السفير الإسرائيلي السابق لدى موريتانيا: انقلاب الصناديق على الإسلاميين
أنباء انفو-قال السفير الإسرائيلي السابق في موريتانيا “بوعاز بيسموت” إنه في حين تدخل الجيش في مصر لإسقاط الإسلاميين بعد أن انتخبهم الشعب، فإن التوانسة الذي يتسم جيشهم بأنه أقل قوة وتأثيرًا قرروا القيام بالمهمة بأنفسهم عبر صناديق الاقتراع.
واعتبر في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم” أنَّ جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي والرئيس المؤقت منصف المرزوقي سوف تكشف ما إن كانت تونس مهد الربيع العربي تخشى أكثر من النظام الإسلامي الذي انتخبته بعد ثورة الياسمين ثم أطاحت به في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي، أم من عودة عناصر النظام القديم الموالين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الأول منحت لرجل النظام القديم 47% من إجمالي الأصوات، ودفعة حقيقية إزاء جولة الإعادة. في الانتخابات البرلمانية فاز الحزب الجديد الذي أسسه السبسي (نداء تونس) والذي يضم ائتلاف من اليساريين والعسكريين وتحديدًا رموز نظام بن علي، بأغلبية كبيرة في البرلمان، وبانتصار كبير ولافت على حزب النهضة الإسلامي الذي أذهل تونس في الأيام التي تلت الثورة.
الناخبون هذه المرة لم يرتدعوا من السبسي، الذي خدم في الماضي الرئيسين السابقين للدولة، الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. كذلك فإن حقيقة أن الـ 50 عامًا التي تراكمت خلالها خبرات الرجل السياسية لم تكن ديمقراطية لم تردع التونسيين، ولا حتى سنه (88 عامًا).
كثير من الأحلام ولدت بتونس في ديسمبر 2010، عندما اندلعت العاصفة الكبرى في الشارع العربي، والتي كان يتوقع أن تجلب حيز ديمقراطي جديد للعالم. في البيت الأبيض باركوا وقتها نزول بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي بليبيا من على المسرح، مع تجاهل الفراغ السياسي المستقبلي وتحديدا التهديد الإسلامي الذي سيطر على الدول الثلاثة دفعة واحدة. بحسب الكاتب الإسرائيلي.
من كان يصدق وقتها، في الأيام الأولى بعد الثورة أن تونس تلك الدولة العربية التي نجحت في أن تصبح نموذجًا حقيقيًا في كل ما يتعلق بمكانة المرأة، والتعليم والانفتاح النسبي وخاصة إنشاء الطبقة الوسطى، سوف تتحول إلى نموذج لجيرانها لمنح الشرعية للإسلام السياسي؟ سيطر الإخوان المسلمون على الدولة، ازدهرت المساجد، عادت اللحى تنبت من جديد، واكتشفت تونس حتى أن هناك الكثير والكثير من السلفيين يعيشون داخلها.
راهن الإسلاميون الذين امتنعوا عن طرح مرشح للرئاسة على الأكاديمي منصف المرزوقي كرئيس. لكن الثلاث سنوات الأخيرة لم تأتِ بخير لتونس. اختفى الأمن من الشوارع، سيطر “الإرهاب” مناطق مختلفة بالدولة، هرب السياح، وأطلق المستثمرون الأجانب لسيقانهم العنان. تونس، التي يزدهر فيها التضخم أكثر من الياسمين فهمت سريعًا للغاية إلى أين يقودها الإخوان المسلمون.
الناخب التونسي أجرى حسبة بسيطة أمس الأول عندما تعين عليه الاختبار بين 72 مرشحًا، بما فيهم امرأة. ما هو الأفضل- هل المراهنة على مرشح جديد، رجل معارضة عديم الخبرة، أم ربما انتخاب رموز بن علي الذين أثبتوا جهل متعمد في فهم الديمقراطية مع قدرة على إدارة الدولة؟ اختار الناخبون السبسي حتى إذا ما كانوا يدركون أن انتصاره في الانتخابات البرلمانية يعني مخاطرتهم بعودة الحزب الحاكم الواحد لتونس.
لكن في الوقت الذي كان فيه الجيش في مصر مضطرًا للتدخل بعد انتخاب الشعب لمرشح إسلامي للرئاسة (مرسي)، نفذ التونسيون- الذي يتسم جيشهم بأنه أضعف وأقل هيمنة- المهمة بأنفسهم في الصناديق. فالديمقراطية ليست مضمونة، لكن المزيد من الحرية مضمون.
– أنباء انفو- مصر العربية


