لماذا ترشحت لنيابيات 2023؟ *
اصطلاحًا؛ تعني السياسة رعاية شؤون الدولة الداخلية و الخارجية، و تعرف إجرائيًا حسب “هارولد لاسويل”، بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا (المصادر المحدودة) متى و كيف، أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون)، و عرفها الشيوعيون بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات.
تعرف السياسة أيضا بأنها: «كيفية توزيع القوة و النفوذ ضمن مجتمع ما أو نظام معين» و أنها «العلاقة بين الحكام و المحكومين، أو الدولة و كل ما يتعلق بشؤونها أو السلطة الكبرى في المجتمعات الإنسانية و كل ما يتعلق بظاهرة السلطة».
و عرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة و تغيير الواقع السياسي موضوعيًا و ليس الخطأ الشائع، و هو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي و عدم تغييره بناء على حسابات القوة و المصلحة.
و انطلاقا من هذا التعريف الواقعي و الموضوعي يمكنني إيجاد متتالية مسوغات تدفع بي إلى الترشح لنيل ثقة الشعب في الاستحقاقات النيابية المقبلة، ذلك لما خبرته طوال مسيرتي التعليمية و تجربتي العملية و مخالطتي لكافة فئات المجتمع و من جميع الطبقات، و معايشتي للظروف الصعبة و القاسية التي يعيشها السواد الأعظم من المواطنين بسبب تراكم عقود من سياسات التخبط في شتى المجالات.
إن ترشحي على رأس اللائحة الوطنية للنساء عن حزب حاتم، لم يأت طمعا في امتياز مادي و لا من أجل حظوة سياسية، بقدر ما هو استجابة لنداء ضمير وطني كانت تكبله معوقات الفعل السياسي الإقصائي الذي كان سائدا إلى وقت قريب، و تأكيدا عن الدور المحوري الذي تضطلع به المرأة و ما يمكن أن تحققه، و على أحقيتها في إدارة الشأن العام مكملة لدور الرجل.
إننا كنساء متعلمات ذوات خبرة علمية و عملية قادرات على خلق نموذج سياسي و إداري و فرض واقع اجتماعي مشرق للجميع إذا ما راهنا على إمكانياتنا الخارقة، مدفوعات بظروف مواتية للارتقاء في سلم الإدارة.
لقد ارتأيت و في هذا الظرف السياسي الاستثنائي و الانفتاح الجلي على كافة مكونات النسيج المجتمعي بكل ألوانه و أطيافه في ظل قيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أن لا أفوت فرصة الالتحاق بركب التغيير نحو الأفضل، و لن يتأتى ذلك إلا من خلال البذل و التضحية و المنافسة الشريفة و المزاحمة العلنية، في سباق أتطلع من خلاله إلى نيل شرف خدمة وطني رسما لسياسات اقتصادية و اجتماعية جديدة و تطويرا للقوانين المحددة للعلاقة بين الحاكم و الشعب، و بين أفراد و مكونات الشعب نفسه.
إننا بحاجة ماسة إلى تجديد الطبقة السياسية و ولوج قامات نظيفة لمعترك البناء بنفس جديد خال من شوائب الفساد و أدران المحسوبية و الزبونية و استغلال أكتاف المقهورين، و أن نعيش جميعا حياة أفضل تكفل لكل ذي حق حقه دون من و لا أذى، و تجعل الكل دون استثناء تحت طائلة القانون تطبيقا لمبدأ العقوبة و المكافأة.
إننا قادرون على صناعة وعي سياسي حقيقي، من خلال إعطاء ثقتنا للمتعلمين و أصحاب الكفاءات و سدنة العمل الاجتماعي الحقيقي، أصحاب الأيادي البيضاء، ثم من خلال تحييد الفاشلين الذي أثبتت التجارب عجزهم عن خدمة البلد و الشعب، و من أجل تحقيق كل ذلك، فإننا أمام فرصة حقيقية وشيكة، يتعلق الأمر بالانتخابات القادمة و ما ستفرزه من نتائج يعتبر المواطن هو الفيصل فيها.
و في الأخير، أتوجه إلى جميع المواطنين بهذا النداء الذي أرجو من خلاله أن يحكموا ضمائرهم في اختيار من سينوبون عنهم في تحديد مصيرهم و التحكم في أعناقهم و مستقبل أرزاقهم.
* د. أمية الخليفة/مرشحة اللائحة الوطنية للنساء عن حزب حاتم