الحزب الحاكم في السنغال يصف الفنان يوسندور بالمغرور
أثار إعلان المغني السنغالي الشهير، يوسو اندور، ترشحه لرئاسة بلاده في الانتخابات الرئاسية المقرر شهر فبراير القادم؛ جدلا سياسيا واسعا في السنغال..
الحزب الديمقراطي الحاكم برزعامة الرئيس المنتهية ولايته، عبد الله واد، والقوى الداعمة لإعادة ترشح هذا الأخير بادرت إلى شن حملة دعائية ضد “المغني المغرور” حسب تصريح قيادي في الحزب الحاكم.. فقد روج أنصار واد مختلف أنواع الشائعات حول جوانب من الحياة الشخصية للمغني ذائع الصيت، من قبيل رميه بـ “غير المتعلم” تارة، ونعته بأنه شخص “ماجن” تارة أخرى..
يوسو اندور أكد أنه لم يحظ بتعليم كاف لكنه يدرك جيدا ما يحتاجه السنغاليون ويعرف آمالهم وآلامهم، لأنه عاشها بينهم؛ مبرزا أن هناك قادة لدول أكبر من السنغال وأكثر تقدما، قادها رؤساء غير متعلمون ومع ذلك نجحوا في تحقيق الكثير من النجاحات لبلدانهم وشعوبهم، بعد أن فشل من سبقوهم من حاملي أكبر الشهادات الجامعية الدولية..
وقال اندور: “لقد استمعت كثيرا لأبناء وطني، وسمعت العديد منهم لمدة طويلة يطالبونني بالترشح لرئاسة الجمهورية.. واليوم أستجيب لرغبتهم.. أعلن ترشحي لرئاسة الجمهورية السنغالية”..
وأكد المغني البالغ من العمر 52 عاما أنه يعتبر ترشحه “واجبا وطنيا ساميا”؛ مضيفا أن هذا الترشح لخدمة الأمة السنغالية يعتبر “أفضل ما يقدمه السنغالي لوطنه”، على حد تعبيره.
ولم يخف يوسو اندور ثقته بحظوظه حين صرح في مؤتمر صحفي بمناسبة إعلان ترشحه، قائلا: “أنا أجسد التناوب الديمقراطي على السلطة، والبديل الحقيقي عن النظام الحالي”.
المغني الذي بات رقما قويا في المعادلة الانتخابية في السنغال، صرح على شاشة، وأثير التلفزيون والإذاعة التابعين لمجموعته الإعلامية Futurs Médias إنه سيعمل جاهدا على أن يجعل “السنغال بلدا يتم بناؤه فقط بسواعد وجهود أبنائه”؛ مبرزا أن برنامجه يتضمن “مبادرات جادة لتحقيق السلام في مناطق التوتر بكازامانس، والحكامة الراشدة، والتنمية الزراعية؛ إضافة إلى مشاريع موجهة للجانب الاجتماعي، خاصة الصحة والتعليم..
المراقبون والمحللون للمشهد السياسي في السنغال يجمعون على أن ترشح يوسو اندور للرئاسة شكل مفاجأة لمعسكري الرئيس واد ومعارضيه في كتلة “بانو سيغيل سنغال”، التي شهدت العديد من الهزات في الآونة الأخيرة.. ويعتبر هؤلاء أن هذا الترشح جاء ليسد فراغا كبيرا لدى الناخبين الشباب الذين سئموا لعبة التنافس بين أقطاب نفس الطبقة السياسية منذ عقود؛ مما يفتح للمغني الأكثر شعبية في إفريقيا الغربية، فرصا حقيقية لتحقيق مفاجأة رئاسيات فبراير 2012..
غير أن بعض الأصوات في دكار بدأت تعبر عن مخاوف جدية من احتمال رفض المجلس الدستوري ملف ترشح اندور لدوافع قد يتم اختلاقها في آخر لحظة، وهو ما هدد مناصروه بالتصدي له “بكافة الطرق والوسائل”، إن تأكدت تلك المخاوف..