نعم يا عمر ، “لم يترك لي الحق صاحبا” *
أنباء انفو- من الواضح الآن أن صراع أجنحة قوي ، هو ما يؤخر تشكيل الحكومة المنتظرة .
و لأن هذه الحكومة ستكون طلقة الرئيس غزواني الأخيرة ، سيكون انتصار أي أجنحة الصراع فيها هو سبب فشلها الأكيد .
و لأن فشلها سيُدخل موريتانيا حتما أزمة متعددة الأطراف ، أضعفها طرف النظام ، أصبح لزاما علينا أن ننبه فخامته إلى ما يلي :
– لم يعد لأي سياسي في البلد اليوم أي جمهور سوى رجل واحد ، واضح الموقف و التوجه و الخطاب هو السيد *الإصلاح* ..
– ليس لأي من الجناحين المتصارعين في النظام اليوم ، أي برنامج إصلاحي ..
– لا يحتاج نظام الرئيس اليوم ، أكثر من تكليف شخصية سياسية معتدلة ، كاملة الثقة ، بتشكيل حكومة *حقيقية* ، يتحمل الوزير الأول كامل مسؤوليتها ، تنفذ برنامج و تعليمات رئيس الدولة بحذافيرها من دون أي تدخل من الرئيس في غير حالات التجاوزات الكبيرة ..
– العالم اليوم ، يعيش حالة تحول خطيرة ستنعكس على كل البلدان .. ستنتهي بصعود الأذكياء و فشل الأغبياء .
و منطقتنا اليوم بالذات ، في عين العاصفة لأسباب جيو سياسية لا تغيب عن أي أحد ..
هذا ما نحتاج أن يتفرغ له الرئيس و لا يمكن أن يتفرغ له إلا بتنصيب حكومة مؤتمنة و مخولة ، تعمل على تطبيق تعليمات واضحة ، لا تعصف بها الصراعات الداخلية و لا تتجاوز أي جهة فيها نُظمَ التراتبية بقرب أو قرابة أو تقرب أو وشاية ..
القيادة ليست مسرحية و الرئيس لا يعرف كل شيء .. ليس معنيا بكل شيء .. لا يمكن أن يكون في كل مكان في كل زمان ..
– رئيس لا يثق في حكومته ؛ في ولائها و أهليتها و مسؤوليتها ، لا يمكن أن يقود وطنا بلا مؤسسات تتقاذفه أمواج الفوضى .
على فخامة الرئيس أن يُخرجَ نفسَه من مأزق الحرج الدائم .. من حرج مأزق القرابات و الصداقات و الولاءات التقليدية ..
الدولة قبيلة الجميع .. الدولة عشيرة الجميع .. الدولة مدينة الجميع .. الدولة جهة الجميع ، يفشل حتما من يحاول قيادتها بمنطق القبيلة أو العشيرة أو الجهة ، كما فعل كل رؤسائنا الفاشلين .. التافهين .. المتخلفين ، الذين لم يتركوا لنا غير ذكريات أليمة و إرث مخجل ..
و لأن هموم النظام تسرق وقت القادة عادة و تنسيهم حتى أولويات برامجهم أحيانا ، لزم علينا التذكير و التنبيه و قرع كل أجراس الخطر في كل حين .
كل ما نتمناه اليوم من كل قلوبنا ، هو أن نرى حكومة كفاءات جديدة لا تخضع لأي معيار جهوي و لا أي اعتبارات شرائحية و لا أي منطق محاصصة ..
أي إطار يعتبر نفسه من الترارزة أو الحوض أو آدرار أو تيرس أو (…) ، يُخرج ُنفسه بنفسه من أحقية التعيين في وظيفة ترتبط بها مصالح كل الموريتانيين ..
أي قبيلة أو جهة أو شريحة تعتبر أنها أقصيت إذا لم يعين منها وزير ، تنسى حتما أن في موريتانيا حدود ثلاثة آلاف قبيلة و خمسة عشر جهة في كل جهة منها عشرات الجهات و عشرات القبائل و الشرائح .. تنسى حتما أنها تذكرنا بخطورة هذه المحاصصة الظالمة ، السخيفة ، الخطيرة ..
لن ننسى لغزواني اليوم أن يكسر هذه المحاصصة البغيضة الظالمة للشعب و الوطن ، التي تحولت على أيادي الأنظمة السخيفة إلى قاعدة و عبقرية يتحدث الجميع عن ظلم أي خلل فيها.!
اللهم وفق قادة بلدنا إلى ما يرضيك و ما يخرج شعبنا من مأساته المريرة ..
* سيدي علي بلعمش