مقالات

ولد الددو.. والفتوى بالفتنة/زينب بنت محمد محمود

يكثر الحديث بين النخب حول تصنيف العلماء، تصنيفا يصل في بعض الأحيان حد حرب كلامية وتنابز بالألقاب، وقد يكون مرد ذلك لما يحدث من خلط عند تناول العلاقة بين الدين والسياسة في مجتمع يراد له أن يحمل ما لا يحتمل من مصطلحات مستوردة من خارج الحدود، من قبيل العلمانية والاتجاه الإسلاموي، وفي هذا الصدد يصبح العلماء فئتين: علماء سلطان وعلماء معارضة، أما الصنف الثالث فمسكوت عنه!
وإن كانت موالاة السلطان واجبة، فإن البعض بلغت به معارضته أن سلم عنقه لغلمان السياسة لينزلوا به من علياء العلم والاحترام إلى حضيض مستنقعات السياسة الآسنة.
لقد تفاجأ الرأي العام الأيام الماضية بحجم الاستغلال الذي يمارسه غلمان “تواصل/الإسلاموي” على العلامة محمد الحسن ولد الددو، حيث أقعدوه بساحة جرداء أمام جمهور منعدم ليفتي لهم فتوى تحريضية لامست شغاف نفوسهم المريضة بالحقد والضغينة على هذا البلد و الشعب الذي منحهم ما لا يستحقون (4 بالمئة من أصواته).
ولأنهم مع الجهل ـ بفوارق التوقيت ـ مصابون بداء الغيرة من الاتجاهات الإسلامية في تونس وليبيا ومصر التي ركبت ثورات الشارع المثخن بكبت الحريات وفساد التسيير وإضمار الصلاة؛ وملحقاتها.. وهي أمور ثار عليها الشعب والبرلمان والجيش منذ منتصف العشرية الأولى من القرن الحالي، ويومها لم يستطع “فرسان دراجات/ تواصل” الركوب.
لكن، ألا يحق لهذا الشعب أن ينظر في الأوراق الصفراء في علاقاته مع حزب “تواصل” الذي يلبس لبوس الدين.
ويمارس ألعاب الجمباز السياسي، قفزا على المراحل ورقصا على الحبال وترحالا بين أقصى الطرفين وينسى أن في عنقه ديونا وحقوقا للشرائح الضعيفة من هذا المجتمع التي أكل وشرب ولبس وأثرى باسمها وذلك ما تثبته حسابات وفواتير الهيئات الخيرية الخليجية!
قد يكون التواصليون سولوا للعلامة محمد الحسن ولد الددو أنه إذا هبت رياح أبي عقيل ـ التي لن تهب حسب مصالح الرصد ـ سيجعلون منه “خمائيني” أو “مله”، أوحتى “دلاي لاما اعتباطي”، ولعل ذلك ما دفعه إلى تحريض “صدور الشباب على الرصاص” بدل القرآن! والغريب أن العلامة الشاب قد نسي أنه كان قابعا في السجن مهانا ؛ وإبرة عالقة بذراعه وأن حزبه كان ممنوعا من الحصول على الترخيص من نظام يأكل مع الصهاينة من مائدة واحدة ولم تثر صدور “إسلامويي/ تواصل” ولم تصبر على مسيلات دموع الطائعي.. أكيد لم ينس؛ لكن ربما تناسى أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو من أطلق سراحه وقربه وفتح أمامه الأبواب ورخص حزب غلمانه وفتح أبواب الجمهورية على مصراعيها بعد أن كانت محكمة الإغلاق في وجهه وكان الأجدى أن يقوم الددو/ العلامة بواجبه الديني في النصح والإشارة لولي الأمر، لكنه حسم الخيار وانحاز إلى واجب غلمان “تواصل/الإسلاموي”، ربما لحاجة في نفس يعقوب، أو ليعقوب في نفس حاجة .
حري بالددو، محمد الحسن التريث حتى لا يجسد عبرة الآخرين، من سمي رعى واحتضن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حتى في أحلك الظروف والمراحل.. رحم الله العلامة الموريتاني الشيخ محمد سالم ولد عدود الذي ربأ بنفسه عن مجالسة غلمان السياسة وأموال المنظمات الخيرية.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button