها حول تهم تتعلق بالفساد ، وقد استطاعت السيدة ان تسجل انتصارها حين رفضت الإعتراف بالمحققين. لينتهي الإستجواب بلاغالب ولا مغلوب.
