أخبار

“جبهة إعادة الديمقراطية “و”تيار التغيير” .. المعركة الحقيقية قادمة

يهيمن على الساحة السياسية الموريتانية منذو عدة أشهر تياران سياسيان قويان ، تيار ظهر قبل انقلاب 6 أغشت الذى أطاح بنظام ولد الشيخ عبد الله ، بفترة قصيرة وشكل قبل سقوط ذلك النظام تحديا كبيرا للدولة أعاق كثيرا قدرتها على التحرك وربما حط من هيبتها فى نظر عامة المواطنين ، لما يمتلك من قوة داخل الغرقتين التشريعيتين( البرلمان ، والشيوخ )، واعتبره البعض ظهيرا لقادة كبار فى الجيش والقوات المسلحة الموريتانية وعلى الخصوص الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي كان فى ذلك الوقت قائد أركان القوات الخاصة ، التيارالثاني وان كان على مستوى التسمية (جبهة إعادة الديمقراطية) ظهر بعد الإنقلاب ، إلا أن الأحزاب والتنظيمات المكونة له كانت موجودة بل ونشطة فى الساحة السياسية الموريتانية منذو عشرات السنين ، وما يميز بين التيارين يمكن حصره فى أربعة نقاط :

ا- قادة التيار الأخير (جبهة إعادة الديمقراطية) زعماء تنظيمات أيديولوجية تمرست العراك ، مع عديد الأنظمة السياسية التى حكمت موريتانيا ابتداء بالرئيس الأول المؤسس للدولة الموريتانية الحديثة المرحوم المختار ولد داداه ، وانتهاء بالرئيس الذى حكم البلاد أطول فترة العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع المقيم حاليا فى قطر ، مما يؤكد اتساع تجربة أولئك القادة ، فى النضال والعمل السياسي .

ب – التيار الآخر (من أجل التغيير) ” نواب حجب الثقة ” ، بخلاف الآخر تماما فأغلب قادته شباب أورستقراطيون ، مستقلون أكثر ما يجمعهم واقع التهميش مع شعورهم بقدرة الفعل ، ومن هناك ربما، جاءت التسمية (من أجل التغيير) وبعكس التيار الآخر فهؤلاء القادة تنقصهم تجربة أولئك خصوصا فى ما يتعلق فى طريقة خلق وتوظيف الحماس لدا العامة والطبقات العمالية والطلابية وإقناعها بمشروعها النضالي .

ج – لايعمل أصحاب (جبهة إعادة اليمقراطية) لتحقيق مشاريع آنية وظرفية مطلقا ، كما يتصور الكثير من الناس ، فقادة التيارات الثلاثة الرئيسية المشكلة لتكتل الجبهة (اليساريون ، الأصوليون ، القوميون ) لاتهمهم عودة ولد الشيخ عبد الله كما هو شعار الرابط المعلن الذي يجمعهم ، بقدرما يهم كل واحد من تلك التيارات منفردا ! ، الحصول على مواقع متقدمة فى الدولة الموريتانية بغية تحقيق بعض مايؤمن به ، أو على الأقل ان يستفيد هو ومجموعته التنظيمية القريبة من أية كعكة قد يتم تقسيمها فى حال تحققت حلولول تصالحية لفك الأزمة ، وبعد ذلك تمكن مواصلة النضال تحت شعار آخر غير إعادة الديمقراطية مثلا.

د – تيار (التغير )لايمتلك مشروعا سياسيا يناضل من أجله ، مما يجعله ، عكس الطرف الآخر حبيس أطماع وبحث عن مكاسب ظرفية حيث من الممكن ان ينتهي نضال كل واحد فى هذا التيار لمجرد ان يتحقق له مطمحه الخاص، الذي ليس بالضرورة مشروعه الوطني الكبير الذى كان يتحدى به نظام ولد الشيخ عبد الله .

إذا كانت تلك أهم النقاط التي يختلف فيها التياران ، وقدتكون هناك نقاط خلافية أخرى ، فالسؤال إلى أين يتجه الصراع بين التيارين ؟ وهل سينتهى مع حل الأزمة الدستورية القائمة ؟ أم أن المعركة لم تبدأبعد، وشكل الصراع الحقيقي سيتجلى فى الأيام والأشهر القادمة ، عندما تجرى انتخابات ديمقراطية فى البلاد ويعود العسكر إلى مواقعهم .لايستبعد بعض المحللين ان يتحول الصراع القائم حاليا ، أساسا بين قادة الجبهة الوطنية لاعادة الديمقراطية والمجلس العسكري المهيمن على السلطة ، إلى صراع بين تيار مايعرف بنواب حجب الثقة بعد رحيل العسكريين ، خصوصا وأنه حتى الآن لم تقع مواجهة سياسية مباشرة بين التيارين وإنما ظل الصراع إلى الآن على مستوى مواقف الدعم لركائز السلطة العليا ، كل من الفريقين يدعم طرف.

مستقبل الصراع بين التيارين وواقع هيمنتهما على حاضر الساحة السياسية ، لايعنى اختفاء تيارات سياسية موريتانية كبرى مهمة مثل اتحادقوى التكتل الذى يتزعمه أحمد ولد داداه ، وغيره من التيارات ذات العمق الطائفى (الزنوج ، الحراطين) غير أن موقف تلك التيارات ومنذ نشوء الأزمة السياسية فى موريتانيا ظل غامضا ولم يعبر عنه بشكل واضح وصريح ، رغم محاولة أغلب تلك التيارات ان تظهر كداعم لهذه الكتلة أوتلك ، وهو ماحد من تأثير فعلها على الساحة السياسية الموريتانية فى الوقت الراهن على الأقل .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button