حصيلة اليوم الأول من القمة الاميركية-الافريقية
أنباء انفو- تنطلق بعد ساعات قليلة من الآن فعاليات اليوم الثاني من قمة الولايات المتحدة-افريقيا غير المسبوقة والتي تشارك فيها 50 دولة افريقية بينها موريتانيا التى يمثلها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.
القمة التى انطلقت أمس الاثنين في العاصمة الاميركية واشنطن بحضور 35 رئيسا وتسعة رؤساء حكومات وملك واحد هو ملك سوازيلاند، آخر نظام للملكية المطلقة في القارة السمراء. من المقرر ان تستمر ثلاثة ايام .
وتطمح واشنطن من خلال هذه القمة الى حجز مكان لها كشريك اساسي في منطقة وصفها الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل عام “بقصة +النجاح الكبرى+ المقبلة في العالم”. وشددت واشنطن في افتتاح القمة على مكافحة الفساد وحماية حرية التعبير وكذلك ايضا وبشكل خاص على احترام تداول السلطة.
وفي اليوم الاول لهذه القمة دعا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن القادة الافارقة الى مكافحة “سرطان الفساد”، ليليه وزير الخارجية جون كيري بالدعوة الى بناء “مجتمع مدني قوي، واحترام الديموقراطية ودولة القانون وحقوق الانسان”.
وكرر كيري مثال رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا مشددا على ان اغلبية شعوب افريقيا تؤيد حصر حكم قادتهم بولايتين. وقال “سنحث القادة على الاحجام عن تعديل الدساتير لمصالحهم الشخصية او السياسية”، مؤكدا ان وجود ” مؤسسات قوية” افضل من وجود “رجال اقوياء”.
والتقى الوزير الاميركي صباح امس رئيس الكونغو الديموقراطية جوزيف كابيلا، علما انه طلب منه مباشرة في ايار/مايو خلال زيارة لكينشاسا، احترام حدود الولايتين الذي يفرضه القانون التاسيسي الكونغولي، قبل انتخابات 2016.
لكن كيري لم يتحدث عن غينيا الاستوائية ورواندا واوغندا وانغولا و الكاميرون ورؤسائهم الثابتين بالتوالي تيودورو اوبيانغ نغيما وبول كاغامي ويويري موسيفيني وادواردو لوس سانتوس وبول بيا.
في المقابل التقى رئيس بوروندي بيار نكورونزيزا وتطرق معه الى “احترام القانون والجهاز القضائي والجيش والمؤسسات التي تحمي المواطنين”. ورد الرئيس البوروندي بالفرنسية ان بلاده في مرحلة “ما بعد النزاع” وانه “يستمتع اليوم بارباح السلام”.
كما وعد كيري بان تواصل بلاده الدفاع عن “حرية الصحافة بما فيها الصحافيون الملاحقون بتهمة الارهاب او المسجونون لاسباب اعتباطية”.
ولم يشارك الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي في قمة واشنطن، لكن رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديساليغن فعل. وتتعاون الولايات المتحدة مع اثيوبيا على المستوى الامني في المنطقة، لا سيما في الصومال.
من جهته اعتبر وزير الخارجية السوداني علي كرتي ان مشاركة غالبية الدول الافريقية الاثنين في واشنطن في اول قمة بين الولايات المتحدة وافريقيا في ظل عدم مشاركة السودان هو امر “غير طبيعي”.
والرئيس السوداني عمر البشير هو واحد من اربعة قادة افارقة لم يوجه اليهم الرئيس باراك اوباما دعوة لحضور هذه القمة التي تستمر ثلاثة ايام وتهدف الى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وافريقيا.
وفي الملف الاقتصادي، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة على لائحة الشركاء التجاريين لافريقيا، بعد الاتحاد الاوروبي والصين.
وقال اوباما في مجلة ذي ايكونوميست “نصيحتي للقادة الافارقة هي التأكد من انه اذا شيدت الصين طرقا وجسورا، فمن جهة ان توظف عمالا افارقة ومن جهة اخرى الا تكون الطرق لربط المناجم بمرفأ شنغهاي فقط بل ان يكون للحكومات الافريقية كلمتها في الشكل الذي ستكون عليه البنى التحتية مفيدة على الامد الطويل”.
ويتضمن برنامج المحادثات تمديد البرنامج الاميركي الذي يمنح امتيازات تجارية لبعض المنتجات الافريقية ويطلق عليه اسم “اغوا” ومبادرة “القوة لافريقيا” (باور افريكا)التي تهدف الى مضاعفة كميّة الكهرباء التي تحصل عليها منطقة افريقيا جنوب الصحراء.
وفي ملف الامن، ستتطرق القمة الى تهديد تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الاسلامي وهجمات “بوكو حرام” المتكررة في نيجيريا والحرب الاهلية في جنوب السودان وحتى هجمات حركة الشباب الصومالية في كينيا.
ويؤكد الرئيس الاميركي ان احدى القضايا الاساسية في القمة هي “ايجاد وسائل لتعزيز القدرات الافريقية في جهود حفظ السلام وتسوية النزاعات”.
يؤكد الرئيس الاميركي ان احدى القضايا الاساسية في القمة هي “ايجاد وسائل لتعزيز القدرات الافريقية في جهود حفظ السلام وتسوية النزاعات”.
وستحتل مقدمة المواضيع ايضا الازمة الصحية المتمثلة بانتشار فيروس ايبولا المسبب للحمى النزفية في غرب افريقيا حيث توفي 887 شخصا حتى الآن بهذا المرض، بحسب حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية الاثنين.
ولانشغالهما في التصدي لما يعد اكبر انتشار لهذا المرض خلال حوالى اربعين عاما، عدل رئيس سيراليون ارنست باي كوروما ونظيرته الليبيرية ايلين جونسون سيرليف عن التوجه الى الولايات المتحدة.
واجتمع مسؤولون من هذين البلدين الافريقيين في واشنطن الاثنين على هامش القمة، مع الرئيس الغيني الفا كوندي ووزيرة الصحة الاميركية سيلفيا ماثيوز بورويل للبحث سويا في طبيعة المساعدة اللازمة لايجاد “رد فعال” على هذه الازمة الصحية.
واتخذت الولايات المتحدة اجراءات صحية استثنائية يخضع بموجبها موفدو الدول التي سجلت فيها اصابات لاجراءات مراقبة طبية، مع احتمال وضع اي شخص من عداد هذه الوفود في الحجر الصحي اذا ما ظهرت عليه عوارض الاصابة بالفيروس.
ولم يخطط الرئيس الاميركي لعقد اي لقاء ثنائي اذ ان البيت الابيض ركز على عشاء كبير أقيم البارحة في البيت الابيض وشكل تحديا لوجستيا ودبلوماسيا كبيرا. ولكن اوباما سيشارك شخصيا في اعمال القمة اليوم الثلاثاء و غدا الاربعاء.



