مقالات

داداه –صالح- صار: عن أي مرحلة انتقالية تتحدثون؟؟؟؟

الكاتب: خالد ولد بوب
khalidbewba@yahoo.fr

لإن رضي زعيم المعارضة السيد أحمد ولد داداه بكل أسف أن ينخدع بالانقلابيين ويلدغ من نفس جحر العسكريين للمرة الرابعة على التوالي فعجيب حقا ما الذي دها المناضلين السابقين صالح ولد حننا وصار ابراهيما وكيف استكانا ورضيا أن تتناغم مواقفهما مع مواقف الحربائيين المؤييدين لكل حاكم جديد، وعجزا وقبلا بانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية قاده ضباط معزولون من مناصبهم.

بل إن العجب العجاب أن يجتمع هؤلاء الزعماء ويصدروا بيانا مشتركا يطالب الإنقلابيين الجدد بتحديد المرحلة الإنتقالية القادمة وضرورة التشاور على برنامجها.

ياللمهزلة!!!؟؟ وياخيبة شعب ومناضلين علقوا الأمل يوما على مشاركتكم في الديمقراطية ومحاولة إرساء دعائمها والدفاع والذود عنها…

لنفرض أن المرحلة الانتقالية 60 يوما كما يطالب المحامي ولد لمات أو أنها سنتين أو 19 شهرا كما كانت في الخدعة الأولى أو أنها مفتوحة تبعا لهوى الانقلابي ولد عبد العزيز الذي لم يحدد بعد وقتها، فما ذا بعد تلك المرحلة؟؟

هل يمكن أن ننتظر من المرحلة الانتقالية القادمة أكثر من مما جادت علينا به سابقتها من انتخابات بلرمانية وبلدية ورئاسية توجت بانتخاب رئيس شرعي منتخب بطريقة نزيهة اعترف بها جميع مافسيه واتفق عليها الشعب ومراقبوا الانتخابات والمجتمع الدولي؟؟ هل يمكننا أن نتخيل رئيسا يملك حصانة دستورية وشرعية أقوى من هذا الرئيس؟؟ فإذا لم يشفع كل ما سبق ويقف ما نعا في وجه الانقلاب عليه فأي فائدة من مرحلة انتقالية قادمة لن تكون قطعا أحسن من سابقتها أما بالنسبة للرئيس القادم فإنها لن تمنحه شرعية ودستورية أقوى مما منحت أول رئيس موريتاني منتخب باجماع الموريتانيين..
دعونا نمعن في التفاصيل الجزئية حتى يفهم حتى الصبيان مرادنا، لنفرض جدلا أن الموريتانيين انتخبوا بعد نهاية المرحلة الانتقالية التي تطالبون بتحديد فترتها الزعيم أحمد ولد داداه رئيسا لهم أو اختاروا الرمز صالح ولد حننا أو صوتوا للمناضل صار ابراهيما، فهل سيكون رئيس الجمهورية القادم موظفا تابعا للجنرلات؟ وفي حالة خلاف ذلك فما الذي يضمن لنا أننا لن نتسيقظ يوما على الإذاعة والتلفزيون وهما يعلنان عن أن حركة تصحيحة أخرى كان لابد منها حفاظا على الديمقراطية؟
لكأنه يخيل إلي أن المرحلة الانتقالية التي تطالبون بها يازعماءنا العظام قد انتهت واعقبتها انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وتحقق الحلم أخيرا أخيرا أخيرا فنصب أحمد ولد داداه رئيسا للجمهورية وعين المحامي و السياسي الحريص على عدم انحراف الديمقراطية محمد محمود ولد لمات رئيسا للوزراء وشكلت حكومة أغلبية من بينها حزبان يقودهما صالح ولد حننا وصار ابراهيما، ثم إذا بالإذاعة والتلفزيون تفاجئان الشعب الموريتاني بأن ضباطا عسكريين تدخلوا كعادتهم في الوقت المناسب خدمة للوطن وحماية للديمقراطية من أي انحراف وأنها مجرد حركة تصحيحية القت بالرئيس المنتخب ولد داداه ورئيس وزراءه ولد لمات وراء القضبان لتبدأ وسائل الإعلام الرسمية كعادتها تكيل لهما الذم والشتم كيلا وتنعت الانقلابيين الجدد بكل صفات البطولة…. ثم ماذا؟؟…..ألهذا تدعون الشعب الموريتاني؟؟

ليكن في علمكم يازعماءنا العظام(داداه- صالح- صار) أننا لن نعدم يومها مواطنين يشاركون في مسيرات حاشدة تمجد الانقلابي الجديد وتهتف بحياته وترفع صوره.

كما أننا لن نعدم يومها سياسيين وبرلمانيين حراسا للديمقراطية يتبارون في ذم رئيسنا المنتخب والمخلوع بالقوة ويتهمونه بأنه هو الذي انقلب على نفسه، بل هو الذي استفز المؤسسة العسكرية وهو الذي انحرف بالمسار الديمقراطي فكان لابد من تدخل الجيش مرة أخرى كما عودنا أن يتدخل.

بل لكأني أرى من بعيد قواتنا البواسل وهي تمطر مقر حزب حاتم بالغازات وتهين صار ابراهيما وتضربه لأنهما شاركا في مسيرة احتجاجية طالبت بالافراج عن الرئيس المنتخب داداه ا لذي يعتقل في مكان مجهول مع رئيس وزراءه ولد لمات… ومع كل هذا فسيكون الأمر في النهاية طبيعيا، لأنها ليست المرة الأولى التي يتلاعب فيها العسكر بالمؤسسات الدستورية و يسقطون رئيسا منتخبا ويهينون إرادة وكرامة شعب بكامله ويدوسون الشرعية والديمقراطية تحت أقدامهم، سيذكر الجميع يومها أن هذا مجرد حلقة من مسلسل بدأت حلقته الأولى يوم 06 أغسطس عام 2008

يازعماءنا العظام ( داداه – صالح – حننا) إنكم في بيانكم الصادر يوم أمس تجرون موريتانياوشعبها إلى أحد أمرين:

1- مرحلة انتقالية ورئيس منتخب، لكنه موظف تابع للجنرال قائد أركان القوات الخاصة لرئيس الجمهورية يمكن لهذا الموظف الرئيس أن يكمل مأموريته الرئاسية شريطة أنه لم يعكر مزاج الجنرال يوما فيقرر وضع حد لرئاسته.

2- مرحلة انتقالية ورئيس منتخب لكنه بعد بضعة أشهر بحاجة إلى حركة تصحيحية وتدخل من الضباط لتصحيح مساره وهكذا، فعلى الموريتانيين أن ينتخبوا رئيسهم القادم وهم على يقين كامل بأنه سيتم الانقلاب عليه مرة بعد مرة، وهكذا حلقة مفرغة ودوامة من الانتخابات والانقلابات والمراحل الانتقالية.

يازعماءنا العظام!، لقد جاء في مقدمة بيانكم الصادر يوم أمس مايلي:”بعد تولي مجلس الدولة زمام السلطة على إثر الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فإننا نحن أحزاب المعارضة الموقعون أدناه…”
أهذا ما وصلتم إليه في نهاية مطافكم السياسي؟؟ أنه كلما استفحلت الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كان مشروعا للعسكريين التدخل والانقلاب على الشرعية الدستورية وكأنه أمر طبيعي وظاهرة صحية يجب فقط التعامل معها والترتيب للمرحلة الانتقالية التي عادة ما تأتي بعد تلك الأزمات ثم اللإنقلاب العسكري الشرعي الدستوري القانوني؟؟
أم أنه كلما وجدت أزمات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أصبحت الشرعية الدستورية للرئيس السابق لاغية قانونيا وعمليا تبعا لمصطلحات البيان رقم 1

يازعماء المعارضة، لقد كان حريا بكم أن تتركوا محاولة تبرير و إضفاء الشرعية على الإنقلاب للعسركيين وطبقتهم السياسية من برلمانيين وسياسيين ورؤساء أحزاب وهمية، تلك الطبقة التي تعودت أن تدور في فلك الحكام يحركونها كيفما أرادوا، فإنه لن يعجزهم مبرر وهم أصحاب التجربة الطويلة مع أكثر من حاكم وانقلابي.

يا من كنتم أمل فئات من الشعب الموريتاني يوما (داداه- صالح – صار) .: إذا كنتم عاجزين عن أن تسطروا موقفا بطوليا لأنفسكم وللتاريخ، فتعلنوها وقفة صارمة في وجه الانقلابيين ودعوة للحفاظ على الشرعية الدستورية أ و كنتم تخجلون أو تهابون أن تصرحوا بأن أسباب الانقلاب هي دوافع وأطماع شخصية لضباط تم عزلهم من مناصبهم، فلقد كان لكم في اعتزال الميدان و السكوت كنوزا من الكرامة والحياء تعدل كنوز الذهب.

لقد جاء في بيانكم يوم أمس أنكم تطالبون الانقلابيين أو من سموا أنفسهم بمجلس الدولة بتقديم ضمانات جادة حول تنظيم انتخابات حرة وشفافة.
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا…. أما زلتم تثقون في وعود العسكريين؟؟ ألم يقل أعلي ولد محمد فال في زياراته لعواصم الولايات أكثر من مرة بأنهم وضعوا ديمقراطية حقيقية ووضعوا عليها 5 “أكفال” حسب تعبيره هو تحميها من أن يتلاعب بها أحد مستقبلا، فأين هي الديمقراطية اليوم وماذا أغنت “أكفال” ولد محمد فال التي ذكرها وكررها في كل عاصمة ولاية زارها تقريبا.

ثم ماذا بعد الانتخابات الحرة والشفافة؟؟ هل أغنت الشفافية وكون الانتخابات حرة بشهادة الجميع بمن فيهم داداه وصالح وصار و16 مترشحا آخر لمنصب الرئاسة، هل أغنت النزاهة والشفافية عن الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله شيئا؟؟؟
لقد جاء في بيانكم يوم أمس المطالبة بإشراك الجميع في تسيير برنامج المرحلة الانتقالية واختيار أصحاب الكفاءة والنزاهة… نعم قد يمنحكم الانقلابي ولد عبد العزيز الحرية والمشاركة في أيام تشاورية حول المرحلة الانتقالية أو غيرها، لكنه لن يسمح لكم بالمشاركة في امتلاك عوامل التأثير الحقيقي ، عوامل الترغيب والترهيب كتسيير شؤون الدولة وتعيين الموظفين في المراكز والاداراة العمومية فما ذا عساكم فاعلون؟؟ هل ستشاركون في الانتخابات القادمة وليس لديكم من ضمانات سوى تعهد من عسكريين ما أكثر ما أخلفوا ما وعدوا؟

أما معيار الكفاءة والنزاهة الذان تطالبون بما ه فأظن أن لدى الانقلابي عزيزمعيارا آخر وهو القرب والولاء له بل الاستعداد للتجسس له، وما تعيينات الإذاعة والتلفزيون التي اتخذها لحد الساعة إلا تنبيها لمن أراد أن يستشف أو يستشرف معالم المرحلة القادمة. والتي تعهد فيها الانقلابي بتوزيع المساواة ولم يوزع لحد الساعة سوى أطنان من الغازات المسيلة للدموع على الموريتانيين أو يقوم بإغلاق الصحف وقمع المظاهرات وسجن الأبرياءومطاردة أصحاب الرأي والمواقف الرافضة لانقلابه والبحث عنهم أوالقيام بتوزيع رجال الجيش والشرطة على الشوارع لحماية نظام منهار بسبب عوامل الفشل الكامنة فيه وفقدان الشرعية .

إن من الصعب على الموريتانيين أن يتفهموا المواقف الخجولة بل الغريبة لثلاثة سياسيين طالما تحدثوا عن الديمقراطية وناضلوا من أجلها، تداس أمامهم الديمقراطية والشرعية وتنسف أمامهم حصيلة أكثر من ثلاثة أعوام من العمل الجبار لإرساء ديمقراطية شكلت فخرا للموريتانيين في كل مكان، وكأن شيئا لم يحدث؟ بل الأدهى من ذلك والأغرب هو وجود السياسي الذي يرى الانقلابات حلا وتقويما لماعجزب عنه الهيئات التشريعية أو أصوات الناخبين.

إنكم قد تختلفون مع سيدي ولد الشيخ عبد الله في طريقة تسييره للأمور وإدارته للبلاد خلال الأشهر الماضية، ولكن المبادئ تحتم عليكم الوقوف معه إذا جاء من يريد أن يزيحه بالقوة لأنه حين يفعل ذلك بالرئيس فهو يفعله بالمؤسسات الدستورية برمتها بما فيها مؤسسة المعارضة، فلو زعم أن بها انحرافا مثلا فلا داعي لتغييره بالطرق الدستورية بل حلال للعسكريين اقتحام مؤسسة المعارضة واعتقال قادتها وهكذ منطق العسكريين ومن يشجعهم أويحاول جاهدا أن يتقرب منهم, وه في الحقيقة إنما هو منطق الفوضى التي لا نهاية لها أو مباركة الدكتاتورية العسكرية.

ليتكم تعلمون أن الأزمات والمحن محطات يستغلها رجال ليسطروا بها حروفا من ذهب فيخلد لهم التاريخ مجدا وبطولة بين أمتهم، ويسيئ آخرون التعامل معها فتزل بهم أقدامهم وقد تلاحقهم مسبتها قرونا من الزمان.. وللتاريخ الموريتاني سجل مفتوح ستقرأه الأجيال القادمة، فتحكم على حمود ولد عبدى ومحمد المختار ولد الزامل وسيدمحمد ولد محم وبدى ولد ابنو ثم تقلب صفحات قليلة من نفس السجل لتقرآ ما سطره آخرون من أمثال مسعود ولد بلخير ومحمد ولد مولود وجميل ولد منصور وعبد الله مامادو با وغيرهم. وكل رجل وسياسي بالخصوص يحدد لنفسه مكانه في ذلك السجل غير بعيد من أقرانه ومن هم على شاكلته والأجيال القادمة ستقرأ وتحكم وتستفيد.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button