خطاب ولد عبد العزيز فى “مربط الميناء” توجه سياسي جديد .. أم لتلميع صورة الجنرال أمام الانتخابات؟
لاتزال أصداء خطاب الجنرال الذى ألقاه أمس فى مقاطعة الميناء”المربط” أمام مجموعة من سكان الحي الشعبي الفقير تترداليوم ، واختلف المعلقون على ذلك الخطاب بين معجب وساخر ! .
وإذاكانت زيارة ولد عبد العزيز هي الرابعة من نوعها فى سلسلة من الزيارات القصيرة التي يقوم بها الجنرال ، منذ استولى بالقوة على السلطة فى البلاد بعد ان أطاح بنظام ولد الشيخ عبد الله المنتخب ، فإن الهدف من هذه الزيارة وغيرها من الزيارات السابقة بعد ان كان مجهولا بدأت معالمه تتضح ، خصوصا بعد خطاب الميناء أمس .
لقد ظهر الرئيس أمس أمام الشعب كزعيم معارضة لا رئيس جمهورية ، يقول أحدهم . الرئيس تحول من قائد انقلاب أطاح بالشرعية إلى زعيم وطني يعانق هموم شعبه ، يقول آخر.
لا هذا ولا ذاك الجنرال يقوم بحملة رئاسية يستغل فيها العقول البريئة ويضلل الرأي العام بخطاب يصدق فيه المثل العربي، رمتنى بدائها وانسلت، يقول مواطن.
هاجم ولد عبد العزيز جميع الأنظمة السابقة واتهمها بالتخريب والفساد بل إن هجومه تجاوز الأنظمة ليصل إلى الإدارة والبرلمان مطالبا الشعب الموريتاني ان يكون رقيبا حاضرا فى كل ما يقوم به المسؤولون فى هذه الدولة قائلا إن الرقابة الرسمية وحدها لاتكفى . لكن ألا يمكننا ان نسأل كيف صحا ضمير الجنرال فى هذين الشهرين الذين سيطر فيهما على القصر ؟ و هل هو بريئ من كل ما تحدث عنه من فساد كان ينخر البلاد منذ زمن طويل ، خصوصا وأنه اعترف بأنه كان حاضرا لم يغادره منذ 1984.
وحتى لانغوص فى تحليل الخطاب فنبتعد عن مقصديته بعد ان سهل اليوم علينا اليوم استنتاجها ، فبعد نهاية الزيارة بساعات قليلة علم موقع”أنباء” من مصادر خاصة أن تجمعا جماهيرا كبيرا فى مقاطعة الميناء ، مكان الزيارة ، قد أطلق مبادرة شعبية تطالب بترشيح الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيسا للجمهورية ويقود هذه المبادرة السيد عبد الرحمن ولدصنب ، حسب المصدر ، وهذا يعني إذا تأكد أن خطاب الجنرال لاتمكن قراءته على أنه توجه إصلاحي جديد يريد المجلس العسكري الحاكم تطبيقه فى البلاد بقدر ماهو خطاب يتم استهلاكه للدعاية الشخصة و لتلميع صورة الجنرال أمام مواطنيه أشهرا قليلة قبل الإنتخابات الرئاسية المفترضة .