السيد ولد اباه يكتب : لا خوف على المغرب
أنباء انفو- عاد الكاتب الموريتاني السيد ولد أباه ليؤكد من جديد ان لاخوف مطلقا على جارة موريتانيا الشمالية (المغرب) من الهزات والتقلبات التى تحدث هنا وهناك فى أطراف ووسط الوطن العربي.
وكتب ولد اباه في عمود بصحيفة “الاتحاد الإماراتية”، الاثنين 5 أغشت الجاري ، أنه منذ اعتلاء الملك محمد السادس، العرش، يُجمع مراقبو الحالة السياسية في العالم العربي على استثنائية التجربة المغربية سياسيا وتنمويا في محيط إقليمي متفجر، دول تتفكك وإرهاب مشتعل وأوضاع انتقالية متأزمة.
وأوضح ولد أباه، في عمود تحت عنوان “الثورة الهادئة في المغرب”، أنه كتب عند وفاة الملك الراحل الحسن الثاني مقالة بعنوان “لا خوف على المغرب”، اعتبرها خلالها أن التجربة السياسية المغربية الحديثة التي تأسست على ما يعرف “بثورة الملك والشعب”، قادرة على تجديد ذاتها ودفع آفاقها الإصلاحية.
وأضاف أن هذا هو المتوقع والمأمول من الملك الجديد الذي أُعد جيداً لخلافة والده، الذي كان ملكا عظيما، مشيرا إلى أن الأحداث اللاحقة صدقت هذا التوقع، بعدما نجح الملك محمد السادس في تجنيب المغرب المنزلقات الكبرى التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة، وفي مقدمتها: الانفجار الإرهابي الذي أتى على الأخضر واليابس في بعض البلدان، وآثار تركة انتهاكات حقوق الإنسان التي تعود لعهود الصراع السياسي الحاد التي مر بها المغرب في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وأزمات الانتقال السياسي التي لا تزال تعاني منها بلدان “الربيع العربي”.
واعتبر الكاتب الموريتاني، أن الملك محمد السادس في مواجهة المنزلقات الثلاثة استند لنفس المسلك الذي قامت عليه خصوصية التجربة المغربية الحديثة، وهو توثيق العقد بين المؤسسة الملكية والقوى السياسية الكبرى التي تشكل الامتداد المباشر والتاريخي لحركة التحرر الوطنين مؤكدا أنه بنفس المنهج استطاع المغرب من خلال الدستور التوافقي الذي دعا إليه الملك محمد السادس سنة 2011 إعادة تجديد الأطر المرجعية والعملية للحقل السياسي، محققاً للبلاد مطالب التغيير والإصلاح، دون دفع الثمن الحاد الذي دفعته بلدان مرت بتجارب التحول العنيف وأزمات الأوضاع الانتقالية الحادة.
وسجل السيد ولد أباه، أنه كثيراً ما يسأل في المشرق العربي عن أسباب الخصوصية المغربية داخل المجال الإقليمي للمملكة، أي في منطقة المغرب العربي، بالمقارنة خصوصاً مع البلدين اللذين يماثلان المغرب من حيث التجربة التاريخية والمقومات الاقتصادية والتنموية: أي الجزائر وتونس.
وأوضح في هذا الشأن، أنه بدون الخوض في هذا الموضوع المتشعب، فإن هناك عاملين محوريين يتوفران في التجربة التاريخية المغربية، وساهما في تعزيز مكانة المغرب إقليميا ودوليا.
واعتبر في ذات السياق، أن طبيعة المؤسسة الملكية التي تميزت بسمتين كبيرتين أولاهما: الشرعية الدينية كما كرستها “إمارة المؤمنين” التي قننت دستورياً وظيفة التحكيم والوساطة داخل البنية الاجتماعية المتنوعة، وهو ما عبر عنه الدستور الجديد أيضاً في نظام الفصل بين السلطات، والطابع الجهوي لحكم أقاليم الدولة، وثانيتهما: طبيعة البنية الإدارية للدولة المغربية، التي يُشار إليها عادة بعبارة “المخزن”، وهو نظام فريد يجمع بين مركزية الدولة وهامش النفوذ والتحكم الفعلي، الذي يتمتع به القادة المحليون وعلاقات الولاء والبيعة خارج المجال الإقليمي، مما سمح للدولة المغربية الوسيطة بحد واسع من الاستقرار وحصنها من مخاطر السيطرة الخارجية، التي خضعت لها بلدان المنطقة خلال الحقبة العثمانية، كما وفر لها خلال حقبة المد التحرري الوطني نخبة علمية وسياسية متميزة قادت حركة المقاومة وبناء الدولة.
وخلص الكاتب المورتياني إلى القول أنه “يحسب للملك محمد السادس أنه نجح في تطوير وإعادة بناء المؤسستين الملكية والإدارية، وهذا ما عكسه دستور 2011 والإصلاحات السياسية والإدارية التي واكبته، مؤكدا أنه في سنوات حكمه الأولى، قال الملك محمد السادس لأحد زواره الأوروبيين، “لقد وضع والدي المغرب على كل خرائط العالم، وما أسعى إليه هو وضع المغرب في قلب كل مغربي” .. وذلك ما تحقق بالفعل”.
– مرتب : أنباء انفو – شوف tv(المغربية)